أعلن مجلس الأمن الدولي بالأمم المتحدة عن إدراج قضية الصحراء المغربية ضمن جدول أعماله لشهر يناير الجاري، حيث يرتقب أن ينعقد إجتماع لمناقشة آخر تطورات قضية الصحراء يوم الثلاثاء 29 يناير الجاري. ويرتقب أن يقدم هورست كوهلر المبعوث الشخصي للأمين العام الأممي، خلال هذا الإجتماع، إحاطة يستعرض من خلالها تطورات الوضع في الصحراء، بالإضافة إلى خلاصة لقاء الطاولة المستديرة التي احتضنتها مدينة جنيف السويسرية، بداية دجنبر الماضي. وأرجعت مصادر دبلوماسية إدراج هذا الإجتماع بعد ثلاثة أشهر فقط من آخر اجتماع عقده المجلس حول قضية الصحراء أواخر أكتوبر الماضي، إلى "الضغوط الأمريكية، التي تحاول تسريع دينامية مسار إيجاد حل متوافق عليه لنزاع الصحراء المفتعل." وأضافت نفس المصادر أن الإجتماع يرتقب أن يتداول أيضا حول بعثة المينورسو بالصحراء المغربية، مشيرة إلى أن ذلك يأتي أيضا استجابة لضغوطات واشنطن في ربط عمل بعثات السلام في إفريقيا بتحقيق تقدم سياسي في حل النزاع. وتأتي مناقشة قضية الصحراء، في ظل تحركات أميريكية لتخفيض المساهمات في تمويل بعثات السلام في إفريقيا، وعلى رأسها «مينورسو»، وضغوطات أميركية لتسريع البحث عن حل لقضية الصحراء يرضي أطراف النزاع. ويأتي هذا الإجتماغ في أعقاب المائدة المستديرة التي أشرف عليها كوهلر بداية شهر دجنبر الجاري بجنيف والتي شاركت فيها أطراف النزاع الأربعة، المغرب والجزائر والبوليساريو وموريتانيا. وقال كوهلر في ندوة صحفية عقب المائدة المستديرة إن هناك إمكانية للتوصل إلى "حل سلمي" للنزاع المستمر منذ عقود في المنطقة بعد التئام ممثلي الأطراف حول طاولة مستديرة في جنيف لأول مرة منذ 2012. وأعلن كوهلر أن الأطراف التي شاركت في المائدة المستديرة اتفقت على عقد مائدة مستديرة ثانية قبل نهاية شهر مارس 2019. ورغم جو التفاؤل الذي طبع الندوة الصحافية التي عقدها كوهلر، يرى محمد مصباح، مدير المعهد المغربي لتحليل الدراسات أن مسار الوصول إلى الحل السلمي سيأخذ وقتا طويلا. جو التفاؤل طبع أيضا تصريحات وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة عقب المائدة المستديرة، لكنه تفاؤل قُرن بالحذر والترقب. إذ قال إن "الروح البناءة والإيجابية التي طبعت اللقاء خلال اليومين الماضيين تبعث على التفاؤل، لكنها لا تفكي. ويجب التأكد أن هذه الروح ستترجم إلى إرادة حقيقية في الإجتماعات المقبلة."