عندما كان الإسبان بيننا،كانت الناظور مدينة خضراء جميلة هادئة آمنة والحياة فيها بسيطة، تقل كلفة المعيشة بها عن المدن الأخرى في المغرب ، خططت شوارع المدينة بدقة وصممت المباني على طراز عصري فريد وأنشئت الحدائق العامة والفسحات الخضراء والمتنزهات..وامتدّت الأشجار الكبيرة والصغيرة والمتنوعة في ترتيب هندسي متناسق...كان الاستعمار الإسباني شغوفاً بالبيئة في مختلف وجوهها، وضعها في رأس اهتماماته، وأقام مشاريع طموحة، رغم شحّ الامكانات المادية في البداية، للتنمية الإقتصادية والتجارية وصارت البيئة تمثل هدفاً دائماً لديهم. بإستدعاء مهندسين وخبراء أكفاء الذين أشرفوا على أدقّ المشاريع.كيف يعقل أن يتم طمس هذه المناطق التي كانت في الأصل خضراء وتحولت لبناء مركبات تجارية و تجزئات سكنية؟!!!. هُم قلة قليلة ممن تخاف على الناظور في ظل انتشار العمارات السكنية كذلك أن الطوابق التي تنبت على مداخل المدينة من كل الجهات مثل سلالم إسمنتية وسط مناطق خضراء طبيعية متسائلين عن السر وراء هذا التحول؟ في الشكل العمراني لمدينة قيل أن الطبيعة الخضراء هي المتنفس الوحيد لساكنتها حاضرا و مستقبلا، متسائلين كذلك عمن يقف وراء اجتثاث الأشجار و المساحات الخضراء التي قيل أنها تحضى بالأولوية ؟ يعتقد للوهلة الأولى أنها منطقة خضراء لكن الزحف العمراني الكاسح يسعى إلى تحويلها إلى منطقة إسمنتية!!!! ان الإرتقاء بالمدينة لايكون الا عبر حقوق الساكنة في بيئة نظيفة ،و مستدامة وعدالة مجالية، وفي إحترام كامل للذاكرة التاريخية، والهندسية والمعمارية والجمالية للمدينة ،التي لهاخصوصيتها، وفرادتها ،التي تستلزم مقاربة مندمجة وعلمية متخصصة تتجاوز التدبير الإرتجالي والأحادي والهاوي، لمدينة نحتت هويتها وملاحمها عبر عقود من الزمن.