شهدت الأقاليم الجنوبية بالفترة الأخيرة، قدوم عدد من الوفود الأجنبية من أمريكا وبريطانيا وأوروبا، بحجة الاطلاع والوقوف على الأوضاع السياسية والاقتصادية والحقوقية بالصحراء، ومقارنتها بالادعاءات والأقاويل التي تروجها الجزائر دوليا من خلال جبهة البوليساريو الانفصالية، وما تتيحه لها من دعم مالي ولوجستيكي وتسخيرها لكل الامكانيات الدبلوماسية وعلاقاتها السياسية والدولية. ويبقى الوفد الأوروبي الذي حل بالعيون والداخلة بداية الشهر الجاري، أثقل الوفود الأجنبية منذ إنطلاق “موضتها” قبل خمس سنوات، وأهمها نظرا لزيارته وطبيعتها والسياق والمسار الذي ستؤدي إليه، سيما بعد تمرير الاتفاقيات الفلاحية والبحرية، وتوقيعها الذي سيشكل إنتصار للمغرب وتعزيزا لسيادته الكاملة على الاقليم، وإعترافا وترجمة لمجهوداته التنموية والاقتصادية والاستثمارية المبذولة منذ سنوات. وهي الجهود التي إنتصر من خلالها المغرب حقا، ضمن المعركة الضروس مع الهيئات والمنظمات الحقوقية الموالية للأطروحة الانفصالية للبوليساريو، التي كانت تزور المنطقة وتشتغل على ملف الصحراء، كما أن الجهود أرغمت قيادة البوليساريو على تغيير الأسلوب والمنهجية من إستغلال وإستعمال ورقة “حقوق الانسان”، إلى إستبدالها بالذهاب والتركيز في التشويش على المغرب عن طريق مسألة “الثروات” وما يتعلق بها. وبمقارنة مرحلة ترأس الراحل محمد عبد العزيز للجبهة الانفصالية، والمرحلة والفترة الحالية لإبراهيم غالي، يمكن القول أن البوليساريو تدور في حلقة ودوامة مفرغة لا تنقضي، ولا زالت تبتذل العطف والدعم من المنظمات الحقوقية المعادية للمغرب أصلا، والوفود الأمريكية والبريطانية والأوروبية، والتي سواء زارت الصحراء تلك الوفود أم لم تزرها، فإن ذلك لا ينتقص أبدا من سيادة المغرب على الصحراء، علما أن من حقه عدم السماح وطرد من يريد منها، حفاظا على إستقراره وضمانا لوحدته الترابية والمصالح العليا للدولة والوطن. وهو ما يفرض عدم التهويل من الزيارات المتتالية التي تقوم بها هاته الوفود الأجنبية للأقاليم الجنوبية، وإعطائها أكثر من حجمها، فهي لاتستطيع فرض أي شئ على المغرب أو التأثير عليه، الأمر الذي يستوجب معه جعل تلك الزيارات فرصة يطلع فيها الأجانب على الأوضاع التنموية والحقوقية بالمدن الصحراوية، ولأجل اللقاءات مع الساكنة المحلية للمنطقة ومنتخبيها وفاعليها السياسيين المندرجة ضمن”التمثيلية” الحقيقية للصحراويين، التي تعتبر سلاحا يملكه المغرب ينبغي شحذه وتشجيعه بالمعركة والمواجهة مع الخصوم وأعداء الوحدة الترابية. فبين العناصر التي تظن البوليساريو خاطئة أنها تناور بها، وهو الإدعاء والقول أنها “الممثل الشرعي والوحيد للصحراويين” بالوقت الذي توجد فيه ثمثيلية على الميدان وحقيقية وتعتبر الأغلبية عدديا والأكثر شرعية وقادمة من صناديق الإقتراع ومنتخبة بشكل ديمقراطي ونزيه، ومؤمنة بالطرح المغربي وداعمة له.