كأس أمم إفريقيا لكرة القدم للسيدات 'المغرب24': 'الكاف' يفتح تحقيقا بشأن منتخب الجزائر    الدار البيضاء: حجز 6000 قرص مخدر وتوقيف شخص وابنه القاصر    وزير الداخلية الإسباني يُشيد بالتنسيق المثالي مع المغرب في عملية مرحبا 2025    قافلة طبية خاصة بالطب الإشعاعي تقديم خدماتها بالمستشفى الاقليمي بالحسيمة    4.81 مليار درهم قيمة منتجات الصيد الساحلي في النصف الأول من 2025    سقوط نحو 800 شهيد في غزة أثناء انتظار المساعدات منذ أواخر ماي الماضي وفقا للأمم المتحدة    الإعلان رسميا عن إطلاق طلب عروض لمنح تراخيص شبكات الجيل الخامس (5G)    اجتماع بأكادير لتسريع استعدادات كأس إفريقيا 2025 وكأس العالم 2030    الدولي المغربي إلياس شعيرة يوقع لريال أوفييدو حتى سنة 2028    الهيئة المغربية للمقاولات الصغرى تعلن تأسيس شبكة وطنية لتعزيز التعاون بين الهيئات والجمعيات المهنية        أثنار: شيراك طلب مني تسليم سبتة ومليلية إلى المغرب خلال أزمة جزيرة ليلى    "سد تامري".. مشروع مهيكل لضمان الأمن المائي بأكادير الكبير    محكمة طنجة تصدر حكمها في قضية "هتك عرض" فتاة قاصر    "عقوبات محتملة" ترفع أسعار النفط    بعد رحيله.. مودريتش: سأظل دائما أنتمي لريال مدريد    مصدر ينفي حسم استضافة نهائي مونديال 2030 في سانتياغو برنابيو    الرباط الصليبي يبعد لبحيري عن الميادين    بإجماع أعضائها.. لجنة التعليم بالبرلمان تصادق على مشروع قانون "مؤسسة المغرب 2030"    الجزائر ضمن "لائحة أوروبية سوداء"    الجزائر على قائمة الاتحاد الأوروبي السوداء للدول عالية المخاطر في مكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب    توقعات إيجابية للاقتصاد المغربي في الربع الثاني من 2025    يوعابد ل"برلمان.كوم": المغرب مقبل على موجة حر تصاعدية وانخفاض نسبي في الحرارة نهاية الأسبوع    أسرة ضحية قاصر ترفض حكما "مخففا"    شيرين تتجاوز أزمة موازين ب "حدوتة"    بورصة البيضاء تنهي تداولاتها على أداء إيجابي    الدار البيضاء.. السكوري يدعو إلى إصلاح مدونة الشغل بما يتلاءم مع التحولات المجتمعية والاقتصادية    الوادي السعيد... حزينٌ على أهله!    زلزال الحوز: القيمة الإجمالية للدعم والمساعدة تجاوزت 6.6 مليار درهم.. وأكثر من 46 ألف أسرة استكملت بناء منازلها    كلمة السر في فهم دورة العمران و عدوى التنمية بشرق أسيا..    