وفاة سيدة دهساً بسيارة في طريق أحرارين بطنجة    جلالة الملك محمد السادس يدشن ويزور مشاريع كبرى بالعاصمة الاقتصادية للمملكة    اتحاد طنجة يكشف مجموع مداخيله من مقابلتي حسنية أكادير وأولمبيك آسفي    حضور مُستشارَيْن فقط في أشغال لجنة المرافق بجماعة تطوان.. هل مصير الدورة الاستثنائية على كف عفريت؟    "الفيتو" الأمريكي .. ترخيص دائم لقتل الفلسطينيين باسم القانون الدولي    تقرير: 68% من المغاربة يشعرون بالأمان عند السير ليلا    إسرائيل تكثف قصف غزة بالدبابات والطائرات وسط موجات نزوح غير مسبوقة        إسرائيل توقف المساعدات عبر الأردن    الصين: الاشادة باتحاد المجالس الاقتصادية والاجتماعية والمؤسسات المماثلة بافريقيا، برئاسة المجلس الاقتصادي والاجتماعي والبيئي المغربي، لدوره في تعزيز التعاون الصيني الافريقي    كرة القدم.. المغرب والبرتغال يتبادلان وجهات النظر حول عدد من المواضيع المتعلقة بمونديال 2030    الدار البيضاء.. إعادة إنتخاب ادريس شحتان رئيسا للجمعية الوطنية للإعلام والناشرين لولاية ثانية    تدشينات ملكية تؤجل لقاء وزير الداخلية بقادة الأحزاب الممثلة في البرلمان    أزولاي: الدينامية الثقافية في المغرب تجسد غناه وقدرته على الانفتاح على العالمية        الارتفاع ينهي تداولات بورصة الدار البيضاء    ميناء الحسيمة يسجل ارتفاعا في عدد المسافرين خلال عملية مرحبا 2025    العقوبات البديلة بالمغرب .. هذا تسهر منصة على تنفيذ المراقبة الإلكترونية    المصادقة على تعيينات جديدة في مناصب عليا        شيرين وحسام حبيب يقضيان عطلة في "ماربيا"    الخطوط المغربية تدشن خطا جويا جديدا مباشرا بين الدار البيضاء ونجامينا    البحرين تواجه "أسود الأطلس" بالرباط    امطار مرتقبة بالريف وشرق الواجهة المتوسطية    ترويج الكوكايين والأقراص المهلوسة بالعرائش يطيح بشخصين    الأرصاد الجوية توصي بزيادة الحذر    رغم حضور لطيفة رأفت .. محاكمة "إسكوبار الصحراء" تتأجل إلى أكتوبر    توقيف حكم مباراة اتحاد طنجة وحسنية أكادير بسبب الأخطاء التحكيمية    آسية رزيقي تواصل التنافس بطوكيو    المغرب يقتحم سوق الهيدروجين الأخضر ويعزز موقعه كمركز عالمي للطاقة النظيفة    مهرجان تطوان لسينما البحر الأبيض المتوسط يكشف عن لجنتي تحكيم دورته الثلاثين    إسرائيل تجمد تمويل مكافآتها السينمائية الرئيسية بسبب فيلم «مؤيد للفلسطينيين»    الفنان مولود موملال: جمالية الغناء الأمازيغي وفاعليته التوعوية    تسجيل 480 حالة إصابة محلية بحمى "شيكونغونيا" في فرنسا    الكشف عن لوحة جديدة لبيكاسو في باريس    "مجلس حقوق الإنسان" يطالب بحرية التعبير الرقمي وحماية المواطنين من دعاوى التشهير الحكومية        350 شخصية من عالم الدبلوماسية والفكر والثقافة والإعلام يشاركون في موسم أصيلة الثقافي الدولي    رئيس شبكة الدفاع عن الحق في الصحة: معدلات وفيات الأطفال والمواليد الجدد في المغرب ما تزال مرتفعة    العباس يطمئن رؤساء أندية الشمال: التصويت سري لاختيار رئيس شاب جديد أو التجديد لمعمِّر قديم    لماذا ‬رحبت ‬قمة ‬الدوحة ‬بقرار :‬        الولايات المتحدة.. ترامب يعلن تصنيف حركة "أنتيفا" اليسارية المتطرفة منظمة إرهابية    بوسليم يقود