البكوري: ندعم الفعاليات الجادة بتطوان وجمعية محبي ريال مدريد تُسهم في إشعاع مدينتنا    اختناق جماعي داخل وحدة صناعية.. نقل 145 عاملاً إلى المستشفى    طنجة.. "سناك" يتحول إلى مطعم دون رخصة وروائح الطهي تخنق السكان بسبب غياب نظام التهوية    هكذا يستغل بنكيران القضايا العادلة لتلميع صورته وإعادة بناء شعبية حزبه المتهالكة    "الاستقلال" يشكو أوزين إلى العلمي    لقجع: الطلب العمومي الأخضر محور أساسي في استراتيجية التنمية المستدامة بالمملكة    نقل عاملات استنشقن غازا ساما إلى المستعجلات بالقنيطرة وحالة أربعة منهن خطيرة    الأحزاب الوطنية تؤكد انخراطها القوي وراء جلالة الملك في معركة الدفاع عن الوحدة الترابية للمملكة    المديرية العامة لأمن نظم المعلومات تصدر تحذيرا من برمجية خبيثة تستهدف أجهزة أندرويد    المغرب وموريتانيا يدفعان بعجلة التنمية المحلية عبر توطيد التعاون اللامركزي    ارتفاع حالات الإصابة بالحصبة في أوروبا خلال شهر مارس الماضي    "الأشبال" يستعدون لتونس بالإسماعيلية    كوبونات الخصم: مزاياها وكيفية استخدامها عند التسوق اونلاين    احتفالية نزاهة الملحون بمكناس تعرف مشاركة من مدينة العرائش    الغزيون في مواجهة سلاحي الجوع والعطش    الموسم الفلاحي .. توقع تسجيل زيادة بنسبة 41 في المائة من محصول الحبوب الرئيسية    صاحبة السمو الملكي الأميرة للا حسناء تزور بباكو ممر الشرف وممر الشهداء    وزارة الداخلية تشدد شروط الحصول على الجنسية الفرنسية    بورصة الدار البيضاء تنهي تداولاتها على وقع الانخفاض    احجيرة: 8 آلاف سيارة مغربية بمصر    شركة صينية تُحوّل استثمارها من إسبانيا إلى طنجة    العروي.. الشرطة القضائية توقف "الصيد الثمين" في حملة أمنية ضد مروجي المخدرات    مدارس السياقة ترفض الصيغة الجديدة للامتحان وتطالب برخصة خاصة "بالأوتوماتيك"    المغرب يحصد 43 ميدالية منها ثلاث ميداليات ذهبية في بطولة إفريقيا للمصارعة    جهة الشرق تسجل أعلى معدل بطالة في المغرب    الحسيمة تحتفي بالسينما الفرنسية ضمن فعاليات الدورة الرابعة للمهرجان الدولي للفيلم    الدريوش توضح حيثيات تصريح الداخلة: دعم مشاريع الأحياء المائية موجه للمبادرات وليس للأفراد وعدد المستفيدين بلغ 592 مستفيدا    مدير المستشفى الجهوي بني ملال يستنفر كل الأطقم لتجفيف كل الظواهر المشينة بالمشفى ومحيطه    الحقيقة والخيال في لوحة التشكيلية المغربية ليلى الشرقاوي    المحمدية تحتفي بالمسرح الاحترافي في دورته الثالثة    مزاعم اختطاف أطفال في طنجة غير صحيحة    "تعزيز الدفاع" يؤخر محاكمة حامي الدين    ألباريس: المغرب ساعدنا في أزمة الكهرباء.. وعلاقتنا تشهد "تقدما كبيرا"    عضة كلب تنهي حياة شاب بعد أسابيع من الإهمال    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الثلاثاء    عودة ليفاندوفسكي تزين قائمة