1. الرئيسية 2. المغرب أخنوش: المغرب منخرط في الحرب السيبرانية لحماية أمنه المعلوماتي ضمن تنسيق دولي مشترك الصحيفة - خولة اجعيفري الأثنين 12 ماي 2025 - 13:10 دعا رئيس الحكومة عزيز أخنوش، إلى جعل التكنولوجيا محورا استراتيجيا في تدبير المرافق السجنية، مشدّدا على أن توظيفها لم يعد خيارا بل "أمرا حتميا ورافعة أساسية لتأهيل المؤسسات السجنية، وتحسين ظروف الإيواء، وضمان الأمن، والتدبير الرشيد، وإعادة الإدماج".،انسجاما وسياق التحولات الرقمية غير مسبوقة التي يشهدها العالم. كلمة أخنوش التي ألقتها نيابة عنه وزيرة الاقتصاد والمالية، نادية فتاح العلوي، صباح اليوم الإثنين بمدينة تامسنا، خلال الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الدوري السابع لجمعيات إدارات السجون الإفريقية، المنعقد حول موضوع "التكنولوجيا في إدارة المؤسسات السجنية بإفريقيا"، أبرزت التوجه المغربي نحو دمج الرقمنة في مقاربة شاملة لإصلاح القطاع السجني، في سياق تتسارع فيه التطورات التكنولوجية وتفرض تحديات جديدة غير معهودة. وفي هذا الإطار، أكد رئيس الحكومة أن إدماج التكنولوجيا في المؤسسات السجنية يشكل أداة فعالة ضمن ورش الإصلاح الإداري والتحديث الشامل للمرفق السجني، معتبرا أن الاستثمار في تقنيات المراقبة والرقمنة يتيح تحسين شروط الإيواء، وضمان حقوق المعتقلين، وتعزيز مراقبة حركة السجناء، وتتبع التحركات داخل المؤسسات، ضمن بيئة آمنة وخاضعة للرقابة الدقيقة. وأشار المسؤول الحكومي، إلى أن هذا التوجه يأتي استجابة لتحولات جوهرية يعيشها العالم، من قبيل صعود الذكاء الاصطناعي وتطور تقنيات التتبع والمراقبة، بما يفرض على الدول الإفريقية اللحاق بركب التطوير، وتبني نماذج حوكمة حديثة، من بينها القطاع السجني الذي يتأثر مباشرة بتعقيدات الجريمة العصرية، وخصوصًا الجريمة العابرة للحدود. وفي معرض حديثه عن أهمية المؤتمر، اعتبر أخنوش أنه يشكل محطة لتعزيز الشراكة بين إدارات السجون في القارة الإفريقية، وفرصة لتبادل التجارب الناجحة في مجال تكنولوجيا السجون، كما أكد أن اختيار هذا الموضوع بالذات يدل على وعي جماعي بضرورة تحديث مناهج التدبير في ظل التحديات المستجدة. وشدد المتحدث، على أن التأخر في مواكبة الثورة التكنولوجية يحمل كلفة باهظة على الدول والمجتمعات، داعيا إلى الاستثمار الجماعي في الأدوات الرقمية والابتكار التكنولوجي كوسيلة لتحسين الأداء العام، ليس فقط في قطاع العدالة والسجون، بل في مختلف مرافق الدولة. وأكد أخنوش أن تنظيم هذا المؤتمر يعكس الرؤية الملكية للتعاون الإفريقي – الإفريقي، التي تجعل من المغرب شريكا موثوقا في نموذج التعاون جنوب – جنوب، قائم على التضامن، وتبادل الخبرات، وتثمين الرأسمال البشري الإفريقي، معتبرا أن هذا اللقاء "العائلي"، كما وصفه، يعبر عن العمق الإنساني والإقليمي لعلاقات المغرب مع باقي الدول الإفريقية في مجال تدبير المؤسسات السجنية. وأضاف رئيس الحكومة، أن المؤتمر ينعقد في زمن عالمي مفصلي، تطبعه تحولات رقمية وتقنية غير مسبوقة، موضحا أن هذا السياق يفرض على الدول الإفريقية — والمغرب في طليعتها — تطوير أدواتها التدبيرية والعدلية، بما يتناسب مع متطلبات العصر الرقمي ويستجيب لتحديات حماية الحقوق والكرامة داخل الفضاء السجني. وفي هذا الإطار، أبرز رئيس الحكومة أن المغرب، تحت قيادة الملك محمد السادس، قطع أشواطا متقدمة في مجال تحديث الإدارة العمومية ورقمنتها، مستندا إلى مرجعيات دستورية وتشريعية واضحة، وإلى التوجيهات الملكية التي تؤكد ضرورة تسهيل الخدمات وتحقيق الشفافية والحكامة، كما أشار إلى إحداث وزارة للانتقال الرقمي وإصلاح الإدارة، التي أوكلت إليها مهام تسريع الرقمنة، وتمكين المواطنين من الولوج إلى الخدمات الرقمية على قدم المساواة، مع تحفيز الاقتصاد الرقمي واستقطاب المواهب والاستثمارات. وأوضح أن هذه التوجهات تندرج ضمن استراتيجية "المغرب الرقمي 2030"، الرامية إلى جعل المملكة منتِجا لحلول رقمية محلية الصنع، ومولدًا لفرص الشغل، خصوصًا لفائدة الشباب والمواهب الرقمية. وتوقف أخنوش عند التحديات الأمنية المصاحبة للرقمنة، مشيرا إلى الارتفاع المتزايد في وتيرة وخطورة الهجمات السيبرانية على مستوى العالم، الأمر الذي يستدعي، حسب قوله، رفع درجة اليقظة، وتكثيف التعاون بين الدول، ومراجعة منظومات الحماية المعلوماتية، لافتا إلى أن المغرب منخرط بفعالية في المجموعة الدولية لحماية الأمن السيبراني، ويرى أن مواجهة هذا التهديد العابر للحدود تتطلب تنسيقا دوليا وتحديثا دائما لأنظمة المراقبة الرقمية.