مواجهة الوداد واتحاد يعقوب المنصور    النفط يتراجع وسط مخاوف بشأن الاقتصاد الأمريكي وتخمة المعروض    مصادر: ميسي يمدد العقد مع ميامي    أكثر من 200 مليون دراجة هوائية في الصين            الذكاء الاصطناعي وتحديات الخطاب الديني عنوان ندوة علمية لإحدى مدارس التعليم العتيق بدكالة    آلام الرقبة قد ترجع إلى اختلال وظيفي في المضغ        ألمانيا تقلق من فيروس "شيكونغونيا" في إيطاليا    خبير: قيادة المقاتلات تمثل أخطر مهنة في العالم    مدرسة الزنانبة للقرآن والتعليم العتيق بإقليم الجديدة تحتفي بالمولد النبوي بندوة علمية حول الذكاء الاصطناعي والخطاب الديني    "المجلس العلمي" يثمن التوجيه الملكي    رسالة ملكية تدعو للتذكير بالسيرة النبوية عبر برامج علمية وتوعوية    الملك محمد السادس يدعو العلماء لإحياء ذكرى مرور 15 قرنًا على ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



عنف القصف الروسي يصل العاصمة كييف
نشر في بيان اليوم يوم 22 - 03 - 2022

وصل النزاع في أوكرانيا إلى العاصمة كييف حيث استهدف قصف روسي مركزا تجاريا ما أسفر عن ثمانية قتلى على الأقل في حين وصف الاتحاد الأوروبي الاثنين عمليات تدمير مدينة ماريوبول المحاصرة بأنها "جريمة حرب كبرى".
في اليوم السادس والعشرين من الغزو الروسي لأوكرانيا، تواصلت علميات القصف على عدد كبير من المدن منها كييف وخاركيف وماريوبول وأوديسا وميكولايف…
أعلن رئيس بلدية كييف فيتالي كليتشكو حظر تجول جديدا في العاصمة من الساعة 20,00 (18,00 ت غ) وحتى الساعة 07,00 (05,00 ت غ) من يوم الأربعاء. ودعا السكان إلى وضع كمامات وعدم فتح النوافذ بسبب تلوث الهواء الناجم عن الحرائق التي تندلع إثر عمليات القصف.
وأشار معهد الدراسات الأميركي Institute for the study of war إلى أن الروس "لم يحققوا تقدما كبيرا" الأحد لكنهم "يحضرون لنشر المزيد" من المدفعية حول العاصمة.
بحسب وزارة الدفاع البريطانية، فإن الجيش الروسي الذي يحاول تطويق كييف، "توقف" في شمال شرق المدينة وجرى "صده من جانب مقاومة أوكرانية شرسة" في الشمال الغربي.
في وقت متأخر مساء الأحد، دمرت ضربة روسية قوية هي صاروخ على الأرجح، مركز ريتروفيل التجاري في شمال غرب كييف.
ومساء الاثنين، أكد الجيش الروسي أن المركز التجاري كان خاليا من الناس ويستخدم كمستودع للأسلحة والذخيرة. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه "تم تدمير بطارية قاذفات صواريخ أوكرانية وقاعدة تخزين لذخائرها بأسلحة دقيقة بعيدة المدى ليل 21 مارس في مركز تجاري غير مشغل".
هجوم عنيف
وقال فلاديمير البالغ 76 عاما "شقتي اهتزت بسبب عصف الانفجار، اعتقدت أن المبنى سينهار"، فيما كانت فرق الإنقاذ تبحث عن جثث بين الأنقاض.
ورأى جميع الذين كانوا موجودين في موقع الضربة أنه الهجوم الأعنف على كييف منذ اندلاع الحرب.
وقال صحافيون في وكالة فرانس برس إن الانفجار كان مدمرا وتسبب بتحطيم كل النوافذ في الحي وألحق أضرارا بالمباني. وكانت أنقاض وسيارات محطمة منتشرة في كل مكان على مسافة مئات الأمتار من موقع الضربة.
وقال أحد السكان إنه لم يبق من المبنى المؤلف من عشر طبقات سوى هيكله الاسمنتي، و"لحسن الحظ لم يكن هناك أحد في مكاتب المركز التجاري".