برشلونة قبل موقعة إنتر ميلان في دوري الأبطال    استقبال أعضاء البعثة الصحية لموسم الحج    كيف تُنقذ حياة شخص من أزمة قلبية؟.. أخصائي يوضّح    جدل يرافق دعما يفوق مليار سنتيم في قطاع الصيد .. والدريوش: التمويل دولي    تتويج مثير لكلوب بروج بكأس بلجيكا وشمس الدين الطالبي يرفع العلم المغربي احتفالاً    أوقفها ثم أعادها.. مصطفى أوراش يتراجع عن التجميد ويُعلن استئناف البطولة    كلمة وزير الصحة في حفل استقبال أعضاء البعثة الصحية    أسعار الذهب ترتفع مدعومة بتراجع الدولار    مفاوضات متواصلة تؤجل الكشف عن الأسماء المغربية في موازين    الكوكب يواصل نزيف النقاط واتحاد يعقوب المنصور يعزز موقعه في المركز الثالث    باريس.. الوجه الآخر    أسود الأطلس يواصلون التألق بالدوريات الأوروبية    المغربي "الهيشو" يسقط في قبضة العدالة الإسبانية بعد 15 شهرا من التخفي    فرنسا والاتحاد الأوروبي يقودان جهودا لجذب العلماء الأميركيين المستائين من سياسات ترامب    رسميًا.. ألكسندر أرنولد يعلن رحيله عن ليفربول    أكاديمية المملكة تحتفي بآلة القانون    تفاصيل إحباط تفجير حفلة ليدي غاغا    العثور على جثث 13 عاملا بالبيرو    بريطانيا تطلق رسمياً لقاح جديد واعد ضد السرطان    التدين المزيف: حين يتحول الإيمان إلى سلعة    مصل يقتل ب40 طعنة على يد آخر قبيل صلاة الجمعة بفرنسا    كردية أشجع من دول عربية 3من3    وداعًا الأستاذ محمد الأشرافي إلى الأبد    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أزيلال: \"يطو\" تصحح أخطاء \" زواج الفاتحة \" بالقرى المعزولة
نشر في أزيلال أون لاين يوم 17 - 10 - 2009

أزيلال: "يطو" تصحح أخطاء " زواج الفاتحة " بالقرى المعزولة
حينما اختارت نجاة إخيش ومجموعتها إسم "يطو" لجمعيتها بعد انسحابها من الرابطة الديمقراطية لحقوق المرأة ، لم تفعل ذلك اعتباطا، وإنما سعت أولا تكريم شخصية أدخلها المؤرخون طي الإهمال والنسيان، ألا وهي المقاومة يطو زوجة موحى أوحمو الزياني، التي استشهدت سنة 1912 وهي تدافع عن حوزة الوطن. وثانيا رفع الحيف الاقتصادي والاجتماعي عن كل نساء جبال الأطلس . فبعد القافلة التي نظمتها في إقليم أزيلال بجماعات آيت محمد ،آيت عباس وتامدا نومرصيد في يوليوز 2008، واطلاعها على وضعية الزواج العرفي (زواج الفاتحة ) غير الموثق ،والنتائج الكارثية على وضعية الأطفال الذين يحرمون من التمدرس لعدم توفرهم على الحالة المدنية ، وضياع حقوق الزوجة والأبناء في حالة الطلاق أو الوفاة،ارتأت مؤسسة يطو ، تنظيم حملة ثانية بنفس المنطقة،هذه المرحلة خططت يطو ،أن تنطلق في فاتح أكتوبر بجماعة تامدا نومرصيد البعيدة عن بلدية أزيلال بحوالي ثماني كيلومترات ،وتنتهي في الثالث من نفس الشهر بجماعة آيت محمد البعيدة عن عاصمة الإقليم بحوالي 20كلم وبين البلدتين ، تحط يوم ثاني أكتوبر بإكمير آيت عباس.
