عبد الحفيظ ولعلو: المؤتمر سيحدد أجندة للتعاطي مع ملف الأسير وفق رؤية محددة ودقيقة 7000 أسيرا داخل السجون الإسرائيلية في وضعية مزرية ومأساوية لا توجد في أي سجن من سجون العالم تنطلق غدا الجمعة بالرباط فعاليات المؤتمر الدولي لنصرة الأسير الفلسطيني والتي ستستمر إلى غاية 23 يناير الجاري. وسيناقش هذا المؤتمر الدولي الذي ينعقد لأول مرة بالمغرب، بمشاركة وازنة لخبراء وفعاليات وشخصيات دولية أممية وعربية وحقوقية وقانونية، الواقع المأساوي للأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي، والبحث في آليات العمل من أجل التعريف بهذه القضية الإنسانية في المحافل الدولية، وأيضا تحديد المواقف وأساليب العمل لمتابعة الكيان الصهيوني الغاشم من أجل ارتكاب جرائم الحرب وجرائم ضد الإنسانية. وقال عبد الحفيظ ولعلو نائب رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ورئيس اللجنة الإعلامية للمؤتمر بأن الهدف من هذا المؤتمر يتمثل في «إثارة انتباه الرأي العام الدولي حول مآسي وعذاب الأسرى الفلسطينيين والوضعية اللاإنسانية التي يعيشونها في سجون الاحتلال»، وأوضح ولعلو أن ملف الأسرى يعتبر من أهم الملفات والثوابت الفلسطينية التي يناضل من أجلها الشعب الفلسطيني إلى جانب ملفات القدس والاستيطان والحدود وعودة اللاجئين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة. مشيرا إلى أن ملف الأسرى يوضح بجلاء الممارسات اللاإنسانية للدولة الصهيونية فيما يخص التعامل مع السجناء، في تحد سافر لكل المواثيق والقوانين الدولية ذات الصلة بالسجناء واللاجئين. وأفاد عبد الحفيظ ولعلو في تصريح لبيان اليوم، أن المؤتمر الدولي للأسير الفلسطيني، الذي تسهر عليه لجنة تحضيرية تتكون بالأساس من الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ونادي الأسير الفلسطيني والمنظمات الحقوقية المغربية وهيأة المحامين بالمغرب ومكونات أخرى من المجتمع المدني المغربي والفلسطيني، سيكون مميزا بالنظر إلى الأهداف التي يتوخاها والنتائج التي ستتمخض عن أشغاله، مشيرا إلى أهداف المؤتمر تتمثل أولا في الجانب القانوني الذي يهم كل الأخصائيين في مجال القانون الدولي من محامين وقضاة لهم تجربة دولية في رصد كل جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية. ويتمثل الهدف الثاني، بحسب الناطق الرسمي باسم المؤتمر، في الجانب الحقوقي الذي يهم كل المنظمات الحقوقية الدولية والعربية والفلسطينية، فيما يهم الهدف الثالث الجانب الإعلامي الرامي إلى التعريف بقضية الأسير الفلسطيني وفضح الممارسات الصهيونية اتجاه الشعب الفلسطيني أمام المحافل الدولية. وذكر عبد الحفيظ ولعلو أن 7000 أسيرا داخل السجون الإسرائيلية من بينهم نساء وأطفال ومعاقون ومرضى يعانون أمراض مزمنة، كلهم يعيشون في وضعية مزرية ومأساوية لا توجد في أي سجن من سجون العالم. ويتوخى المنظمون أن يخرج المؤتمر بخلاصات عملية من شأنها أن تحدد أجندة للتعاطي مع ملف الأسير وفق رؤية محددة في الزمان والمكان ومضبوطة من حيث الأهداف. وفي هذا السياق أكد عبد الحفيظ ولعلو على أن ما يميز هذا المؤتمر هو أنه سيكون مؤتمرا عمليا وليس مهرجانا خطابيا، لأن زمن الشعارات والخطابات قد ولى، وبالتالي، يضيف المتحدث نفسه، أصبح من الضروري البحث في السبل العملية من أجل نصرة الأسير الفلسطيني والتضامن مع الشعب الفلسطيني. ومن المتوقع أن تسفر أشغال هذا المؤتمر على نتائج وصفها عبد الحفيظ ولعلو ب «الهامة» ستمكن من إبراز بعض ملفات الأسرى بشكل دقيق وتقديمها للمحامين والحقوقيين لمتابعة الكيان الصهيوني أمام المحاكم الدولية المتعلقة بجرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، ولذلك، يضيف نائب رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني، ستلتئم فعاليات المؤتمر على شكل ورشات مباشرة بعد الجلسة الافتتاحية، حيث ستخصص الورشة الأولى للجانب القانوني ومحاربة الإفلات من العقاب، والورشة الثانية تهم الجانب الحقوقي وسيتمخض عنها تشكيل ائتلاف دولي حقوقي لنصرة الأسير الفلسطيني، أما الورشة الثالثة التي ستناقش الجانب الإعلامي فسيتمخض عنها تشكيل ائتلاف دولي إعلامي للتعريف بقضية الأسير في المحافل والمنتديات الدولية. وأفاد عبد الحفيظ ولعلو أن عدد المشاركين في هذا المؤتمر والذين أكدوا حضورهم وصل إلى 240 مشاركا من دول عربية وأوروبية كمصر وسوريا ولبنان والأردن والكويت بالإضافة إلى فلسطين، وحضور شخصيات دولية من أمريكا وفرنسا والنرويج وتنزانيا وجنوب إفريقيا وإسبانيا وبلجيكا، وكذا منظمات دولية كالفيدرالية الدولية لحقوق الإنسان ومنظمة العفو الدولية وهيئة الأممالمتحدة والمنظمات الأورومتوسطية الحقوقية. ومن أبرز الشخصيات الفلسطينية التي أكدت حضورها لهذا المؤتمر نجد عباس زكي عن منظمة التحرير الفلسطينية، وعيسى قرقاع وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين، وأحمد الطيبي ممثل فلسطينيي مناطق 48.