وفر نصف سكان كييف البالغ عددهم 3,5 ملايين نسمة منذ بدء الغزو الروسي.
في منطقة دونيتسك (شرق)، قتل مدني على الأقل وجرح اثنان في أفدييفكا المدينة الصناعية الصغيرة التي تعرضت لقصف بالمدفعية والطيران الروسيين، وفق ما أفاد القائد العسكري الأوكراني في المنطقة بافلو كيريلينكو. وكتب على تلغرام "القصف مستمر".
جنوبا، في مدينة ماريوبول الساحلية الكبرى المحاصرة والتي تتعرض لقصف روسي منذ أسابيع، لا يزال 350 ألف شخص عالقين فيها وسط دمار هائل فيما الجثث منتشرة في الشوارع وهم يعانون من نقص في المواد الغذائية والمياه والكهرباء والغاز.
وكانت موسكو وجهت إنذارا أخيرا إلى أوكرانيا الأحد من أجل الاستسلام في ماريوبول.
ورفض الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مقابلة مع وسيلة إعلام رسمية محلية الإنذار قائلا إن بلاده "لا تقبل بأي إنذار روسي يجب أن يدمرونا أولا، عندئذ ستنفذ إنذاراتهم".
وسبق أن أعلنت نائبة رئيس الوزراء الأوكراني إيرينا فيريشتشوك لصحيفة "أوكراينسكايا برافدا" أن "الحديث عن الاستسلام أو إلقاء السلاح غير وارد. لقد سبق أن أبلغنا الجانب الروسي بذلك".
وقال ميخائيل ميزينتسيف، مدير المركز الوطني الروسي لإدارة الدفاع، إن "اعتبارا من الساعة 10 صباحا بتوقيت موسكو (…) تفتح روسيا ممرات إنسانية من ماريوبول نحو الشرق، وبالاتفاق مع الجانب الأوكراني، نحو الغرب".
وردت فيريشتشوك على تلغرام، قائلة إن "المحتلين يواصلون التصرف مثل إرهابيين". وأضافت "يقولون إن هم يوافقون (على إقامة) ممر إنساني، وفي الصباح يقصفون مكان الإجلاء".
وأفادت السلطات المحلية أن الجنود الروس نقلوا بالقوة نحو ألف من السكان إلى روسيا وجردوهم من جوازات سفرهم الأوكرانية، ما يمكن أن يشكل جريمة حرب.
وقالت فيريشتشوك "سيتم نقل 350 طفلا بالقوة إلى روسيا بدون السماح لنا بتسلمهم" مؤكدة "هذا إرهاب".
ماريوبول هدفا رئيسيا
وتعتبر مدينة ماريوبول هدفا رئيسيا في الحرب التي يخوضها الرئيس فلاديمير بوتين في أوكرانيا. وهي تؤمن تواصلا جغرافيا بين القوات الروسية في شبه جزيرة القرم، في الجنوب الغربي، والأراضي التي تسيطر عليها روسيا في الشمال والشرق.
ووفقا للإدارة العسكرية لمنطقة دونيتسك، أصبحت ماريوبول "مدينة أشباح". وقال المسؤول بافلو كيريلينكو "حاليا، أكثر من 80% من البنية التحتية للمدينة تضررت أو دمرت. ومن أصل نسبة ال80%، هناك حوالي 40% غير قابلة للإنقاذ".
ووصفت الأمم المتحدة الوضع الإنساني في المدينة بأنه "خطر جدا"، قائلة إن السكان "يواجهون نقصا خطرا في الغذاء والماء والأدوية يهدد حياتهم".
واستنكر وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل الاثنين عمليات التدمير التي ارتكبها الجيش الروسي بشكل عشوائي في مدينة ماريوبول ووصفها بأنها "جريمة حرب كبرى".
وأشاد وزير الدفاع الأوكراني أولكسي ريزنيكوف عبر فيسبوك ب"المدافعين عن ماريوبول الأبطال" وب"شجاعتهم الخارقة"، لأن "اليوم ماريبول تنقذ كييف ودنيبرو (وسط) وأوديسا (جنوب)" من خلال إعاقة وصول الروس.
لكنه أضاف أن "الوضع صعب جدا" في مواجهة "عدو متفوق من ناحية العدد والتهديد بغزو بري لجيش" بيلاروس، حليفة موسكو.