نداء في الأسواق الأسبوعية بقرى أزيلال المعزولة ،كان كافيا ليصطف عشرات الأشخاص أمام خيمة.الاكتظاظ الذي عرفته الخيمة في بعض الجماعات القروية مؤشر قوي على أن عدد من الأزواج يرسلون أبناءهم إلى الفصول الدراسية ليسوا كتلاميذ بل فقط كمستمعين،ليس لهم الحق في المشاركة داخل القسم كزملائهم .السبب عدم توفرهم على وثائق تخول لهم الانخراط الكامل في المدرسة لأن الرباط الذي يجمع آباءهم بأمهاتهم توقف فقط عند قراءة الفاتحة.
مسؤولو تامدا أخلفوا الموعد
سارت الأمور كما خططت لها يطو ،وأبلغت قبل مجيئها كل الشركاء لتحسيس المواطنين بالقدوم لتسوية وضعياتهم: من وزارة العدل ،المجلس الاستشاري لحقوق الإنسان عمالة إقليم أزيلال ،المجلس الإقليمي ،الجماعات القروية المعنية،قيادات الجماعات المعنية بالحملة،،قسم الحالة المدنية ،المجلس العام لمنطقة الإيزير بفرنسا،الجمعيات الوطنية والمحلية . وصلت قافلة يطو لمدينة أزيلال في آخر يوم من شتنبر،قضت ليلة بها ،لتغادرها في اليوم الموالي في اتجاه أول محطة من عملها ،بتامدا نومرصيد .في الطريق لهذه البلدة التي تعتبر من الجماعات الأكثر فقرا بإقليم أزيلال ،كان كل حديث يطو عن الحشود من الأزواج الذين ستصادفهم بمقر الجماعة ،وعلى جنباتها ينتظرونها قادمين من كل الدواوير المشكلة لها.
لكن كم كانت صدمة يطو كبيرة، حينما وجدت الجماعة خالية من المسؤولين والمواطنين، اللهم مستخدمين اثنين لاثالث لهما، يستفان الكراسي، وينتظران وفذ قافلة يطو لمساعدتهم على نصب الخيمة .لم تفهم يطو هذا الاستهتار بمصالح المواطنين من طرف الجماعة، وهي التي بلغتهم من قبل بإبلاغ الخبر للناس بمناطق سكناهم ..إحدى المستشارات ظلت تستفسر القافلة عن سبب تواجد الكراسي،والخيمة، فالرئيس على حد قولها،" لم يعقد اجتماعا مع الأعضاء ولم يبلغ القائد والمقدم ". لم يكن أمام قافلة يطو لتفاذي فشل اليوم الأول ،سوى العودة إلى سوق أزيلال ،هناك تفرق أعضاؤها مجموعات صغيرة،فيما شمرت رئيستهاعن دراعيها وتناولت مكبر الصوت، وراحت تشرح للباعة والمتبضعين ، أهداف حملتها،وتحثهم على الذهاب لمقر جماعة تامدا لتسوية وتوثيق زواجهم.
وإن كانت حملة يطو بالسوق ساهمت على الأقل في توعية الناس ،فإن العشرات من المعنيين بالأمر ،لم يستطيعوا القدوم لمقر الجماعة ،لتسوية عقود زواجهم ،لأن الشاحنة التي ستعود بهم لدواويرهم، لن تنتظرهم حتى يحلوا مشاكلهم الزوجية، ثم أنهم لم يصحبوا معهم الوثائق المطلوبة، لأنهم بكل بساطة لم يخبروا قبل مجيئهم للسوق بالموضوع من قبل المقدمين والمنتخبين ..ولهذا فإن قافلة يطو لم تستقبل بجماعة تامدا سوى 11حالة.
