استطاع عزيز أخنوش الذي تولى رئاسة حزب التجمع الوطني للأحرار يوم 12 أكتوبر 2016 خلفا لصلاح الدين مزوار، قيادة حزبه نحو تصدر الانتخابات التشريعية والجماعية والجهوية التي جرت يوم الثامن شتنبر 2021 في المغرب، ملحقا هزيمة مدوية بحزب العدالة والتنمية الذي لطالما هاجمته قياداته وجيشه الإلكتروني. ورغم كل الحملات المغرضة والمنظمة التي كان يتعرض لها عزيز أخنوش وفي مقدمتها تصريحات عبد الإله بنكيران رئيس الحكومة السابق والأمين العام للبيجيدي سابقا، الذي كان يستهدفه فيها بشكل مباشر ويقول عنه بأنه غير قادر على هزم حزبه وليست له كاريزما ومقومات تجعله يترأس الحكومة، بدا رجل الأعمال ابن منطقة سوس واثقا من نفسه منذ توليه قيادة حزب الحمامة مباشرة بعد انتخابات 2016 التي اكتسحها البيجيدي، حيث عمل أخنوش وأعد العدة منذ ذلك الحين لإلحاق الهزيمة بحزب العدالة والتنمية وتصدر المشهد الانتخابي بالمغرب. وتمكن عزيز أخنوش بالفعل من قيادة حزبه لتصدر انتخابات 8 شتنبر 2021، بعد حصوله على 102 مقاعد بالبرلمان، ملحقا هزيمة مدوية بحزب العدالة والتنمية خصمه اللذوذ الذي بالكاد حصل على 13 مقعدا جلها بالدوائر الجهوية النسوية، حيث أعلن أخنوش عشية ظهور نتائج الانتخابات على أن انتصار حزبه هو انتصار للديموقراطية، مبديا استعداده للعمل بثقة ومسؤولية مع كل الأحزاب التي تتقاطع مع حزبه في المبادئ والبرامج، تحت قيادة الملك محمد السادس. وولد عزيز أخنوش، رئيس الحكومة ورئيس حزب التجمع الوطني للأحرار، الذي استقبله أمس الخميس الملك محمد السادس، بالقصر الملكي بفاس رفقة أعضاء حكومته، سنة 1961 بمدينة تافراوت التي ترعرع فيها قبل أن ينتقل رفقة والديه إلى مدينة الدارالبيضاء التي تابع بها تعليمه الابتدائي والثانوي، متزوج من سيدة الأعمال سلوى الإدريسي أخنوش ولهما ثلاثة أطفال. توجه أخنوش لإتمام دراسته نحو كندا سنة 1989، حيث حصل في سن 25 عاما على شهادة عليا في التسيير الإداري من جامعة شيربروك، وبعد عودته إلى المغرب ترأس مجموعة "أكوا" القابضة التي أسسها والده أحمد أولحاج منذ سنة 1932 بعد أن هاجر إلى الدار البيضاء، حيث رسم لنفسه فيها مسارا ونجاحا استثنائيا في مجال المال والأعمال. سبق لعزيز أخنوش أن تولى منصب رئيس مجلس جهة سوس ماسة درعة ما بين 2003 و2007. كما شغل أيضا مهمة عضو بمجموعة التفكير لدى الراحل الملك الحسن الثاني إلى غاية سنة 1999، وهو عضو أيضا بالمجلس الإدراي لمؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، وكذا عضو مسير بمؤسسة محمد السادس لإعادة إدماج السجناء. وبالإضافة إلى توليه مجموعة من المناصب الحكومية والإدارية، عرف عزيز أخنوش بدعمه للجمعيات المدنية والتنموية، وكذا انخراطه في بعض المؤسسات المدنية والمهنية كالاتحاد العام لمقاولات المغرب، كما ترأس في وقت سابق تجمع النفطيين في المغرب. ولعل أبرز النقاط التي تحسب لعزيز أخنوش خلال الانتخابات الأخيرة أنه لم ينجر للمواجهة والصراع الذي أراد حزب العدالة والتنمية جره إليه من خلال بعض الخرجات المثيرة للجدل، خصوصا للأمين العام السابق عبد الإله بنكيران، بل حافظ على هدوئه المعروف به وقلل من الظهور الإعلامي، مركزا على العمل الميداني والتواصل مع المواطنين من خلال الحملة التواصلية الواسعة التي أطلقها الحزب والتي جابت 100 مدينة مغربية في 100 يوم، تحضيرا للانتخابات، إضافة إلى تعزيز حضوره بشكل كبير ومنظم في مواقع التواصل الاجتماعي. وتنتظر عزيز أخنوش مجموعة من الملفات الحارقة التي ورثها عن حكومة سعد الدين العثماني، خصوصا وأنه وصل لرئاسة الحكومة في وقت لازال العالم يعاني فيه من تداعيات أزمة كوفيد-19 التي أرخت بظلالها على الأوضاع بالمملكة، مما سيجعله أمام امتحان عسير يتجلى في مدى قدرته على تنزيل الوعود الانتخابية التي وعد بها المغاربة خصوصا في الشق المتعلق بما هو اجتماعي واقتصادي والذي له أثر مباشر على الحياة اليومية للمواطنين.