فعاليات الجامعة الصيفية للشبيبة الاشتراكية في دورتها العاشرة تميزت فعاليات الجامعة الصيفية المنظمة من طرف المكتب الوطني لمنظمة الشبيبة الاشتراكية، في دورتها العاشرة، المنعقدة مابين 4 و8 شتنبر الجاري، بمركب مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة، بتنظيم ثلاث ورشات صبيحة يوم الأحد الماضي، الأولى حول «دور المجتمع المدني في التنمية»، أطرها عبد الحفيظ ولعلو، عضو اللجنة المركزية، والثانية حول «الحياة الطلابية بين إكراهات الواقع ومتطلبات الدراسة والتنظيم النقابي»، أطرها عبد الرحيم بنصر، عضو الديوان السياسي، ثم ورشة «موقع قضايا الفتاة المغربية في اهتمامات المجتمع» أطرتها رشيدة الطاهري عضوة الديوان السياسي. وقد خلص المشاركون في هذه الورشات، إلى إصدار مجموعة من التوصيات، أهمها، ضرورة توثيق تاريخ منظمة الشبيبة الاشتراكية منذ تأسيسها في كتاب يحمل اسم «لمحات من التاريخ النضالي لشباب حزب التقدم والاشتراكية، مع إحياء وتقوية القطاع الطلابي لحزب التقدم والاشتراكية، في أفق إعادة روح النضال التقدمي الحي في الجامعة المغربية. كما أوصوا بإعادة بث الروح في ملتقى فتيات المغرب، والعمل على توسيع قاعدة العمل النضالي وسط فئة الشباب والشابات ليمتد إلى الجوانب التنموية، ارتباطا بدورالمجتمع المدني في تحقيق التنمية الشاملة. الدستور أعطى الجمعيات الحق في تقديم عرائض وتقييم السياسة الحكومية عبد الحفيظ ولعلو في ورشة حول دور المجتمع المدني في التنمية قال الدكتورعبد الحفيظ ولعلو عضو اللجنة المركزية لحزب التقدم والاشتراكية، إنه لا يمكن عزل دور الشباب عن المجتمع المدني باعتبارهما وجهان لعملة واحدة، موضحا أن المجتمع المدني أصبح متداولا بالمغرب وطغى على النقاشات مع بداية التسعينات من القرن المنصرم. وأضاف الدكتورعبد الحفيظ ولعلو، الذي اطر ورشة حول موضوع "دور المجتمع المدني في التنمية" ضمن فعاليات الجامعة الصيفية للشبيبة الاشتراكية، إن حزب التقدم والاشتراكية باعتباره يشكل استمرارا للحزب الشيوعي المغربي، ثم حزب التحرر والاشتراكية، كان حاضرا بقوة وفاعلا من خلال مناضليه في خلق مجتمع مدني مغربي مستقل عن الدولة سواء بكبريات المدن كالبيضاء والرباط أو بالمدن الصغرى والبوادي بمنطقة تادلة ووسط العمال بخريبكة. وابرز أن مناضلي الحزب كانوا دائما في الطليعة وجلهم قدم من الجامعة، حيث كان الصراع الايديولوجي قويا بين مختلف مكونات اليسار، مذكرا بأنهم لعبوا دورهم كمثقفين عضويين، وساهموا في تأسيس الكثير من الجمعيات المدنية والمنظمات التي لعبت دورا مهما في التأسيس لمجتمع مدني مغربي، ولعبت دورا مهما في إخراج المغرب من احتقان سنوات الرصاص إلى عهد الانفراج السياسي. الدكتور ولعلو ذكر انه مع بداية التسعينات، ستبدأ طفرة جديدة وانطلاقة كبيرة لتأسيس الجمعيات، وابرز أن هذا تزامن مع الانفراج السياسي وانخراط النظام في تأسيس الجمعيات التي سيسميها الفاعلون حينها جمعيات السهول والوديان، كما أن هذا الجو الذي انقلبت فيه المعادلة التي كانت معاشة والتي كان فيها النشاط الجمعوي والسياسي مقترنان بالاعتقال والتضييق، ساهم بدوره في خلق دينامية جديدة، وطفا على السطح الحديث عن المجتمع المدني. وطرح الدكتور عبد الحفيظ ولعلو نائب رئيس مركز عزيز بلال للدراسات والأبحاث، سؤالا، انطلق فيه من ضرورة أن يكون المجتمع المدني مستقلا عن الأحزاب والحكومة، حيث تساءل عمن يتحكم في المجتمع المدني، موضحا ماتقوم به الحكومة من عمل كإطلاق الحوار الوطني حول المجتمع المدني، وابرز الدور الكبير الذي لعبه إطلاق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، التي كان لها دور كبير في تفعيل المجتمع المدني وجعله في صلب التنمية. أما أهم تطور في الرقي بدور المجتمع المدني يضيف الدكتور ولعلو فهو ما أفرد له الدستور من مهام، حيث أعطى الجمعيات الحق في تقديم عرائض والتقدم بمقترحات، وتقييم السياسة الحكومية، موضحا أنها كلها نقط مدرجة بالدستور في حاجة إلى التفعيل، وفي الختام ذكر المحاضر أن الحوار الوطني قد تحدث عن التشبيك للرقي بعمل الجمعيات، ولاحظ وجود ضعف في التأطير داعيا إلى ضرورة التفاعل مع هذه الملاحظات. تسجيل بطء في تنزيل مقتضيات الدستور المتعلقة بالتمثيلية النسائية رشيدة الطاهري في ورشة قضايا