ع. أ ( 46سنة )،إحدى هاته الحالات ،ماتت والدتها وتركتها رفقة شقيقاتها ،شاءت الظروف أن تخضع لعملية جراحية ،ستصاب على إثرها بعقم ،حزنت لذلك كثيرا ،وظلت تفكر في الزوج الذي يقبل بها عاقرا. وتشاء الأقدار أن يتقدم لخطبتها تقاعد متقاعد ،ورغم أن العريس يفوقها سنا ،فقد كانت فرحتها لاتتصور ،استقر الزوج القادم من تمارة بمسقط رأسه بفم الجمعة التي تنتمي إليها عايدة ،وتم الزواج بالفاتحة فقط. وعد الزوج زوجته بأن العقد سيتم بعد 15يوما .مر الموعد المتفق عليه ،وذكرت عايدة زوجها بضرورة إنجاز العقد ،لكنه ظل في كل مرة يمدد لها موعد التوثيق.ضاقت درعا ،وعادت إلى بيت والدها بنصيحة من أهلها . انتظرت ستة أشهر ببيت أسرتها ،لتعود لمنزلها ،لكن المفاجأة أنها وجدت الزوج أقفل البيت، وحزم حقيبته وغادر لوجهة غير معلومة لتبقى معلقة . بدا (إ. إ) ذو السبعة وخمسين مسنا.التجاعيد غزت وجهه، الذي يغطيه بقبعة أخفت الأوساخ بياضها الناصع..إبراهيم هذا ،جاء من دوار تباشكوت ،يحمل وثائقه في كيس بلاستيكي، .قصته ،أن" زوجته (س.) التي تكبره بسنتين، كانت متزوجة منذ سنة 1977 برجل سابق بدون عقد زواج ،وتوفي بعدما أنجبت ولدا وبنتا دون أن تتوفر على كناش الحالة مدنية.تزوجها (إ..إ) بدون عقد،وأنجبت له بنتا وولد أيضا ،أصيبت بمرض ،بلغ ابن الزوج الجديد سن التمدرس فألحق بالمدرسة ،كمستمع فقط لأن الوثيقة الوحيدة التي يتوفر عليها هي بطاقة التلقيح.
عشرات المواطنين في محطة إكمير
إذا كانت يطو، قد قررت، الحلول إلى كل جماعة يوم السوق الأسبوعي، فإن ذلك لم يكن اعتباطا .ففي هذا الموعد الأسبوعي، ينزل سكان الدواوير التابعين للجماعة منذ الساعات الأولى من الصباح ،يقطعون مسافات على الأقدام، تطول أو تقصر حسب موقع السوق ، قبل الوصول للطريق المعبد، لكي ينتظروا مرور الشاحنات التي يتكدسون فيها رفقة السلع التي يودون بيعها لاقتناء ضروريات البيت من عائداتها.وفي هذا اليوم يستغلون الفرصة لقضاء مصالحهم الإدارية وزيارة الطبيب... وصلت يطو يوم الجمعة ثاني أيام أكتوبر، إكمير آيت عباس، إحدى أفقر الجماعات بإقليم أزيلال. مركز الجماعة يطل على الطريق المؤدي لآيت بوكماز الشهيرة بالسياحة. فيما عدة داوير تابعة لها تتناثر بالجبال ،لاتربطها بآيت عباس المركز ، سوى مسالك ،سرعان ماتختفي وسط الأنهار . بجوار الطريق ،يوجد السوق.كان حين وصول القافلة مليئا بالمواطنين ،السلع المعروضة ،كانت تباع وسط أوحال الفيضان الأخير التي تحولت لأتربة ،طماطم وبطاطس لم تعد صالحة للاستهلاك .تفاح يابس ،ولوازم مدرسية تعرض بجانب الطريق تحت الخيام الباستيكية مع الإبزار والفلفل المدقوق والتوابل . بجوار السوق خلف المدرسة، نصبت يطو خيمتها وعلقت لافتاتها .وبما أن الحملة بهذه البلدة، تمت بشكل جيد،فقد توافذ السكان وأطفالهم بالعشرات.
