أعلنت مصادر فلسطينية مسؤولة في السلطة الوطنية أمس الخميس بأن أل 500 مليون دولار التي تقررت في القمة العربية الأخيرة لدعم مدينة القدس ومواجهة المخططات الإسرائيلية لتهويدها لم يصل منها أي شيء لغاية الآن. وأكدت المصادر الفلسطينية بأن الأموال التي تقررت في القمة العربية التي عقدت في مدينة سرت الليبية في مارس الماضي لدعم مدينة القدس لم يحول منها أي دولار لغاية الآن، فيما تواصل إسرائيل تهويد المدينة. وأكد المحامي أحمد الرويضي مسؤول وحدة القدس في الرئاسة الفلسطينية في تصريحات صحافية أمس الخميس بأن تلك الأموال لم يصل منها أي شيء لغاية الآن، مطالبا الأمانة العامة لجامعة الدول العربية الاتصال بالدول العربية لدفع حصتها من تلك الأموال المقررة لدعم المدينة المقدسة التي تتعرض لهجمة إسرائيلية شرسة لتغيير طابعها العربي والإسلامي. وأضاف الرويضي قائلا «في اللحظة التي تعمل إسرائيل على تنفيذ مخطط يستهدف المدينة بالكامل من خلال برامج استيطانية في غلاف المدينة من شمالها إلى جنوبها من أجل عزل المدينة كليا عن الضفة الغربية، إضافة لاستهداف البلدة القديمة من القدس وتغيير معالمها الإسلامية والمسيحية وإعطائها طابعا يهوديا، لم يصلنا من الدعم المالي الذي تقرر في القمة العربية الأخيرة أي شيء». وشدد الرويضي على حاجة أهل القدس إلى الدعم العربي المالي والسياسي لدعم صمودهم في مواجهة المخططات الإسرائيلية سواء التي تستهدف المنازل الفلسطينية بالقدس أو من خلال الاستيطان المتواصل. وأشار الرويضي إلى أن المؤسسات الرسمية الفلسطينية جهزت كل المخططات اللازمة لتلقي الدعم العربي لمدينة القدس، إلا أن ذلك الدعم المالي لم يصل رغم مرور عدة أشهر على اتخاذ القرار العربي الرسمي بشأنه، في حين تواصل سلطات الاحتلال الإسرائيلي تهويد المدينة المقدسة. وأوضح الرويضي بأن مدينة القدس بحاجة إلى 50 مليون دولار شهريا لتعزيز صمود الأهالي من ناحية قطاع الإسكان والقطاع الصحي والتعليمي وغيرها من القطاعات، وإسناد المواطنين في مواجهة المخططات الإسرائيلية سواء التي تستهدف مساكنهم بحجة البناء غير المرخص أو ملاحقة التجار وفرض الغرامات المالية الباهظة عليهم بهدف تهجيرهم من المدينة. وأشار الرويضي إلى أن أل 500 مليون دولار التي تقرر تقديمها لدعم مدينة القدس في القمة العربية لا تكفي إلا لستة أشهر من احتياجات المدينة «ومع هذا لم تصل تلك الأموال وما زالت حبرا على ورق». يؤكد الرويضي. وأضاف قائلا «أنا أقول بصراحة وبحكم موقعي لم يصلنا حتى اللحظة أي شيء يذكر من هذه الأموال وهناك اتصالات نحاول إجراءها مع الصناديق العربية والإسلامية ومع بنك التنمية الإسلامي، وذهبنا إلى جدة واتصلنا بالصناديق العربية والتقينا بها، كصندوق الأقصى وغيرها لكن لا يوجد أي شيء لحد الآن رغم أن هناك لجنة فلسطينية تم تشكيلها برئاسة الدكتور سلام فياض بمرسوم صدر عن الرئيس محمود عباس «. وأوضح الرويضي بأن لدى الجانب الفلسطيني برامج واضحة لكل احتياجات مدينة القدس وأن تنفيذها معطل بسبب عدم وصول أموال الدعم العربي، منوها بأن السلطة تحاول تقديم الدعم المالي لأهالي القدس ضمن إمكانياتها المالية المتواضعة جدا على حد قوله. وأشار الرويضي إلى أن برامج دعم مدينة القدس تم تقديمها لجامعة الدول العربية وللصناديق العربية التي تصرف من خلالها أموال الدعم العربي إلا انه «لم يتم إيصال أي شيء يذكر من الدعم المالي العربي، لا إلى السلطة الوطنية الفلسطينية، ولا للمؤسسات المقدسية أو المستحقين من المواطنين المقدسيين الذين هم بحاجة لمقومات الصمود حتى يبقوا صامدين في مدينة القدس». وكشف الرويضي عن وجود اتصالات يجريها وزير الشؤون الخارجية الفلسطينية الدكتور رياض المالكي مع جامعة الدول العربية وأطراف عربية أخرى لتنفيذ قرار القمة العربية بدعم القدس ب 500 مليون دولار، وطالب الرويضي الأمانة العامة لجامعة الدول العربية القيام بالاتصال مع الدول العربية لدفع التزاماتها المالية تجاه القدس، وأضاف «يجب أن يكون هناك تحرك تجاه هذه الدول من قبل الأمانة العامة لجامعة الدول العربية وأن يكون هناك تنسيق مع الطرف الفلسطيني حتى يترجم قرار الدعم العربي على أرض الواقع». وفيما لم تصل أموال الدعم العربي للقدس، أشار الرويضي إلى شروع سلطات الاحتلال ببناء 1600 وحدة استيطانية جديدة شمال المدينة المقدسة؛ وهي الوحدات التي كانت لجنة التخطيط والبناء الإسرائيلية أقرت الثلاثاء الماضي بناءها في مستوطنة (رمات شلومي) شمالي القدس.