كان موقع "برلمان.كوم" سباقا الى تنبيه عزيز أخنوش أيام كان وزيرا للفلاحة إلى ما آلت إليه أوضاع الدراسة في معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، في ظل إدارة مديره السابق، وتعاطفه الكبير مع حزب العدالة والتنمية. ومع إلحاح موقعنا إلى المد الإيديولوجي والأنشطة المنافية لرسالة التدريس والتعلم، تحرك الوزير السابق لإعفاء مدير المعهد الذي أظهر وجهه الحقيقي، وتحول الى قيادة نقابة العدالة والتنمية داخل نفس المعهد. وقد حرص هذا المسؤول على منح مكتب فاخر لزوجته المتقاعدة داخل إدارة المعهد، وهو ما لم يحرك إزاءه المدير الحالي ساكنا، ولو بإبلاغ الوزير محمد الصديقي بهذه الممارسات الفوضوية التي تمس بسمعة وتاريخ واحد من أكبر وأقدم معاهدنا الغليا في المغرب . في ذات الوقت، انبرى عبد الله بوانو، رئيس المجموعة النيابية لفريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، ليكشف عن جزء من الخطط التي يدبرها حزبه للتأثير على مسار الدراسة والتسيير داخل المعهد، عبر طرحه لسؤال كتابي يتضمن اتهامات صارخة لنادي "الحركة"، المخصص لأساتذة المعهد، والذي وصفه بوانو بمرتع للسكر اليومي. وقد واجه وزير الفلاحة محمد الصديقي هذا الهجوم برد يفضح فيه مناورات حزب العدالة والتنمية الإيديولوجي، عبر إقراره أن المدير السابق للمعهد،المنتمي لحزب العدالة والتنمية هو نفسه رئيس الجمعية التي تسير هذا النادي. ولم تتوقف الأمور والتداعيات عند رد الوزير بل تجاوزته الى انتفاضة مشهودة من العديد من أساتذة المعهد في وجه هذه المخططات التي يدبرها بعض قياديي حزب العدالة والتنمية للتأثير على رسالة المعهد التكوينية، مطالبين هذه الجهات الى إيقاف حملاتهم المشبوهة ضد المعهد. وفي هذا الصدد وجه المدير السابق لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة وعضو رابطة أصدقاء المعهد، سعيد أوعطار، رسالة إلى رئيس المجموعة النيابية لفريق العدالة والتنمية بمجلس النواب، عبد الله بوانو، تحت عنوان: " عاصفة في كوب من الماء – رسالة مفتوحة إلى بوانو" يطالبه فيها بالانشغال بنا ينفع حزبه بعيدا عن قضايا الطلبة الراغبين في التحصيل والنجاح والتخرج. واستهل المدير السابق رسالته،التي حصل موقع برلمان.كوم على نسخة منها، بتذكير النائب بوانو بواجباته ومسؤولياته، مصححا له مغالطاته، خاصة أن "هذا النادي مفتوح للجميع، وأنه يستقبل جميع الوفود، وجميع الخبراء الأجانب الذين يأتون إلى مؤسستنا في إطار التعاون الدولي، ويتم استقبال البعثات والعديد من المنظمات الوطنية في نادي الحركة لتناول الطعام وتنظيم الندوات العلمية، وأوراش العمل التكوينية". وأضاف الأستاذ أوعطار أن : " معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، يضم العديد من الأندية المحترفة، لدينا نادي خاص بالكلاب، نادي بالفروسية، ونادي للمسرح، ونادي للرحلات...، وكلها تعمل بطريقة قانونية و تمتثل للقانون الداخلي أيضا، أما نادي "الحركة" فهو موجود منذ 56 عاما ولك يطرح اية مشكلة طيلة هذه السنين،الى ان بدأ بعض أنصار حزب العدالة والتنمية مخططاتهم لوضع اليد على إدارة المعهد وتسييره". واردف أوعطار قائلا :"اسمحوا لي أن أشير إلى أن كلماتكم تقوض كرامة الأساتذة، وتشوه صورة خريجينا وسمعة مؤسستنا المجيدة، في الوقت الذي درّب معهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة أكثر من 19000 من المهندسين والأطباء البيطريين منذ إنشائه، ويتمتع بسمعة جيدة وراسخة معترف بها على الصعيدين الوطني والدولي". ولم يتوان الاستاذ والمدير السابق عن فضح مصدر هذه الحملة التضليلية و التشهيرية إذ كشف في رسالته: " الجميع يعلم أن مصدر حملة التشهير والتضليل هذه هو نقابتكم الجديدة، التي يرأسها المدير السابق لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، في هذه الحالة، تعتبر هجماتكم مخزية لأنها نابعة عن تضارب في المصالح، فأنتم تمرغون في الوحل سمعة الكثير من الأساتذة والمؤسسة لمناصرة واحدة من الهياكل النقابية التابعة لكم. إذن أين هي الأخلاق التي تدافعون عنها؟". واختتم المدير السابق لمعهد الحسن الثاني للزراعة والبيطرة، رسالته المفتوحة للنائب البرلماني عن حزب العدالة والتنمية، بالقول: " في الوقت الذي يعلق فيه السكان آمالا كبيرة، وينتظرون من جميع ساستهم أن يحشدوا قواهم من أجل إنجاح إصلاح نظام التعليم، لإنقاذ أطفالنا، تقومون أنتم بشن حملات همجية ضد مؤسسة تعليمية، إذا لم يكن إصلاح التعليم أولوية بالنسبة لكم، على الأقل تجنبوا تشويه سمعة المؤسسات الأكاديمية التي تواصل العمل على الرغم من كل المخاطر".