لم يكن المتوافذون بدون رسم فقط.وإنما قصد خيمة القافلة مواطنون يعانون من مشاكل أخرى معتقدين أن"يطو" تابعة للدولة ،و تحل كل شيء بمافيه دفع الرسوم،أطفال بدون حالة مدنية ،شبان جاؤوا رفقة خطيباتهم يريدون عقد الزواج ،قدماء المحاربين مع فرنسا يريدون تعويضهم ،زوجة مهاجر توفي فلم تحصل على المعاش ،مواطنون يطلبون تصحيح أسمائهم في البطاقة الوطنية أو الحالة المدنية ،وآخرون ضعاف البصر يريدون الحصول على نظارات... لم يضق صدر" يطو" لهمومهم، فهي تعلم أن هذه القضايا ليست من اختصاصها،لكنها حرصت على إرشادهم بلهجتهم الأمازيغية.
على عكس محطة تامدا نومرصيد، فبمحطة إكميرآيت عباس ، كان الكل في خدمة القافلة.فشيخ القبيلة الأمي ، نقل مكتبه لجوار الخيمة ،وظل يوقع على عشرات الشواهد .التي يكتبها له عضو بإحدى الجمعيات فاق عدد الحالات التي عالجتها القافلة في هذه المرحلة أربعين، فيما ظلت حوالي عشرين حالة في الانتظار .من هذه الحالات زوج طلق زوجته التي تزوجها بدون عقد ،وهذه الأخيرة تزوجت ،وهو أيضا ارتبط بامرأة أخرى ،وسجل أبناءه الجدد في الحالة المدنية، فيما ظل أبناء الأولى غير مسجلين. الحل الذي اقترحته عليه يطو هو الإقرار بالبنوة وهذه المسطرة تقول نعيمة عام محامية بهيئة الدار البيضاء في تصريح للأحداث المغربية" تنجز عند العدول الذي يطلب منه أداء600درهم، وهنا ،تضيف المحامية،يجب التمييز بين الحالة التي يكون فيها الإبن راشدا، وتلك التي يكون فيها قاصر.. .لكن العائق الذي يعرقل كل هذا ،هو أن هذه الوثائق لاتسلم في وقتها، بالإضافة إلى مشكل التنقل والوضع المادي للمعني بالأمر" .
لم تكن هذه الحالة الوحيدة الصعبة، فالقافلة استقبلت حالة أخرى ، تتعلق برجل تزوج ثلاث نساء بدون رسم وأنجب معهن وطلقهن ، وتزوج الرابعة بدون عقد وأنجب معها. وعند حلول القافلة بإكمير جاء لثتبيت زواجه من الأخيرة .ولتسوية وضعيته اقترحت عليه يطو الإقرار بجميع أولاده من الزيجات الأربع . من يشاهد صفوف الأزواج تنتظر دورها أمام الخيمة ،وعشرات الأطفال يتابعون دراستهم كمستمعين بدون حالة مدنية أو خارج أقسام المدرسة، ويلاحظ وسائل النقل العابرة للقرية ،التي لفتت انتباهها خيمة يطومنتصبة ،تدعو نجاة إيخيش في شبه استجداء لزيارة : آيت عتاب ،وآيت بوولي ،وزاوية أحنصال... يخلص جازما، أن نسبة هامة من سكان إقليم أزيلال بدون هوية.
