قال الاستاذ الجامعي حسن طارق إن البناء الديمقراطي لا يتعلق فقط بوضع دساتير جديدة، بل يتعلق بما هو أعمق، وهو الإشكاليات الثقافية العميقة، والإشكاليات الذهنية والفكرية التي يجب الانكباب عليها، مؤكدا أن الثورات العربية القادمة يجب أن تكون فكرية وثقافية حسن طارق الذي فاز بجائزة المغرب للكتاب 2015 صنف العلوم الاجتماعية عن كتاب "الربيع العربي والدستورانية: قراءة في تجارب المغرب، تونس ومصر"، قال إن صورة المُستقبل السياسي في بلدان الربيع العربي، بعد أن اطفئت شرارات الاحتجاجات، وجرى تعديل أو تغيير الدساتير، ما تزال غير واضحة ومرتبكة. وأضاف حسن طارق أن الحراك الشعبي الذي شهدته المنطقة يمكن وصفه بالانفجارات أو الانتفاضات ، كون الحراك الشعبي لم يتزعمه تنظيم سياسي مركزي، يتوفر على برنامج واستراتيجية، ولديه امتداد وسط المجتمع، وآليات تمكنه من تحليل ما بعد الثورات، بل كان تفاعلا من حركات اجتماعية مع المطالب التي رفعها الشباب. وأكد حسن طارق أن في المرحلة الراهنة يجب طرح سؤال "أين نحن اليوم من المثالية التي سيطرت على الساحة أثناء الأحداث التي عرفتها سنة 2011، وأين نحن من كل المثالية التي دعا إليها الشباب العربي، الذي اعتبر أنه من السهل المرور بسرعة إلى مرحلة في تاريخ هذه الشعوب، مشيرا إلى أن الثورة سرقت من الشباب.