باحثون بريطانيون يطورون دواء يؤخر الإصابة بداء السكري من النوع الأول    اتفاقية شراكة بين العيون وأكادير لتعزيز ثقافة الصورة وتثمين القيم الوطنية بمناسبة الذكرى ال50 للمسيرة الخضراء        الدار البيضاء تحتضن أول لقاء دولي مخصص لفنون الطباعة المعاصرة الناشئة    بنعبد الله: "مسيرة آيت بوكماز تجسد تعبيرا حيا عن تدهور المستوى المعيشي لفئات اجتماعية واسعة"    "ناسا" تنشر صوراً غير مسبوقة من داخل الغلاف الجوي للشمس    ممرضو طاطا يحتجون ضد التهميش والإهمال الإداري    تحذير رسمي لمؤسسة إسلامية في بريطانيا بسبب مقطع يدعم حماس    فتح الله ولعلو في حوار مع صحيفة "الشعب اليومية" الصينية: المغرب والصين يبنيان جسرًا للتنمية المشتركة    تقرير للأمم المتحدة يظهر عدم وجود "علاقات نشطة" بين الدولة السورية وتنظيم القاعدة    تصنيف فيفا.. المنتخب المغربي يحافظ على مركزه ال12 عالميا والأول إفريقيا    فضيحة تهز أركان حزب الأحرار بطنجة    نوستالجيا مغربية تعيد الروح إلى شالة في موسم جديد من الاحتفاء بالذاكرة    في ضيافة أكاديمية المملكة .. مانزاري تقرأ الأدب بالتحليل النفسي والترجمة    الإنسانية تُدفن تحت ركام غزة .. 82 شهيدًا خلال 24 ساعة    توزيع جوائز الدورة الرابعة للسباق الدولي للزوارق الشراعية بشاطئ الدالية    عدد المستفيدين من برنامج دعم السكن بلغ 55 ألفا و512    الحكومة تصادق على مشروع قانون لحماية الحيوانات الضالة والوقاية من أخطارها    لطيفة رأفت تحيي جولة صيفية في مختلف جهات المملكة المغربية    السجال السياسي‮ ‬بين‮ ‬«يوتيوب» وخامنئي!‮‬ 2    الحكومة تصادق على قانون لحماية الحيوانات الضالة ومواجهة أخطارها    دراسة ترصد أمراض البشر منذ 37 ألف عام وأقدم طاعون في التاريخ    دراسة كندية: التمارين المائية تخفف آلام الظهر المزمنة    "مدارات" يسلّط الضوء على سيرة المؤرخ أبو القاسم الزياني هذا المساء على الإذاعة الوطنية    التوفيق: معاملاتنا المالية مقبولة شرعا.. والتمويل التشاركي إضافة نوعية للنظام المصرفي    التوفيق: المغرب انضم إلى "المالية الأساسية" على أساس أن المعاملات البنكية الأخرى مقبولة شرعاً    التوفيق: الظروف التي مر فيها موسم حج 1446ه كانت جيدة بكل المقاييس    طريقة صوفية تستنكر التهجم على "دلائل الخيرات" وتحذّر من "الإفتاء الرقمي"    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



جماهري يكتب عن شرح العروي لثلاثية عمر‭ ‬هلال: الخيانة‭ ‬والارتزاق‭ ‬والعمالة‭ ‬عند‭ ‬الجزائر‭ ‬؟
نشر في برلمان يوم 13 - 06 - 2024


الخط :
إستمع للمقال
خصص عبد الحميد جماهري، رئيس تحرير ومدير نشر يومية الاتحاد الاشتراكي، عموده "كسر الخاطر"، في عدد الجريدة ليوم غدٍ الجمعة 14 يونيو الجاري، للحديث عن البعد التاريخي، لكلمة عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، خلال أشغال لجنة ال24، مشيرا إلى أن هذه الكلمة تحمل في طياتها حقائق تاريخية، حول النزاع المفتعل في الصحراء، مبرزا تورط الجزائر التي لا تؤمن بالتاريخ، في هذا النزاع وتمويله، وخير دليل على ذلك تحملها تكاليف تنقل ثلاثة مرتزقة وتغطية كافة مصاريفهم لاستهداف مؤسسات المملكة في نيويورك.
