دعا الأستاذ محمد الحمداوي، رئيس حركة التوحيد والإصلاح، إلى استشعار مخاطر التقسيم التي تهدد وحدة الوطن، وقال في لقاء مع اعضاء الحركة ومتعاطفيها في كل من العيون والسمارة وبوجدور، إن بعض القوى الدولية توظف مشكلة الصحراء لابتزاز المغرب وضد مصالحه، كما توظفها لتشجيع التنصير والتمييع، وضد السيادة الوطنية، ومحاولة مصادرة القرار الوطني المستقل. وأكد الحمداوي، الذي زار منطقة الصحراء أيام الجمعة والسبت والأحد 3/4/5 دجنبر 2010، أن قيم الصلح والتصالح، وقيم التسامح ولمّ الشمل، وتوطيد روح الأخوة والوحدة، وقيم المساواة والعدل، تعد من القيم الأساسية التي تربي عليها حركة التوحيد والإصلاح، وتسعى إلى ترسيخها في أبنائها ومتعاطفيها. وفي محاضرة حول ''مركزية القيم في النهوض الحضاري'' نظمتها جمعية نادي الشروق الثقافية والاجتماعية بمدينة العيون، أوضح الحمداوي أن دور القيم والتربية عليها تعد صمام الأمان من كل المخاطر التي يمكن أن تستهدف الوطن، ودعا المحاضر إلى ضرورة استشعار المخاطر التي تمر بها الأمة ككل، والتي من بينها استهدافها في أخلاقها وقيمها، لأنها هي التي تحافظ وتحمي النسيج الاجتماعي. وأكد أن خصوصية الأمة الإسلامية تتمثل أساسا في صلة ثقافتها وقيمها بالله تعالى، مما يجعل إمكانية الإصلاح قائمة دوما، من خلال البناء على السلف بدون قطيعة، وأكد أن مهمة التجديد في الفهم والتصور، وفي الحركة والبناء، مهمة جماعية لا تقتصر على فرد بعينه مهما كانت إمكاناته، فالإصلاح يجب أن يكون نفسا عاما في الأمة. وحذر الحمداوي من اليأس وفقدان الأمل، باعتباره من معيقات التعبئة والنفير الحضاري، ودعا إلى تقوية العمل الجماعي، لأنه يتيح إمكانية بناء الروح التدافعية. كما أكد على حسن استثمار الفرص، وابتكار البدائل والأجوبة باستمرار، وحسن استثمار العائد من كل ذلك للبناء عليه من جديد. وأبرز المتحدث نفسه أن مكانة القيم تعتبر أنجع مدخل لعلاج باقي المشكلات السياسية والاجتماعية والعرقية وحتى الاقتصادية، وهي المدخل كذلك لتقوية روح الانتماء وتدعيم عوامل الوحدة، داعيا إلى إيلاءها الأهمية التي تستحق في معالجة ما وقع من أحداث مأساوية بالعيون الشهر الماضي، باستدراك النقص الحاصل فيها.