1. الرئيسية 2. المغرب صمتت في الحوزوالفنيدق واليوم مع "جيل Z".. انتقادات لحكومة أخنوش بسبب سياسة "النعامة" التي تنهجها في الأحداث الكبرى الصحيفة من الرباط الأثنين 29 شتنبر 2025 - 22:21 شهدت عدد من المدن المغربية، خلال عطلة نهاية الأسبوع، احتجاجات شبابية واسعة لما يُعرف ب"جيل Z"، وتتواصل دعوات الاحتجاج اليوم الاثنين أيضا، في ظل غياب أي تعليق رسمي أو خروج حكومي يوضح موقف السلطة التنفيذية من هذه التحركات الشبابية. وحسب العديد من المراقبين، فإن هذا الصمت الذي اختارته حكومة عزيز أخنوش أعاد إلى الواجهة الانتقادات التي تطالها في كل محطة حساسة، حيث وُصفت مقاربتها تجاه الأحداث الكبرى بسياسة "النعامة" حسب تعبيرهم، حيث تلجأ إلى الصمت عوض مواجهة مطالب الشارع والرد على تساؤلات المواطنين. وعاشت عدد من المدن المغربية، منذ السبت الماضي، وقفات ومسيرات احتجاجية، رفعت شعارات تنتقد الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية، غير أن أي وزير من حكومة أخنوش لم يظهر لتقديم تفسير أو موقف رسمي، هوا ما يزيد من حدة الانتقادات لحكومة قالت أحزاب المعارضة أنها فشلت في شعار "الدولة الاجتماعية". ويرى مراقبون أن غياب التواصل الحكومي يعكس خللا بنيويا في تدبير الأزمات من طرف حكومة عزيز أخنوش، خاصة وأن الشباب المحتج ينتمي إلى جيل رقمي يتابع الأخبار لحظة بلحظة، ويطالب بإجابات سريعة وملموسة بدل الصمت الطويل الذي اعتادته الحكومة. ووفق المصادر ذاتها، فإن هذا ليس أول حدث تشهد فيه حكومة أخنوش انتقادات بسبب صمتها، إذ سبق أن تعرضت لهجوم واسع في شتنبر 2023 بعد زلزال الحوز المدمر، حين انتظر المواطنون ظهور الوزراء في الميدان أو عبر وسائل الإعلام، لكنهم غابوا عن المشهد عدة أيام قبل أن يتحرك مسؤول منهم. وقد اعتبر العديد من المغاربة حينها أن الغياب الحكومي عن المناطق المنكوبة شكّل "جرحا إضافيا" لضحايا الزلزال، وأنه قوض ثقة الناس في أداء السلطة التنفيذية، مقارنة مع ما قام به قادة دول أخرى ظهروا فور الكوارث في الميدان. وتكرر السيناريو في شتنبر 2024 مع أحداث الفنيدق، حين شهدت المنطقة محاولات جماعية للهجرة نحو مدينة سبتةالمحتلة من طرف آلاف الشباب، فاندلعت مواجهات عنيفة مع قوات الأمن، بينما ظل الوزراء صامتين بلا توضيح أو مبادرة. اليوم، ومع احتجاجات "جيل Z"، يرى الكثير من المتتبعين للمشهد الاجتماعي في المغرب، أن الحكومة تكرر نفس النهج، إذ لم يُسجّل أي خروج إعلامي لوزراء القطاعات الاجتماعية أو الاقتصادية، ولم تُعلن أي مبادرة لفتح قنوات الحوار مع الشباب الغاضب. هذا "الغياب التواصلي"، كما يصفه المتتبعون، يغذي الشكوك بشأن قدرة الحكومة على مواكبة الديناميات الاجتماعية الجديدة، خاصة مع جيل يملك أدوات التعبئة الرقمية ويطالب بجرأة سياسية وشفافية غير مسبوقة، وقد دفع هذا الأمر بحقوقيين وسياسيين من المعارضة لوصف صمت الحكومة ب"سياسة النعامة"، معتبرين أن غيابها يضاعف الاحتقان بدل تهدئته، ويمنح الانطباع بأن المسؤولين "منفصلون عن نبض الشارع". ويعتقد الكثير من النشطاء، أن الصمت الحكومي يُعبر عن عجز مكوناتها عن صياغة خطاب يواجه الأسئلة الحارقة التي يطرحها المجتمع، من قبيل البطالة والغلاء وانسداد الأفق أمام فئات واسعة من الشباب.