انتهت مرحلة آيت عباس، لتشد الرحال في اليوم الموالي لبلدة آيت محمد ،على نفس الخط الرابط بيت آيت عباس وآيت بوكماز. هذه البلدة التي يقسمها النهر إلى شطرين ،ظروفها أحسن شيئا ما من آيت عباس.مداخيلها تعتمد على السوق وبعض مقالع الرخام والأكرية .استقبلت القافلة داخل مقر الجماعة . وعلى الضفة اليمنى من النهر بجوار السوق،يصطف حوالي 17منزلا ،يأوي حوالي" ثماني باطرونات" ،قدمن من مختلف أنحاء الإقليم .وكل واحدة تستقطب حوالي خمس فتيات .هي بيوت على شكل أكواخ إسمنتية تضم غرفة واحدة ضيقة بدون ماء أو كهرباء أو صرف صحي. . في المساء يطفن بجوار الطاكسيات بالمحطة يبحثون عن زبناء. تنشط حركتهم مرة واحدة في الأسبوع هو يوم السوق الجمعة .تجر كل واحدة منهن طفلا أو اثنين غير شرعيين ،منهم من بلغ سن الرشد .ثلاثة منهن ظهرعليهن مرض جلدي champinion ،وكن من بين الحضور الذي استقبل يطو بمقر الجماعة بحثا عن أدوية.
محطة آيت محمد الأكثر تنظيما
محطة آيت محمد كانت أكثر تنظيما، فإيطو قررت في كل مرحلة الاستفاذة من هفواتها، حيث استقبلت في هذه المرحلة حوالي 55حالة بحضور رئيس المحكمة ورؤساء الجماعات الثلاث ،والسلطات المحلية والمجتمع المدني بالمنطقة ...كل الحالات التي استقبلتها يطو ستسلمها للمحكمة ،هذه الأخيرة وعدت بتسويتها جميعها.
في المرحلة الثالثة لم تقتصر يطو على تسوية عقود الزواج ،بل وزعت كمية هامة من الأدوية على الجماعات الثلاث بمقر جماعة آيت محمد . بهذه المحطة ،لقيت حالة الطفلة( ف. ع) 11سنة ،تعاطفا كبيرا الطفلة التي ولدت في غشت بمستشفى بني ملال،ماتت أمها لحظة إنجابها ، ليذهب الأب إلى حاله ويرفض الاعتراف بعائشة، بعد أن تزوج والدتها المتوفاة بدون عقد ، تكفل ابن الخالة محمد القاطن بدوار تبركنت بالطفلة ،لكن حينما بلغت مرحلة الدراسة وجدت نفسها بين الأطفال داخل القسم كمستمعة فقط مهددة بالطرد،فوثائقها مجرد بطاقة تلقيح وشهادة ولادة من المستشفى ..حالة أخرى معقدة أثارت النتباه ،و هو زواج قاصرين بدون عقد عمر كل واحد منهما 16سنة . مشاهد صادمة لمواطنين بالجبال، محرومين من أبسط الشروط ،كل همهم توفير ضروريات الحياة من خبز وشاي. أما المسائل الأخرى فهي بالنسبة لهم ليست بذات أهمية .
أنهت القافلة مرحلتها الأخيرة، والسعادة تغمرها بعد نجاح حملتها وتجاوب المواطنين معها ، وإن كانت تعلم بأن المئات من الزوجات لازلن بدون توثيق بهذا الإقليم الجبلي المعقد التضاريس. لكن هذه الفرحة التي غمرت يطو وهي تستعد لمغادرة البلدة، لم يعكر صفوها سوى عطب لحق الحافلة أرغمها
أسباب الزواج بدون رسم من منظور بعض الأزواج بأزيلال والمحامية بهيئة الدار البيضاء نعيمة عام