واختار جماهري لعموده "كسر الخاطر"، المتعلق بهذا الموضوع، عنوان "ثلاثية "المرتزق الخائن والعميل" في هجوم الجزائر على المغرب.. هلال : اشهد يا عالم واشهدوا يا جزائريين على دولة العسكر"، وجاء فيه ما يلي:
أعادت‭ ‬كلمة‭ ‬عمر‭ ‬هلال،‭ ‬أمام‭ ‬اللجنة‭ ‬24‭ ‬الأممية،‭ ‬التاريخ‭ ‬إلى‭ ‬حلبة‭ ‬الصراع‭ ‬في‭ ‬قضية‭ ‬الصحراء‭ ‬المغربية‮.‬‭ ‬وذكرت‭ ‬بالحقائق‭ ‬التي‭ ‬ارتبطت‭ ‬ببداية‭ ‬القضية‭ ‬الوطنية‭ ‬الأولى‭ ‬للمغرب،‭ ‬في‭ ‬تصفية‭ ‬الاستعمار‭ ‬وفي‭ ‬تقرير‭ ‬المصير،‭ ‬ثم‭ ‬في‭ ‬النهاية،‭ ‬في‭ ‬اعتماد‭ ‬الجزائر‭ ‬لهذه‭ ‬القضية‭ ‬كجبهة‭ ‬لمحاربة‭ ‬المغرب‮.‬‭ ‬
والعديد‭ ‬من‭ ‬هذا‭ ‬الأمر‭ ‬معروف،‭ ‬ولربما‭ ‬قد‭ ‬حان‭ ‬التذكير‭ ‬بالمعنى‭ ‬الذي‭ ‬يكتسيه‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬معنى‭ ‬التاريخ‮.‬
الجزائر‭ ‬والتاريخ‭ ‬عقدة‭ ‬مؤلمة‭ ‬وحادة،‭ ‬لا‭ ‬يخفيها‭ ‬كل‭ ‬التمجيد‭ ‬الذاتي‭ ‬الإعلامي‭ ‬والسياسي،‭ ‬الذي‭ ‬تتبناه‭ ‬الطغمة‭ ‬العسكرية‭ ‬الحاكمة‭ ‬اليوم‮:‬‭ ‬بالرجوع‭ ‬إلى‭ ‬أصل‭ ‬الأشياء،‭ ‬نجد‭ ‬بأن‭ ‬الجزائر‭ ‬بنت‭ ‬أطروحاتها،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬المحافل‭ ‬الدولية،‭ ‬على‭ ‬أساس‮:‬‭ ‬
‮=‬‭ ‬التاريخ‭ ‬ليس‭ ‬أساسيا‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الهوية‭ ‬الوطنية‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬أعقبت‭ ‬سقوط‭ ‬الاستعمار‭ ‬‮(‬‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬الأربعينيات‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬الستينيات‭ ‬من‭ ‬القرن‭ ‬الماضي‮)‬،‭ ‬بل‭ ‬إن‭ ‬مؤرخا‭ ‬مثل‭ ‬عبد‭ ‬الله‭ ‬العروي،‭ ‬الذي‭ ‬عايش‭ ‬المرحلة‭ ‬من‭ ‬زاوية‭ ‬الفعل‭ ‬الديبلوماسي‭ ‬كما‭ ‬الفعل‭ ‬الوطني،‭ ‬يقول‭ ‬عن‭ ‬الثنائي‭ ‬بن‭ ‬بلة‭ ‬ومحمد‭ ‬الحربي‭ ‬مؤرخ‭ ‬المرحلة،‭ ‬إنهما‭ ‬‮«‬كانا‭ ‬يعتبران‭ ‬نفسيهما‭ ‬أبناء‭ ‬وأطفال‭ ‬ثورة‭ ‬لا‭ ‬تدين‭ ‬بأي‭ ‬شيء‭ ‬للماضي،‭ ‬عكس‭ ‬المغرب‭ ‬الذي‭ ‬يسبح‭ ‬حسبهما‭ ‬في‭ ‬‮»‬الماضوية‭ ‬العتيقة‮».‬
