يسود هذه الأيام استياء كبير في أوساط الجالية المغربية بإسبانيا، بسبب الغياب التام للسفيرة كريمة بنيعيش والتي لم تحرك ساكنا أمام صرخات العائلات المغربية التي لم تجد مكانا لدفن أقاربها الذين وافتهم المنية بسبب الإصابة بفيروس كورونا المستجد، حيث توفي أكثر من 100 مهاجر مغربي بسبب الإصابة بفيروس كوفيد19 حسب معطيات تحصلت عليها “شبكة أندلس الإخبارية”. وفي غياب مقابر إسلامية في إسبانيا، باستثناء مقبرة غرينيون جنوبي العاصمة مدريد ومقبرة سرقسطة، شمال البلاد، ومقبرة بمنطقة فالينسيا، تتكدس جثث أموات المهاجرين المغاربة في ثلاجات مستودعات الأموات في مناطق مختلفة من البلاد خاصة منطقة كتالونيا التي يقطن فيها أزيد من نصف مليون مهاجر مغربي والتي توفي بها أكثر من 20 منهم خلال الأسبوعين الماضيين بسبب الإصابة بفيروس كورونا المستجد. ما يقرب من 20 حالة وفاة بسبب كورونا في منطقة مدريد فقط المشكلة أقل حدة في منطقة مدريد التي تعتبر بؤرة من بؤر تفشي فيروس كورونا في العالم والتي سجلت إلى حدود يوم الاثنين 30 مارس 2020 أزيد من 3000 وفاة و 23.000 إصابة مؤكدة. وحسب المعطيات التي تحصلت عليها “شبكة أندلس الإخبارية” توفي أزيد من 20 مهاجر مغربي بسبب الإصابة بفيروس كورونا في منطقة مدريد إلى حدود الساعة، دفنوا جميعهم في مقربة غرينيون التي يصل فيها ثمن القبر إلى 1860 يورو لسنوات محدودة بالإضافة إلى مبلغ 1200 يورو. في بداية السنة تم حفر 50 قبرا في هذه المقبرة التي كان قد وقفها الديكتاتورالإسباني فرانسيسكو فرانكو لدفن الجنود المسلمين الذين قاتلوا إلى جانبه في الحرب الأهلية الإسبانية [1936-1939] لتغطية دفن أموات المسلمين ولكن نصف هذه القبور تم استعماله قبل متم شهر مارس الجاري. سفيرة المغرب بمدريد و”الحجر الدبلوماسي” العديد من الجمعيات المغربية والإسلامية اتصلت بالسفارة المغربية بمدريد وبالقنصليات المغربية في مختلف المناطق الإسبانية لإيجاد حل لهذه المعضلة لكن السفيرة بنيعيش وضعت نفسها في “حجر دبلوماسي” اختياري منذ تعيينها في هذا المنصب خلفا لأخيها فاضل بنيعيش منذ عامين تقريبا ولا يراها المهاجرون المغاربة إلا في حفلات “غريبة وأتاي”. فحل هذه المشكلة دبلوماسي بامتياز حيث بإمكان السفيرة بنيعيش استغلال العلاقات الجيدة والوطيدة بين المغرب وإسبانيا والاتصال بحكومة بيدرو سانشيز لتطلب منها التوسط لدى بعض البلديات لتخصيص مساحات داخل المقابر البلدية لدفن موتى المسلمين إلى حين انقضاء كابوس كورونا وإعادة فتح الحدود. ولكن لا حياة لمن تنادي. منطقة كتالونيا وكابوس الدفن المعضلة الحقيقية تعيشها الجالة المغربية في منطقة كتالونيا التي سجلت أكثر من نصف الوفيات بسبب فيروس كورونا. آخر هذه الحالات المأساوية التي يعيشها أفراد الجالية المغربية بإسبانيا، مهاجر يبلغ من العمر 55 سنة توفي قبل بضعة أيام في منطقة كتالونيا بعد إصابته بفيروس كورونا ولدفنه في إحدى مقابر المنطقة يتوجب على عائلته دفع مبلغ سبعة آلاف يورو، منها خمسة آلاف يورو للقبر و ألفي يورو لشركة نقل الأموات. لكن غالبية الأسر المغربية في إسبانيا ونظرا للظروف الاقتصادية الصعبة يتعذر عليها دفع هكذا مبالغ طائلة حيث يصل ثمن الدفن في بعض المقابر إلى 12 ألف يورو.