بالنسبة لمحمد من آيت عتاب متزوج ،" توجد عدة أسباب لهذا النوع من الزواج :فهناك من تزوج قاصرا ،أو وجد آباءه وآباء آبائه لايعملون رسوم الزواج لنسائهم،ويقتصرون على" تامضلى"، أو مايسمى بالفاتحة ،والتي تتم بالاتفاق فقط عند الفقيه بالمسجد،بالإضافة إلى عامل آخر أن الزوج يتزوج بالفتاة التي تكون على غير علم بمسائل الزواج ،ويتحاشى تنبيهها لوثيقة الزواج ،وفي بعض الأحيان تعرف لكن لاتقدر على المطالبة بها خوفا من فرار الزوج ". ويضيف إبراهيم بدري 46سنة متزوج وأب لأربعة أبناء من دوار بورفاض لهذه الأسباب " الفقر ،و تساقط الثلوج التي تقطع الطرق والمسالك وصعوبة التنقل ومصاريفه لإجراء العقود، ثم صعوبة المساطر، وتعطلها ،حيث يأتي الشخص لأزيلال بعد رحلة طويلة من المشي على الأقدام لعدة كيلومترات وسط المسالك ،وحين يصل للطريق المعبد ينتظر مرور شاحنة أوغيرها. وإذا تيسر له ووجد وسيلة نقل، يعتقد وهو قادم لأزيلال بعد أن يكون قد ضيع أكثر من نصف اليوم في الطريق، بأنه سينجز وثائقه في ذلك اليوم، لكن حينما يصل للمدينة يصطدم بالعراقيل ،وسير وآجي والمساطير الطويلة، ما يدفعه للسماح في ذلك. والعودة من حيث أتى"
(ح. آ. ح) ( 64سنة) وزوجته ( ف. آ. ت) ( 55سنة) بعد واحد وأربعين سنة من الزواج أثمرت ستة أبناء أكبرهم عمره أربعين سنة، يتقدمان لمقر جماعة تامدا نومرصيد بعد قطعهما أربع كيلومترات، و الاحترام والثقة ترتسم على محياهما .لايعكر صفوعيشهما شيء .جاءا عن طيب خاطر لإنجاز رسم زواجهما. يصرح الزوج (ح.) والحياء يعم محياه" لم أعرف زوجتي من قبل، أتى بها والدي وزوجها لي بالفاتحة، وكنا نشتغل بدرهم ونصف ودرهمين، ولم نكن نهتم لعقود الزواج. بنينا حياتنا الزوجية على الصدق .ونحمد الله ونشكره. وأبناءنا تزوجوا.ولم نفكر يوما لاأنا ولازوجتي في هذه الوثيقة ،أو نعتبرها بذات قيمة ". يصرح وهو يوجه نظرات احترام إلى زوجته الخجول التي كانت ترتدي جلبابا ورديا وتزين بين حاجبيها ودقنها بالوشم .
نعيمة عام المحامية بهيئة الدار البيضاء التي رافقت يطو ،أوضحت ،بأن"قبل ظهور الأحوال الشخصية، المواطنون كانوا يتزوجون بالفاتحة،وكان زواجا صحيحا ،يتطلب فقط ولي وصداق، بحكم أن الناس كان أغلبهم يقطن البوادي،إلى جانب ظروف التنقل إلى مقر مكتب العدل بالمدينة ،والوزن الذي كانت تحضى به جماعة ،لكن جاءت الفترة التي أصبح فيها ، توثيق الزواج إجباري، وهذا مرتبط بإجبارية الحالة المدنية،حيث بدأ الأزواج المتزوجون بالفاتحة ،يوثقون زواجهم عن طريق زواج عدلي، وهنا دخل 12شاهد ،واستمرت هذه الوضعية . .ومع مجيئ مدونة 2004،جاء الفصل 16 الذي نص، بأن المتزوجين بدون إبرام عقد الزواج، يجب أن يبرموه، وحددت مدة خمس سنوات ،والفصل منحهم حكم اللجوء إلى المحكمة ،لكن خمس سنوات انتهت في فبراير 2009،و تبين أن الفصل 16لم تواكبه توعية لتسوية هذه الوضعية، بفعل الجهل ،وكون مصاريف الدعوى لتثبيت الزوجية تؤدى عنها الرسوم القضائية،في الوقت الذي لايتوفر المعني بالأمر حتى على قوته اليومي ...في ظل هذه الظروف تمت المطالبة بتمديد هذه الفترة وتم الخروج بتمديد ها ه لمدة خمس سنوات أخرى على أساس أن تكون آخر فترة وترافقها حملة".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.