‭ ‬‮=‬‭ ‬الدولة‭ ‬الجزائرية‭ ‬بَنَتْ‭ ‬أسطورتها‭ ‬التأسيسية‭ ‬على‭ ‬كونها‭ ‬الناطقة‭ ‬المتزعمة‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬ولدت‭ ‬من‭ ‬نهاية‭ ‬الإمبراطوريات‭ ‬الكولونيالية‭ ‬في‭ ‬إفريقيا‭ ‬وفي‭ ‬آسيا،‭ ‬وعليه‭ ‬نجد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الانتماء‭ ‬المعلن‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬واحد‭ ‬التفسير‭ ‬لما‭ ‬وجدته‭ ‬الجزائر‭ ‬من‭ ‬آذان‭ ‬صاغية‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬الدول‭ ‬الشبيهة‭ ‬بها،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬القارتين‭ ‬معا،‭ ‬والتي‭ ‬شكلت‭ ‬دولها‭ ‬الأغلبية‭ ‬الساحقة‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬24‭ ‬الأممية‮.‬
‮=‬‭ ‬الجزائر‭ ‬في‭ ‬مرافعاتها‭ ‬منذ‭ ‬وضع‭ ‬القضية‭ ‬الوطنية‭ ‬المغربية‭ ‬أمام‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬وإلى‭ ‬الآن،‭ ‬تعتبر‭ ‬نفسها،‭ ‬وبوضوح‭ ‬‮«‬فكري‮ ‬وإيديولوجي،‮«‬‭ ‬وريثة‭ ‬القوة‭ ‬الاستعمارية،‭ ‬وهي‭ ‬المخولة‭ ‬لتحديد‭ ‬وتقرير‭ ‬مصائر‭ ‬الدول،‭ ‬لاسيما‭ ‬في‭ ‬شمال‭ ‬إفريقيا‮..‬
‭ ‬ومن‭ ‬عناصر‭ ‬الجدة‭ ‬في‭ ‬اللجنة‭ ‬التي‭ ‬تنعقد‭ ‬حاليا‭ ‬،‭ ‬هو‭ ‬الإنصات‭ ‬الذي‭ ‬بدأ‭ ‬يحظى‭ ‬به‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬العقدين‭ ‬الأخيرين،‭ ‬والتجاوب‭ ‬مع‭ ‬ما‭ ‬يدافع‭ ‬عنه‭ ‬وتغير‭ ‬الموقف‭ ‬الذي‭ ‬بدأت‭ ‬تتبناه‭ ‬دول‭ ‬جديدة،‭ ‬بفعل‭ ‬تغير‭ ‬النخب‭ ‬وتغير‭ ‬معطيات‭ ‬الواقع،‭ ‬وكذا‭ ‬انتصار‭ ‬الحقيقة‭ ‬في‭ ‬ملف‭ ‬أرادت‭ ‬الجزائر‭ ‬التضليل‭ ‬فيه‭ ‬لربحه والتوجه‭ ‬نحو‭ ‬التأويل‭ ‬الاستفتائي‮ ‬لتقرير‭ ‬المصير،‮ ‬وكان أهم مظهر في‮ ‬هذا الانتصار هو إنهاء‭ ‬أسطورة‭ ‬الاستفتاء‭ ‬‮).‬
‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬آخر،‭ ‬هذه‭ ‬التغيرات‭ ‬كشفت‭ ‬انتصارا‭ ‬جديدا‭ ‬لأطروحة‭ ‬المغرب‭ ‬في‭ ‬وسط‭ ‬اللجنة،‭ ‬بحيث‭ ‬أصبحت‭ ‬عناصر‭ ‬التحليل‭ ‬وقيادة‭ ‬التاريخ‭ ‬تأخذ‭ ‬حيزا‭ ‬في‭ ‬النقاش‭ ‬الدولي‭ ‬العام‭ ‬والخاص‮.‬‭ ‬واتضح‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬الذي‭ ‬تريد‭ ‬أن‭ ‬تمسحه‭ ‬طغمة‭ ‬العسكر‭ ‬انقلب‭ ‬ضدها‭ ‬في‭ ‬مرافعات‭ ‬المغرب‭ ‬على‭ ‬لسان‭ ‬هلال‮.‬
