هو مهدي مريوش، مصور فتوغرافي آمن بأن "الفن أداة الإنسانية لتأمل ملامحها ومعرفة نفسها"، فقرر أن يوظف هذه الأداة من أجل إعادة رسم واقع عمال المناجم عبر التقاط مجموعة من الصور لهم وعرضها على جدران مناجمهم المنسية بكل من نواحي ميدلت وجرادة، لتتحول بذلك هذه الأخيرة إلى رمز للصمود ومجابهة الموت بالأمل. وعن دواعي اختيار هذا الموضوع، أكد مريوش في تصريح لموقع القناة الثانية أنه يحرص دائما على أن تكون أعماله الفنية ذات طابع إنساني اجتماعي، تمزج بين ما هو جمالي فني بحكم التكوين الذي تلقاه في معهد الفنون الجميلة، وبين ما هو إنساني بحكم ما تعلمه في درب الصحافة. وأضاف مريوش أن فكرة انجاز ريبورتاج عن عمال المناجم تعود لسنة 2014 "حيث زرت مدينة جرادة من أجل انجاز ريبورتاج عن ظاهرة الدعارة، ذلك أنه بعد إغلاق منجم الفحم، أصبحت الساكنة تعاني من ضعف ذات اليد بالتالي أصبح مصدر رزقهم الوحيد هو الدعارة". هذا وأشار مريوش أنه عند ذهابه إلى جرادة وجد عالما آخر " ذلك أن الدعارة بدورها اختفت، وفوجئت بالوضعية المزرية التي أصبح يعيشها عمال المناجم، وكيف يخاطرون بحياتهم في مناجم عشوائية من أجل مبلغ لا يتجاوز 200درهم في أحسن الحالات، ومن هناك تولدت فكرة انجاز ريبورتاج فوتوغرافي عنهم وعن الآخرين العاملين بكل من نواحي ميدلت وفكيك". وأضاف مريوش أنه بعض تنظيمه لمعرضه الفتوغرافي عن هؤلاء العمال بمدينة الدارالبيضاء، وجد أن أغلبهم بحكم وضعيتهم الاجتماعية الصعبة لا يستطيعون تحمل عناء السفر والانتقال إلى العاصمة الاقتصادية، ليقرر أن يقوم بجولة ويعرض الصور بمناطقهم، حيث كانت البداية بمنطقة أحولي نواحي مدينة ميدلت. هذا وأوضح مريوش أنه في البداية كان لدي تخوف كبير من ردة فعل العاملين باعتبار "أنهم أناس محافظين وقد لا يتقبلون عرض صورهم بالمنطقة" مشيرا إلى أنه على العكس من ذلك، رحبوا كثيرا بالمبادرة وقدموا له يد المساعدة. وأكد مريوش أن هذه المبادرة على الرغم من بساطتها "استطاعت أن ترفع من معنويات عمال المناجم، وأن تحسسهم أن هناك من يهتم لأمرهم ويحس بمعاناتهم، كما أنها كانت نقطة تعارف مع باقي العمال في مناطق أخرى"، مشيرا إلى أنه يسعى أن تكون استمرارية للمشروع مع فنانين آخرين.