وأفادت الأمم المتحدة بأن زهاء 10 ملايين أوكراني فروا من ديارهم، توجه نحو ثلثهم إلى الخارج، خصوصا إلى بولندا.
وأكد الجيش الأوكراني الاثنين أن الروس فقدوا منذ بدء غزوهم، 15 ألف جندي ومئة طائرة و120 مروحية و500 دبابة و1500 آلية مدرعة. وأعلن الرئيس الأوكراني في 12 مارس، أن 1300 جندي أوكراني قتلوا. ولا يمكن التحقق من هذه الأرقام في الوقت الحالي. ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مصادر في الاستخبارات الأميركية قولها إن أكثر من سبعة آلاف جندي روسي قتلوا في النزاع.
في شمال البلاد، أفاد الحاكم المحلي في سومي دميترو جيفيتسكي عن "تسرب أمونياك" في منشآت شركة سوميخيمبروم، يطال منطقة تمتد على مسافة 2,5 كيلومتر والمصنع الذي ينتج أسمدة.
وكان وزير الدفاع الروسي صرح مساء الأحد أن "قوميين" قاموا ب"تفخيخ" منشآت تخزين الأمونياك والكلور في سوميخيمبروم "بهدف تسميم سكان منطقة سومي بشكل جماعي في حال دخول وحدات من القوات المسلحة الروسية المدينة".
في المنطقة نفسها، تشهد مدينة تروستيانيتس الصغيرة التي يسيطر عليها الجيش الروسي، تجاوزات من قبل هذا الأخير، وفق ما أفادت الناشطة الحقوقية الأوكرانية ليودميلا دينيسوفا على تلغرام.
وكتبت أن "المحتلين يقتلون المدنيين ويدمرون البنى التحتية المدنية ويقومون بنهب على نطاق واسع" مشيرة إلى مقتل ثمانية مدنيين على الأقل بعضهم على أيدي قناصين روس. وسجلت الناشطة أيضا عمليات قصف عنيفة الأحد على أحياء سكنية.
الاستعداد للمفاوضات
وعلى الصعيد الدبلوماسي، قال الرئيس الأوكراني في مقابلة بثتها شبكة "سي إن إن"، إنه "مستعد لمفاوضات" مع الرئيس الروسي.
وفي بروكسل، يعقد وزراء الخارجية والدفاع في دول الاتحاد الأوروبي اجتماعا للبحث في عقوبات جديدة ضد موسكو.
وسيقر الاتحاد الأوروبي الاثنين خطة تقضي بتشكيل قوة عسكرية قوامها خمسة آلاف مقاتل وزيادة إنفاقه العسكري حتى يتمكن من تنفيذ التدخلات بمفرده مع حلول عام 2025، ولكن هذا ليس سوى "جزء من الرد"، وفق قول بوريل.
وفي مقطع فيديو نشره على تطبيق تلغرام، دعا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاتحاد الأوروبي ولاسيما ألمانيا، إلى وقف كل "تجارة" مع روسيا، وخصوصا تجارة "موارد الطاقة" لأنه إذا حصل ذلك "لن يعود لدى روسيا المال لهذه الحرب".
من جانبه، أعلن الكرملين الاثنين أن فرض حظر على واردات النفط الروسية سيكون له تأثير مباشر على الجميع، و"سيكون له تأثير خطر جدا على سوق النفط العالمية".
وارتفع سعر برميل خام برنت، المرجعي في أوروبا ونفط خام غرب تكساس الوسيط الأميركي بأكثر من 5% الاثنين متجاوزا سعر 110 دولارا للبرميل الواحد.
وأقر الاتحاد الأوروبي حزما عدة من العقوبات ضد موسكو منذ الهجوم على أوكرانيا استهدفت على نطاق واسع شركات ومصارف ومسؤولين وأوليغارش كما حظر تصدير البضائع إلى روسيا.
إلا أن العقوبات لم تطل حتى الآن الواردات الأوروبية من الغاز أو النفط الروسي بسبب كلفتها بالنسبة إلى الأوروبيين الذين يعتمدون بشكل كبير على مصادر النفط الروسية.
ودعا وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا الاثنين الصين إلى "لعب دور مهم" لإيجاد "حل سياسي" للنزاع بين بلاده وروسيا.
