1. الرئيسية 2. تقارير تقرير: إسبانيا قلقة من احتمالية اتخاذ ترامب قرار تغيير مكان قاعدة "روتا" العسكرية إلى المغرب ومواقف سانشيز تساهم في ذلك الصحيفة من الرباط الأحد 20 أبريل 2025 - 13:20 عادت المخاوف من جديد في الأوساط الإسبانية بشأن مستقبل قاعدة "روتا" العسكرية الأمريكية، في ظل عودة ترامب إلى البيت الأبيض، واتخاذه لمواقف مخالفة للتوجهات العسكرية الأوروبية، حيث يرغب في تقليص التواجد الأمريكي في القارة العجوز، ولا سيما في ظل مواقف العواصم الأوروبية التي تعترض على بعض تحركاته الخارجية، كالحرب في أوكرانيا وقضية "غرين لاند". وتجدد هذا النقاش بعد التقرير الذي نشرته صحيفة "فايننشال تايمز" الأمريكية التي لمحت إلى احتمالية اتخاذ ترامب قرارا بنقل هذه القاعدة الأمريكية العسكرية من إسبانيا إلى بلد آخر، خاصة في ظل مرشحين مثل المغرب الذي يُوفر نفس الخصائص الجغرافية التي توفرها القاعدة في إسبانيا. وأشار التقرير إلى أنه في حين تنتظر القاعدة إضافة سفينة سادسة وُعد بها في عام 2022، فإن تولي ترامب مجددا رئاسة الولاياتالمتحدة قد يقلب الحسابات رأسا على عقب، خاصة في ظل مواقفه المنتقدة لما وصفه ب"الركوب المجاني الأوروبي" على الحماية الأمريكية، ودعوته المتكررة لأن تتولى أوروبا الدفاع عن نفسها. وأضاف التقرير في هذا السياق، أن وزير الدفاع الأمريكي الأسبق، بيت هيغسث، سبق أن صرح بأن الحماية الأمريكية لأوروبا لن تستمر إلى الأبد، بالرغم من أن وزير الخارجية ماركو روبيو قلل مؤخرا من التقارير التي تتحدث عن إمكانية توجه البيت الأبيض تخفيض محتمل للقوات الأمريكية. ومن العوامل التي قد تدفع الأمريكيين إلى التفكير في تغيير مكان قاعدة "ورتا" وفق الفايننشال تايمز، هو أن الاتفاقية الرسمية الموقعة مع إسبانيا تنص على أن قاعدة "روتا" هي منشأة تابعة للبحرية الإسبانية وتُستخدم بشكل مشترك مع الولاياتالمتحدة، ما يعني أن واشنطن بحاجة إلى موافقة مدريد للقيام ببعض التحركات، وهو ما يزيد من تعقيد الوضع القانوني للقاعدة. كما أشار التقرير إلى الانزعاج الأمريكي من مواقف رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي يُعتبر أحد أبرز الزعماء اليساريين في الاتحاد الأوروبي، ويُتهم بتأزيم العلاقات مع الولاياتالمتحدة في ملفات السياسة الخارجية. ووفق المصدر نفسه، يُنظر إلى تقارب سانشيز مع الصين، وانتقاداته للعملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، بالإضافة إلى إنفاق إسبانيا المنخفض على الدفاع مقارنة ببقية أعضاء الناتو، كعوامل تُفاقم التوتر مع واشنطن وتُضعف من موقع مدريد في الحفاظ على القاعدة. وأشار التقرير إلى أن القاعدة التي تضم 2,800 جندي أمريكي، وتوفر درعا متحركا ضد التهديدات الباليستية، تُعد أساسية في توسيع النفوذ الأمريكي نحو المتوسط وشمال أفريقيا والشرق الأوسط، كما أنها تسهم بنحو ثلثي النشاط الاقتصادي المحلي في مدينة روتا الإسبانية. لكن رغم استمرار حركة الاستثمار داخل القاعدة، بما في ذلك مشاريع توسعة الميناء وبناء حظائر جديدة للطائرات، فإن بعض المسؤولين، وفق الصحيفة الأمريكية، يرون أن الوضع قد يتغير في أي لحظة، خاصة إذا ما قرر ترامب اتخاذ خطوات جذرية ضد أوروبا كرد فعل على مواقفها السياسية والاقتصادية. وفي هذا السياق، يبرز اسم المغرب كبديل محتمل لاستضافة القوات الأمريكية، بحسب التقرير، حيث سبق أن تداولت تقارير غير رسمية معلومات عن اقتراح الرباطلواشنطن نقل القاعدة إلى أراضيها، خصوصا بعد أن عزز المغرب موقعه كحليف لترامب سنة 2020 عبر تطبيع العلاقات مع إسرائيل. ويرى مايكل والش، المستشار السابق في حملة جو بايدن والخبير في الشؤون الخارجية، أن هناك فرصة حقيقية لأن يفضل ترامب نقل القاعدة إلى المغرب نظرا لانخفاض المخاطر السياسية هناك مقارنة بإسبانيا، محذرا من أن سوء تقدير مدريد لحاجة واشنطن لروتا قد يؤدي إلى "انهيار الأمور".