تحول حلم معانقة أرض الوطن لدى الكثير من أفراد الجالية المغربية بأوروبا لجحيم سواء أولئك الذين اختاروا القدوم عبر ميناء بني أنصار أو عبر ميناء مليلية المحتلة. وبحسب الكثير منهم، فأفراد الجالية مجبرون على الاختيار بين أمرين، أحلاهما مر، إما القدوم عبر ميناء بني أنصار في بواخر لا تحترم أدنى شروط السفر، أو القدوم عبر ميناء مليلية المحتلة على متن بواخر ذات جودة عالية، لكن الدخول عبر بوابة مليلية صار أشبه بالجحيم الذي لا يطاق. ويوثق الكثير من أفراد الجالية المغربية رحلاتهم على متن البواخر القادمة لبني أنصار، حيث يتم تسجيل ظروف لا إنسانية على متن هذه البواخر. ناهيك عن سوء المعاملة الحاط من كرامة المواطنين، وتعرض بعضهم لأعمال السرقة والبلطجة. أما إذا اختار أفراد الجالية القدوم عبر ميناء مليلية المحتلة، فإن كل شيء على متن البواخر يكون في قمة الراحة وانسيابية الخدمات، غير أن الأمر ينقلب رأسا على عقب حين يودون الخروج من مليلية نحو بني أنصار. رحلة الجحيم هذه تبدأ حين يشرع رجال الجمارك بالمغرب في تفتيش سلع أفراد الجالية، حيث يُخرجون كافة السلع من داخل السيارة، ليقوم صاحب السيارة بعد نهاية التفتيش بإرجاع هذه السلع، وقد يتعرض بعضها للمصادرة إن كانت جديدة. ويضطر أفراد الجالية للانتظار لساعات طويلة قد تتجاوز الستة، تحت أشعة الشمس، ومعهم أطفالهم وكبار السن، قبل أن يلجوا بني أنصار في ظروف لا إنسانية. يقول أحمد، في تصريحه لزايوسيتي، وهو مهاجر قدِم للمغرب عبر ميناء مليلية المحتلة، أنه "اختار المجيء عبر مليلية هذه السنة لما لقاه السنة الفارطة من ظروف كارثية عبر البواخر القادمة لبني أنصار، لكن للأسف تتم معاقبتهم بطريقة غير مباشرة عبر جعلهم ينتظرون لساعات". ذات المهاجر، أفاد "أن أسعار البواخر القادمة لبني أنصار جد مرتفعة، والعكس بالنسبة للبواخر القادمة عبر ميناء مليلية، فالأثمنة منخفضة جدا". ويطالب أفراد الجالية بمراعاة ظروفهم، وكونهم قادمون من أجل استمرارية الأجيال في التواصل مع البلد الأم، أما إذا استمر الوضع على ما هو عليه، فسيضطر أبناؤهم لعدم القدوم للمغرب.