ومن المقرر عقد مؤتمر عبر الفيديو حول الحرب في أوكرانيا يجمع الرئيسين الأميركي جو بايدن والفرنسي إيمانويل ماكرون ورئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون والمستشار الألماني أولاف شولتس ورئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراغي، وفق ما أعلنت واشنطن وباريس.
ويتوجه الرئيس الأميركي جو بايدن إلى وارسو الجمعة للقاء نظيره البولندي أندريه دودا ومناقشة الغزو الروسي لأوكرانيا. وأوضح البيت الأبيض أن بايدن سيتوجه قبل ذلك إلى بلجيكا حيث يلتقي قادة في حلف شمال الأطلسي ومجموعة السبع والاتحاد الأوروبي.
واستدعت روسيا الاثنين السفير الأميركي لدى موسكو للاحتجاج على تصريحات بايدن التي وصف فيها نظيره الروسي بأنه "مجرم حرب" بسبب هجومه على أوكرانيا، مشيرة إلى أنها دفعت العلاقات الروسية-الأميركية إلى "حافة القطيعة".
وفي روسيا، أفادت وكالات الأنباء الروسية أن محكمة في موسكو حظرت الاثنين موقعي فيسبوك وإنستغرام للتواصل الاجتماعي في روسيا معتبرة أنهما يقومان بأنشطة "متطرفة"، في فصل جديد من مراقبة الانترنت على خلفية غزو أوكرانيا.
**********
زيلينسكي مستعد للتفاوض
أبدى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده لبحث كل الأمور مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين إذا وافق على التفاوض مباشرة معه بما يشمل حول القرم ودونباس، لكن مع "ضمانات أمنية" بشكل مسبق محذرا من أن أوكرانيا "ستدمر" قبل أن تستسلم.
بعد قرابة شهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا وفيما يتواصل القصف على المدن الرئيسية في البلاد، قال الرئيس الأوكراني لأول مرة إنه منفتح على "محاولة معالجة كل ما يزعج روسيا ويثير استيائها" وذلك في مقابلة مع عدة وسائل إعلام بثت ليل الاثنين الثلاثاء.
وأضاف أن "مسألة القرم ودونباس صعبة جدا للجميع" قائلا "نحن بحاجة إلى "ضمانات أمنية وإنهاء الأعمال العدائية، وحين يرفع الحصار، نتحاور" وذلك بشأن شبه جزيرة القرم التي ضمتها روسيا في 2014 والإقليم الواقع في شرق أوكرانيا حيث أعلن الانفصاليون الموالون لروسيا "جمهوريتين" لا تعترف بهما سوى موسكو.
وأضاف رئيس الدولة الذي يريد التحدث مباشرة إلى نظيره الروسي، أن الشعب يجب أن يبدي رأيه عبر استفتاء "حول بعض أشكال التسوية" مع روسيا محذرا في الوقت نفسه من انه "علينا القيام بكل شيء حتى يعود دونباس وشبه جزيرة القرم إلينا (…) إنها مسألة وقت؟ نعم. لكن وقف الحرب الآن، هذه هي القضية".
وأعلن زيلينسكي أيضا أنه لا يريد "أن يجعلنا التاريخ أبطالا وأمة غير موجودة" مشيرا إلى أن أوكرانيا "ستدمر" قبل الاستسلام.
وعقدت عدة جولات تفاوض بين كييف وموسكو حضوريا وعبر الفيديو منذ اندلاع الحرب لكن بدون نتيجة حتى الآن.
ميدانيا، استمر القصف في بداية الأسبوع على عدة مدن مثل كييف وخاركيف وماريوبول وأوديسا أو ميكولايف.
**********
أسلحة كيميائية وبيولوجية
اعتبر الرئيس الأميركي جو بايدن الاثنين أنه من "الواضح" بالنسبة إليه أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين يفكر باستخدام أسلحة كيميائية وبيولوجية في أوكرانيا، محذرا موسكو من "عواقب وخيمة" إذا ما أقدمت على مثل هكذا خطوة.
وقال بايدن إن بوتين "محشور في الزاوية"، مذكرا بأن موسكو اتهمت في الآونة الأخيرة واشنطن بحيازة أسلحة كيميائية وبيولوجية في أوروبا، مشددا على أنه "ببساطة هذا ليس صحيحا. أنا أضمن لكم ذلك".