الفتاة المغربية في اهتمامات المجتمع تميزت الورشة المتعلقة ب"موقع قضايا الفتاة المغربية في اهتمامات المجتمع"، التي أطرتها رشيدة الطاهري، عضوة الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، والناشطة الحقوقية، في الفترة الصباحية من يوم أول أمس الأحد بحضور مكثف للفتيات . في البداية، تطرقت الطاهري إلى مكانة الفتاة داخل المجتمع المغربي كفاعلة وركيزة أساسية، معتبرة أن تقدم المجتمع رهين بتواجد 50 في المائة من الإناث و50 في المائة من الذكور في لبنته التأسيسية. بعد ذلك، انتقلت الطاهري للحديث عن القضايا الراهنة التي تهم الفتاة، كالزواج المبكر وتحديد النسل والعنف والتمييز، قبل أن تطرق لإيجابيات الدستور الجديد الذي نادى بالمساواة بين الرجل والمرأة، ومنع التمييز بين الجنسين وإقرار المناصفة التي تمت الإشارة إليها في فصله التاسع عشر. وأكدت في هذا الصدد، أن تفعيل مضامين الدستور المتعلقة بحقوق النساء لازالت تعترضه العديد من الصعوبات، ويطبعها البطء في التنفيذ، وهو ما ينعكس سلبا على الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان والكرامة وتحقق العدالة والمساواة. ولاحظت رشيدة الطاهري، البطء في تنزيل مقتضيات الدستور المتعلقة بالتمثيلية النسائية على جميع المستويات، مؤكدة وجود ما اعتبرته "تفاوتا بين الخطاب والممارسة" وقالت إن الدستور في ديباجته نص على المساواة وحظر التمييز على أساس العرق والجنس والدين وغيره، مشيرة إلى أن هذه المبادئ تعتبر مؤسسة للدستور، إلا أن تفعيلها على أرض الواقع لازالت تواجهه عدة صعوبات. وذكرت رشيدة الطاهري بأن الفصل الأول من الباب الثاني من الدستور ينص على المساواة في كافة الحقوق، كما أن الدستور الذي صوت عليه المواطنون في فاتح يوليوز 2011 ينص على المناصفة في أفق المساواة، وذهب أبعد من ذلك حينما وضع آلية لرصد وتتبع أسماها هيئة المناصفة ومكافحة كل أشكال التمييز ضد المرأة. هذا فضلا عن الفصول المتعلقة بصيانة الحقوق. وشددت رشيدة الطاهري على أن الدستور حث السلطات العمومية على اتخاذ كافة الإجراءات والتدابير لتمكين المرأة من المشاركة في تدبير الشأن العام واتخاذ القرار. المدخل الأنجع لربط العلاقة وكسب ثقة الطلبة هو الاهتمام بقضاياهم الاجتماعية والتربوية عبد الرحيم بنصر في ورشة «الحياة الطلابية بين إكراهات الواقع ومتطلبات الدراسة والتنظيم النقابي» اعتبر عبر الرحيم بنصر، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، أن المدخل الأنجع لربط العلاقة وكسب ثقة الطلبة هو الاهتمام بقضاياهم الاجتماعية والتربوية. وأضاف بنصر، الذي أشرف على تأطير ورشة "الحياة الطلابية بين إكراهات الواقع ومتطلبات الدراسة والتنظيم النقابي"، أن حزب التقدم والاشتراكية يولي اهتماما كبيرا بقطاع الطلبة، مؤكدا ، أن الجامعة مزرعة لتكوين الأطر، وأن التاطير النقابي والسياسي لفئة الطلبة يفرض نفسه أكثر من أي وقت مضى. وأشار في الوقت نفسه، أن أزمة الجامعة اليوم، تجد بعض أسبابها في غياب التأطير، مشددا على عدم الخلط بين التأطير النقابي والعمل السياسي، رغم وجود علاقة جدلية بين العمل النقابي والعمل السياسي. وأوضح بالمناسبة، أن الدخول الجامعي، بفرض استقبالا للطلبة الجدد، وتوجيههم والاهتمام بقضاياهم الاجتماعية والتربوية، دون الغوص معهم في القضايا السياسية في بداية الأمر، حتى لا ينفروا من العمل السياسي. وأكد عضو الديوان السياسي، أن وضعية الطلبة اليوم، رهينة بأزمة الجامعة، وأنه حان الأوان لمقاربة شمولية للخروج من هذه الوضعية، لأنه، في نظره، لايمكن ترك الطلبة في هذه الوضعية يكتوون بنارها، خصوصا وأن هذه الأجواء لاتحفزهم على التحصيل ، ناهيك عن العطالة المتفشية في أوساطهم. واستحضر بنصر الراحل عزيز بلال، الذي كان يعتبر أن غاية التعليم، هو تعليم الطلبة كيف يفكرون، وتكوين الحس النقذي لديهم، ومساعدتهم على القدرة على التحليل، حتى ينخرطوا بشكل واع في المجتمع ويشكلوا عناصر مهمة في الإنتاج والتفكير. ووجه نداء بالمناسبة إلى كل القوى الطلابية من أجل إعادة تنشيط الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، أو خلق هياكل بديلة، أكثر ملائمة لتطور الجامعة، بدون إقصاء أحد، واحترام الآخر، ونبذ العنف وأن يكون الصراع مبنيا على صراع الأفكار.