الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني ترفع مذكرة إلى الأمين العام بان كي مون من أجل الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة دعما للخطوة التاريخية والمفصلية في مسار الكفاح الفلسطيني والتي أقدمت عليها القيادة الفلسطينية بالتوجه للأمم المتحدة من أجل طلب الاعتراف بفلسطين دولة كاملة العضوية بالهيئة الأممية، عاصمتها القدس الشريف، بادرت الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني إلى رفع مذكرة إلى الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون تضم اللائحة الأولى من التوقيعات التي جمعتها الجمعية في إطار الحملة الشعبية لجمع مليون توقيع تأييدا لهذا المطلب الشرعي والعادل. مبادرة الجمعية الممثلة لتنظيمات سياسية ونقابية ومنظمات المجتمع المدني، تعد تأكيدا متجددا من الشعب المغربي بمختلف فئاته وأطيافه السياسية على الدعم الكامل واللامشروط لحق الفلسطينيين في إقامة دولة مستقلة تتمتع بكامل السيادة، جاءت تزامنا مع التوقيت الذي كان سيلقي فيه الرئيس الفلسطيني خطابه أمام الأممالمتحدة المتضمن لطلب العضوية، حيث اختار أعضاء الجمعية تقديم المذكرة سالفة الذكر صباح أمس الجمعة لممثل هيئة الأممالمتحدة بالمغرب. وقال عبد الحفيظ ولعلو نائب رئيس الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني في تصريح لبيان اليوم، «إن الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني التي تمثل الشعب المغربي الذي يعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية، اختارت مؤازرة الشعب الفلسطيني في هذه المرحلة الدقيقة التي تمر بها القضية الفلسطينية عبر إطلاق حملة مليون توقيع حشدا للمزيد من الدعم والمناصرة من أجل الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية الحرة المستقلة عاصمتها القدس الشريف». وأوضح أن المذكرة التي حملتها الجمعية إلى ممثلية الأممالمتحدةبالرباط، تتضمن نداء من أجل الاعتراف الأممي بالدولة الفلسطينية وللمطالبة بتنفيذ القرارات الصادرة عن الأممالمتحدة المتعلقة بالقضية الفلسطينية فيما يخص إقرار الدولة الفلسطينية وحق العودة، في إشارة إلى القرارات الأممية رقم 181 الصادر سنة 1947 أو القرار 194 لسنة 1948، وذلك لفتح صفحة جديدة نحو إقرار السلام والتعايش والتصالح بالمنطقة، كما تتضمن المذكرة لائحة بالتوقيعات التي جمعتها الجمعية سواء في فضاء الخيمة التي نصبتها الجمعية وسط العاصمة الرباط، أو عبر الصفحة الإلكترونية للجمعية على الموقع الافتراضي «الفيسبوك»، وذلك في إطار الحملة الوطنية التي انطلقت منذ تاريخ 21 شتنبر وتمتد إلى غاية 27 منه، والتي تروم حشد الدعم الشعبي للقضية كقضية وطنية كبرى. وفي رده على سؤال للجريدة حول الخطوات التي يمكن أن تقوم بها الجمعية في حال فشل الحصول على الاعتراف الأممي، خاصة وأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تلوح باستعمال الفيتو، أكد ولعلو أن الجمعية المغربية لمساندة الكفاح الفلسطيني التي ناضلت منذ تأسيسها من أجل الحق الفلسطيني وقامت بمختلف أشكال الدعم وعلى رأسها المسيرة المليونية التي كانت قد شهدتها مدينة الرباط، ستتابع الملف وتواكب هذا العمل الدبلوماسي إلى جانب العمل السياسي والجمعوي وستقوم بمبادرات متعددة بجميع المدن التي توجد بها فروع الجمعية للتعبير عن عدالة وشرعية المطلب الفلسطيني، موجها في هذا الصدد نداء إلى كل الأحزاب السياسية والمركزيات النقابية وهيئات المجتمع المدني لتكثيف مبادراتها في هذا الاتجاه على اعتبار أن ذلك يشكل نوعا من المقاومة عبر الصيغة الدبلوماسية ضد الاحتلال وضد الكيل بمكيالين. وتعتبر الجمعية أن تقديم القيادة الفلسطينية طلب الاعتراف إلى الأممالمتحدة يعد فرصة أمام المجتمع الدولي لينصف الشعب الفلسطيني في أن تكون له دولة ذات سيادة عاصمتها القدس، خاصة وأن هناك رغبة أكيدة من الدول العربية والمغرب الذي يترأس لجنة القدس وكل الدول المحبة للسلام في العالم من أجل طي صفحة تراجيدية مؤلمة في تاريخ شعوب المنطقة، والإنسانية جمعاء، ووضع بذلك حد للإضرار بالمصالح الدولية وبآفاق التنمية بالبحر الأبيض المتوسط الذي باتت حتى مبادرة الاتحاد من أجل المتوسط والشراكة معلقة بسبب استمرارها. فالاعتراف بفلسطين دولة مستقلة «سيمكن من فتح الآفاق نحو إجراء مفاوضات جدية لحل سياسي في إطار الشرعية الدولية ويضع حدا لمفاوضات التماطل أو ربح الوقت».