أدى المئات من مسلمي مدينة روتردام الهولندية، بينهم مغاربة المهجر، صلاة عيد الفطر المبارك صبيحة الخميس، بمسجد السلام الكائن بقلب المدينة، وسط إجراءات صحية صارمة، وتمت الشعيرة الدينية عبر دفعتين، انطلقت الأولى حوالي الساعة 7:30 صباحا، والثانية حوالي 8:45 صباحا. وفي اتصال هاتفي لموقع 2M.ma برشيدة الزخنيني أم مغربية مقيمة بالديارة الهولندية منذ أزيد من ثلاثين سنة، قالت هذه الأخيرة بأن المسؤولين على تدبير أمور مسجد السلام بروتدرام، نشروا رسالة نصية بين مسلمي المدينة وعلى موقعهم الرسمي، حددوا فيها توقيت أداء صلاة العيد، ومجموعة من الأمور الاحترازية التي يجب احترامها، من بينها إلزامية ارتداء الكمامات، وإحضار كيس خاص لحفظ الأحذية، مع ضرورة إحضار صلاية لكل مصلي. وأضافت الزخنيني التي تشتغل طباخة بإحدى الشركات الخاصة بروتردام في اتصالها، صبيحة العيد ذهبت رفقة زوجي وابني وزوجته وحفيدتي، ووجدنا المسؤولين على التنظيم، قد خصصوا مقسورة المسجد للنساء، و ساحة « الحرية »المقابلة للمسجد للذكور، ولاحظت أن المنظمين وضعوا علامات لمنع التقارب، تصل مترين (2) بين المصلين، وهي إجراءات استحسنها المصلون. وبعد أداء صلاة العيد، تبادل الحاضرون التهاني بشكل خفيف، وتمت دعوة الجميع إلى مغادرة المكان، حتى نفسح المجال للفوج الثاني لأداء صلاة العيد، وهو الأمر الذي التزم به الفوج الأول، ليتم إخلاء الساحة في أقل من 10 دقائق. وبعد وصولنا المنزل، تضيف متحدثنا، تناولنا فطور العيد، الذي كانت مكوناته مغربية أصيلة، من مسمن ورغيف معسل وبغرير، وحلويات تقليدية أصيلة مشتقة من اللوز، والمكسرات من لوز وفول سوداني وبندق وحمص، مع حضور سلطان الموائد الشاي المغربي المنعنع طبعا. وبمجرد انتهائنا من الفطور، شرعنا في تنفيذ الجزء الثاني من طقوس العيد هنا في هولندا، وهي زيارة العائلة أولا، فزرت رفقة عائلتي الصغيرة، عائلة زوجة ابني، وبعدها باقي أفراد العائلة والمعارف والأصدقاء، وكل هذه الزيارات كانت خفيفة بحيث اكتفينا بالسلام دون المصافحة، وتبادل تهاني العيد دون العناق طبعا، والتزام عدم ولوج الشقق والمنازل. وبحكم عملي في المجال الاجتماعي، تقول رشيدة التي تنحدر من مدينة وجدة: « خصصنا زيارة خفيفة لكبار السن والعجزة من معارفنا وأصدقائنا من المغاربة، وخصصنا لهم وقتا أمضيناه معهم ، لنعود بعدها أدراجنا نحو شقتنا ».