تعيش الساحة الفكرية والإعلامية الفنية في مصر منذ أيام، على وقع جدل ساخن بين المؤرخ والمفكر والروائي المصري يوسف زيدان وعدد من المؤرخين والمفكرين والفنانين حول الشخصية التاريخية صلاح الدين الأيوبي، بعد أن وصفه يوسف زيدان بأنه من " أحقر" الشخصيات التاريخية، واتهمه بممارسة إبادة على الشيعة الفاطميين الذين أسسوا دولة لهم في مصر في القرن العاشر الميلادي. ففي حوار متلفز مع الإعلامي المصري عمرو أديب، في ال10 من ماي الجاري، وصف يوسف زيدان صلاح الدين الأيوبي (1138 - 1193 م) بأنه كان من " أحقر الشخصيات التاريخية في التاريخ الإنساني"، واتهمه بإحراق مكتبة في القاهرة تسمى (مكتبة القصر الكبير) كانت إحدى أهم المكتبات في العالم بدعوى "مواجهة الفكر الشيعي"، وكذا بارتكاب "جريمة إنسانية" ضد الفاطميين الذين حكموا مصر 250 سنة بمنعهم من التناسل وعزله الذكور بعيدا عن السيدات، حتى يقطع نسلهم. وانبرى أساتذة تاريخ ومفكرون وفنانون نشرت وبثت تصريحات لهم في الصحف والقنوات التلفزية المصرية، للرد على يوسف زيدان في هجوم حاد، متهمين إياه على الخصوص بتنفيذ أجندة خارجية "سعيا للحصول على جائزة نوبل". وفي هذا الصدد، قال محمد عفيفي، رئيس قسم التاريخ بجامعة القاهرة، إن يوسف زيدان "يحب اختراع معارك وهمية حتى يكون موجودا في الصورة، وظهر ذلك بعدما اقتطع جزءا صغيرا من سيرة صلاح الدين الأيوبي عن تعامله مع الشيعة (الفاطميين) لتصدير فكرة سيئة عن هذه الشخصية التاريخية"، مؤكدا أن صلاح الدين الأيوبي له سلبيات وإيجابيات كأي شخصية تاريخية، وأن "المؤرخ يفترض فيه ألا يقتطع زاوية لإثارة الضجة كما يفعل يوسف زيدان". ومن جهته، اتهم جمال شقرة، أستاذ التاريخ بجامعة (عين شمس)، يوسف زيدان بأنه "يسعى للحصول على جائزة نوبل من خلال إرضاء إدارة المؤسسة بالهجوم والسب في الأديان السماوية والرموز الدينية، خاصة الإسلامية". وأضاف أن يوسف زيدان يخرج بين الحين والآخر ب"فرقعة" سواء بحديثه عن مدينة القدسالمحتلة، أوعن الحضارة المصرية، و"الآن يهاجم البطل العظيم صلاح الدين الأيوبي، الذي امتدحته كتابات أوروبية قبل العربية"، متهما إياه بتنفيذ "أجندة لتشويه صورة زعيم مثل صلاح الدين الأيوبي". وفي رد له على هذه الاتهامات الموجهة له، قال يوسف زيدان، في تصريح لصحيفة (المصري اليوم) نشرته الأسبوع الماضي ، إن "التاريخ أهم من أن نتركه للمؤرخين، (...) التاريخ العربي الإسلامي موجود في المخطوطات، وليس في أفلام السينما والمسلسلات، وقد قضيت عمري بين آلاف المخطوطات، وأعرف ما أتحدث عنه". وأضاف ردا على اتهامه بأنه يسعى للحصول على جائزة (نوبل) بالقول " أندهش أن يصدر عن أستاذ جامعي، ولعله يظن أن لجان جائزة نوبل تتابع ما تنشره جرائدنا المصرية"، معربا عن أمله في أن يقدم منتقدوه "حججا تاريخية على كلامهم"، وتكذيبا علميا موثقا لما ذكره ،" بدلا من إطلاق عبارات فضفاضة". ويذكر أن صلاح الدين الأيوبي، مؤسس الدولة الأيوبية التي وحدت مصر والشام والحجاز وتهامة واليمن بعد أن قضى على الخلافة الفاطمية، والذي قاد حملات ومعارك ضد الصليبيين استعاد خلالها معظم أراضي فلسطين ولبنان بما فيها مدينة القدس، في معركة حطين، كان يقول بمذهب أهل السنة والجماعة.