وأضاف أن الروس "يؤكدون أيضا أن أوكرانيا تمتلك أسلحة بيولوجية وكيميائية في أوكرانيا. هذه علامة واضحة على أنه (بوتين) يفكر باستخدام كلا هذين النوعين من الأسلحة".
وكرر الرئيس الأميركي التحذير الذي وجهه البيت الأبيض في وقت سابق من هذا الشهر إلى روسيا في أعقاب الاتهامات التي وجهتها الأخيرة إلى أوكرانيا بأنها تتستر على برنامج سري تدعمه الولايات المتحدة لإنتاج أسلحة كيميائية.
ويومها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض جين ساكي "أما وقد أطلقت روسيا اتهاماتها الباطلة، وعلى ما يبدو فإن الصين تتبنى هذه الدعاية، يجب علينا أن نراقب أي استخدام روسي محتمل لأسلحة كيميائية أو بيولوجية في أوكرانيا".
والاثنين جدد بايدن تحذيره لموسكو من أن أي استخدام لمثل هكذا أسلحة في أوكرانيا سيعود عليها بعواقب "وخيمة" من جانب القوى الغربية، من دون أن يحدد طبيعة الرد الغربي الذي يهدد به.
وقال بايدن إن بوتين "يعلم أنه ستكون هناك عواقب وخيمة بسبب الجبهة الموحدة لحلف شمال الأطلسي"، من دون مزيد من التفاصيل.
كما أكد الرئيس الأميركي أنه حذر نظيره الروسي خلال القمة التي جمعتهما العام الماضي في جنيف من أن رد الولايات المتحدة سيكون قويا إذا ما تعرضت بنى تحتية حيوية فيها لهجمات إلكترونية مصدرها روسيا.
**********
الانسحاب من محادثات السلام
احتجت اليابان "بشدة" الثلاثاء على انسحاب روسيا من المحادثات الثنائية الرامية لتوقيع معاهدة سلام لم يبرمها البلدان منذ انتهاء الحرب العالمية الثانية بسبب خلاف حدودي بينهما، في قرار عزته موسكو إلى موقف طوكيو "غير الودي" بشأن الحرب في أوكرانيا.
وقال رئيس الوزراء الياباني فوميو كيشيدا أمام البرلمان في طوكيو إن "هذا الوضع هو نتيجة العدوان الروسي في أوكرانيا".
وأضاف أن "المحاولة (الروسية) لتحويل هذه القضية الى العلاقات اليابانية-الروسية غير مبررة على الإطلاق وغير مقبولة بتاتا".
وأكد كيشيدا أن اليابان "تحتج بشدة" على قرار موسكو، مجددا إدانة بلاده لما تقوم به روسيا في أوكرانيا من أعمال "تغير الوضع الراهن بالقوة وبصورة أحادية الجانب".
وفي الأسابيع الأخيرة انضمت اليابان إلى الدول الغربية في فرض عقوبات اقتصادية شديدة على موسكو بسبب الهجوم العسكري الذي تشنه على أوكرانيا منذ 24 فبراير.
وفي موقف مفاجئ أعلنت وزارة الخارجية الروسية الاثنين أن "الجانب الروسي لا ينوي في ظل الظروف الراهنة مواصلة المحادثات مع اليابان بشأن معاهدة السلام".
وبررت الوزارة هذا الموقف ب"استحالة مناقشة الوثيقة الأساسية للعلاقات الثنائية مع دولة اتخذت صراحة موقفا غير ودي وتسعى جاهدة لإلحاق الضرر بمصالح بلدنا".
ولطالما كانت العلاقات بين اليابان وروسيا معقدة، ولم يوقع البلدان على معاهدة سلام بعد الحرب العالمية الثانية بسبب خلاف حول أربع جزر صغيرة تكو ن أرخبيل الكوريل.
وسيطر الجيش السوفياتي على هذا الأرخبيل في الأيام الأخيرة من الحرب العالمية الثانية ولم تعده موسكو مذاك إلى طوكيو.
وهذا الأرخبيل المأهول يقطنه حوالي 20 ألف نسمة وتطلق عليه طوكيو اسم "أراضي الشمال" وتعتبره "جزءا لا يتجزأ من اليابان".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.