ولعل‭ ‬الكثيرين‭ ‬يدركون،‭ ‬اليوم،‭ ‬رهانات‭ ‬الجزائر‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإرادة‭ ‬المعلنة‭ ‬في‭ ‬محاربة‭ ‬المغرب‭ ‬وليس‭ ‬فقط‭ ‬مناورته‮:‬‭ ‬واتضح‮:‬‭ ‬أنه‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬إجبار‭ ‬المغاربة‭ ‬على‭ ‬نسيان‭ ‬تاريخهم‭... ‬
‭ ‬لأن‭ ‬التاريخ‭ ‬الحديث‭ ‬عنصر‭ ‬مرتب‭ ‬عضوي‭ ‬في‭ ‬بناء‭ ‬الوعي‭ ‬الوطني،‭ ‬الذي‭ ‬مازال‭ ‬مستمرا‭ ‬عبر‭ ‬قضية‭ ‬تحرير‮.‬‭ ‬الصحراء‭ ‬واسترجاعها‮..‬‭ ‬
‭ ‬أن‭ ‬التاريخ‭ ‬الذي‭ ‬أرادت‭ ‬الجزائر‭ ‬أن‭ ‬تلغيه‭ ‬أدركها‭ ‬وصار‭ ‬يطاردها‭ ‬بعد‭ ‬نصف‭ ‬قرن‭ ‬من‭ ‬القضية،‭ ‬وكل‭ ‬الترسانة‭ ‬الإيديولوجية‭ ‬لم‭ ‬تعد‭ ‬كما‭ ‬كانت‭ ‬تريد‭ ‬‮(‬‭ ‬تصفية‭ ‬الاستعمار،‭ ‬الشعوب،‭ ‬حق‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬‮...)‬،‭ ‬وحدث‭ ‬أن‭ ‬صارت‭ ‬معضلة‭ ‬لديها‭ ‬هي‭ ‬بالذات‮..‬
‭ ‬أن‭ ‬القانون‭ ‬الدولي‭ ‬والشرعية‭ ‬الدولية‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬تجزيئهما،‭ ‬باعتبارهما‭ ‬الحد‭ ‬الأدنى‭ ‬للدول‭ ‬التي‭ ‬ولدت‭ ‬بعد‭ ‬الاستعمار،‭ ‬وهي‭ ‬منها،‭ ‬وأنها‭ ‬مطالبة‭ ‬بمواجهة‭ ‬نفس‭ ‬المعضلات‭ ‬التي‭ ‬‮«‬تصدرها‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‮!‬
‭ ‬وفي‭ ‬سياق‭ ‬القانون‭ ‬لا‭ ‬بد‭ ‬من‭ ‬التذكير‭ ‬بأن‭ ‬محكمة‭ ‬لاهاي‭ ‬اعترفت‭ ‬بحق‭ ‬المغرب‭ ‬السيادي‭ ‬المبنى‭ ‬على‭ ‬البيعة،‭ ‬والمغرب‭ ‬بنى‭ ‬عليه‭ ‬الحق‭ ‬في‭ ‬تنظيم‭ ‬المسيرة‭ ‬الخضراء‮.‬‭ ‬
وتم‭ ‬تحريف‭ ‬الحكم‭ ‬الاستشاري‭ ‬للمحكمة‭ ‬ومال‭ ‬،‭ ‬بفعل‭ ‬حركة‭ ‬الجزائر‭ ‬ومن‭ ‬يسير‭ ‬في‭ ‬ركابها،‭ ‬إلى‭ ‬تقرير‭ ‬المصير‭ ‬البعيد‭ ‬عن‭ ‬منطق‭ ‬البيعة‭ ‬المعترف‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬المحكمة،‭ ‬كما‭ ‬شرح‭ ‬ذلك‭ ‬الأستاذ‭ ‬العروي‭ ‬في‭ ‬كتابه‭ ‬الأخير‭ ‬بدقة‭ ‬وأستاذية‭ ‬عالية‭ ‬وحس‭ ‬دبلوماسي‭ ‬دقيق‮.‬
