اضطر خباز مغربي إلى إغلاق محله التجاري في بلدة سانت مارسيلين الواقعة بالجنوب الشرقي لفرنسا، بعد أن تعرض لسلسلة من السلوكيات العنصرية. وقرر محسن زوين، البالغ من العمر 43 سنة، وضع الأقفال لمخبزته التي دشنها قبل حوالي عامين ونصف، خلال الشهر الجاري، بعد أن سئم من سماع كلام عنصري وتصرفات غير أخلاقية بسبب أصله المغربي. ورغم أن قضيته، أثارت اهتمام صحف محلية، منذ 2022، ورغم أنه تقدم بشكاية "الإهانة والتهديد والسب" لدى مصالح الأمن، إلا أن التصرفات العنصرية استمرت ضده وضد عائلته و تجارته. وقال ذات المغربي، في حديثه لموقع " bondyblog"، المحلي، إن أمور مخبزته تسير على ما يرام، رغم "كوفيد" خلال السنة الأولى من فتح المشروع، لكن اتخذت مجرى آخر، منذ أكتوبر من سنة 2021، حيث يخاطبه فرنسيون محليون بتهكم عن سبب بيع معجنات مشرقية في فرنسا، كما سخروا من كون أن "عربيا"، يصنع الخبز. وأضاف: "ذات يوم أخبرتني سيدة أنها تكره المغاربة.. والداي من المغرب"، فيما طلب منه آخر بسخرية "لحم خنزير مع زبدة وجعة، رغم أنه لا يبيع تلك المنتجات"، قبل أن يختم تهكمه بالقول: ""ما هذا المخبز الفاسد؟". وأوضح أن تصرفات هؤلاء "صبيانية"، رغم أن أغلبهم تجاوز عمره الخمسين. مبرزا أن الأمور ساءت أكثر، حين شاهد بصقا وعلب قمامة على شرفته، والبول على نافذته. وتجاوزت عنصرية هؤلاء الفرنسيين كل الحدود، حين شنوا حملة مقاطعة على محله التجاري، حيث أخبره زبناء أنهم تعرضوا لضغوط كي لا يأتوا إلى محله، وهي حملة سرعان ما أتت مفعولها، حيث انتقل من بيع 200 "باغيت" يوميا إلى أقل من 50. وذكر محسن زوين، أن حملة العنصرية أثرت على حياته بشكل كبير، حيث فقد الكثير من الوزن وصار يتجنب الحديث مع أقاربه، إلى أن صار معرضا للاكتئاب. لذلك قرر أن يضع حدا لنشاطه التجاري رغم أنه فقد الكثير من مدخراته المالية. قال إن ما وقع له من مأساة، يعكس الوضع في فرنسا وما يحدث للمسلمين في هذا البلد، رغم أنه ازداد وترعرع فيها، وكان يدفع الضرائب أكثر من أولئك الذين أهانوه. لكن "اعتبر في نظرهم عربيا لا أنتمي إلى هنا...". يوضح الخباز المغربي في ذات المقابلة.