انتقدت العديد من الجمعيات المدنية والهيئات النقابية، الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للعاملات الفلاحيات، خصوصا ظروف العمل بالضيعات والحقول الفلاحية حيث تسود شروط النقل والعمل "غير الآمنين". وتأتي ردود هذه الهيئات بعد حادثة السير المميتة على الطريق الرابطة بين العرائش ومولاي بوسلهام، التي أودت بحياة 9 عاملات وإصابة 30، ما خلف استياء واسعا حول الظروف الاجتماعية التي تحيط بعمل هذه الفئة. وطالبت فدرالية رابطة حقوق النساء بالعرائش، في بيان لها بضرورة توفير الحماية الاجتماعية للعاملات، داعية إلى توفير "ظروف النقل الإنسانية واللائقة للعاملات، مع تكرار هذه الحوادث التي تهدد حياة النساء العاملات الباحثات عن رزقهن، وتمس سلامتهن الجسدية". من جهتها لفتت جمعية أفق للنهوض بأوضاع المرأة، المسؤولين، "للانتباه إلى الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، التي تضطر العديد من النساء، للخروج بحثا عن مورد عيش لإعالة أسرهن، خاصة بالضيعات والحقول الفلاحية، التي تعرف شروط النقل والعمل غير الآمنين، مما يضاعف، من أسباب تعريض أروح هذه لفئة للمآسي والفواجع". الاتحاد الاقليمي للمنظمة الديمقراطية للشغل بالعرائش، قال في بلاغ له إن هذه الفاجعة، "تعيد من جديد فتح ملف اجتماعي وإنساني لشريحة وفئة العاملات والعمال الزراعيين الموسميين، والتي تُجمِعُ كل التقارير الرسمية منها والنقابية والحقوقية معاناتها من الاستغلال وظروف العمل غير الآمنة. وسجلت الهيئة النقابية أنها وقفت من خلال معاينتها الميدانية على الظروف "غير الآمنة لتنقل العاملات والعمال الزراعيين من خلال تجاوز الحمولة القانونية المسموح بها، والتنقل في الغالب بواسطة العربات والجرارات والشاحنات". وأورد المكتب الإقليمي، أن ظروف العمل بالضيعات "غير سليمة وقاسية"، لعدم احترام معايير السلامة الصحية ووسائل الوقاية من الأدوية والمواد الكيماوية المستعملة، علاوة على غياب الحماية الاجتماعية ما يعرضهم "للمخاطر والأمراض وحوادث الشغل". داعيا إلى فتح تحقيق قضائي وإداري واسع و نزيه و شفاف، لتحديد المسؤوليات و معاقبة كل الجناة المباشرين وغير المباشرين .