‭ ‬ولعل‭ ‬من‭ ‬المفيد‭ ‬للمغرب‭ ‬ولنا‭ ‬جميعا‭ ‬أن‭ ‬نعود‭ ‬إلى‭ ‬هذا‭ ‬النقاش،‭ ‬كما‭ ‬يجب‭ ‬فهمه‭ ‬في‭ ‬آليته‭ ‬ودرجة‭ ‬تحريف‭ ‬المفهوم‭ ‬الذي‭ ‬شرعته‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية،‭ ‬لسببين‭ ‬على‭ ‬الأقل‮:‬‭ ‬
‮=‬‭ ‬هذه‭ ‬المحكمة‭ ‬لم‭ ‬تقل‭ ‬لنا‭ ‬الإطار‭ ‬الذي‭ ‬فهمت‭ ‬به‭ ‬مفهوم‭ ‬البيعة‭.‬
‮=‬‭ ‬الفرق‭ ‬الكامن‭ ‬وراء‭ ‬الاستفتاء‭ ‬بين‭ ‬سؤالين‮:‬‭ ‬بين‭ ‬سؤال‭ ‬‮:‬هل‭ ‬تقبلون‭ ‬تأكيد‭ ‬بيعتكم‭ ‬للعرش‭ ‬العلوي‭ ‬أم‭ ‬لا‭ ‬؟‭ ‬والسؤال‭ ‬الآخر‮:‬‭ ‬هل‭ ‬تريدون‭ ‬الانضمام‭ ‬إلى‭ ‬المغرب‭ ‬أم‭ ‬إلى‭ ‬الانفصال؟
‭ ‬وهما‭ ‬السؤالان‭ ‬اللذان‭ ‬يبرران‭ ‬في‭ ‬تقدير‭ ‬العروي‭ ‬استحالة‭ ‬تنظيم‭ ‬الاستفتاء‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬الاختلاف‭ ‬حول‭ ‬الناخبين‭ ‬ولائحة‭ ‬المينورسو‮..‬
‭ ‬العنصر‭ ‬الآخر،‭ ‬والذي‭ ‬يغيب‭ ‬عن‭ ‬الأذهان‭ ‬في‭ ‬أحيان‭ ‬كثيرة،‭ ‬وهو‭ ‬ما‭ ‬يعنيه‭ ‬الهجوم‭ ‬المحموم‭ ‬واللاأخلاقي‭ ‬على‭ ‬النظام‭ ‬الملكي‭ ‬في‭ ‬الحرب‭ ‬في‭ ‬الصحراء‮.‬
لقد‭ ‬تأكد‭ ‬لدى‭ ‬النخبة‭ ‬الجارة‭ ‬أن‭ ‬العرش‭ ‬هو‭ ‬ضمانة‭ ‬وجود‭ ‬البيعة‭ ‬أي‭ ‬السند‭ ‬القوي‭ ‬في‭ ‬القانون‭ ‬الدولي،‭ ‬بمقتضي‭ ‬الرأي‭ ‬الصادر‭ ‬عن‭ ‬محكمة‭ ‬العدل‭ ‬الدولية‭ ‬في‭ ‬1975‮.‬‭ ‬وهذا‭ ‬الارتباط‭ ‬بين‭ ‬الوحدة‭ ‬الترابية‭ ‬والعرش،‭ ‬يجعل‭ ‬الحكام‭ ‬الشرقيين‭ ‬يعملون‭ ‬على‭ ‬‮«‬قلب‭ ‬النظام‮»‬‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬فك‭ ‬البيعة‭ ‬بين‭ ‬الصحراء‭ ‬والمغرب،‭ ‬ولهذا‭ ‬شكل‭ ‬قلب‭ ‬النظام‭ ‬زاوية‭ ‬ثابتة‭ ‬بقوة‭ ‬في‭ ‬الأطروحة‭ ‬الجزائرية،‭ ‬وهي‭ ‬التي‭ ‬تفسر‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الإصدارات‭ ‬والتصريحات‭ ‬والأعداد‭ ‬المغرقة‭ ‬في‭ ‬التبشير‭ ‬بسقوط‭ ‬النظام‭ ‬حاليا‮.‬‭ ‬كما‭ ‬أنها‭ ‬تفسر‭ ‬اللجوء‭ ‬إلى‭ ‬الخيانة‭ ‬والارتزاق‭ ‬والعمالة،‭ ‬من‭ ‬باب‭ ‬استهداف‭ ‬الملكية‭ ‬في‭ ‬المغرب‮..‬‭ ‬تحت‭ ‬مسمى‭ ‬مهاجمة‭ ‬المخزن‮..‬
الوسوم
الأمم المتحدة الجزائر عبد الحميد جماهري عمر هلال مرتزقة نزاع الصحراء


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.