بان كي مون يعرب عن امتنانه للدول المساهمة من بينها المغرب أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الثلاثاء بالكويت، أن قيمة إجمالي التعهدات المقدمة إلى المؤتمر الدولي الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية من قبل الدول المانحة بلغت 3,8 مليار دولار. وأعرب الأمين العام خلال الجلسة الختامية لأشغال المؤتمر عن خالص شكره وامتنانه للدول المساهمة بتبرعاتها من أجل التخفيف من معاناة الشعب السوري، كما عبر عن شكره لأمير البلاد الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح على استضافة بلاده هذا الحدث المهم للمرة الثالثة على التوالي. وأكد بان كي مون أن تنظيم حدث بهذا الحجم ثلاث مرات متتالية «صعب جدا» وآن قيادة أمير الكويت الحكيمة «مكنتنا من تحقيق نتائج أفضل». وأشاد بمشاركات الدول المانحة في المؤتمر ومساهماتها السخية، مثمنا عمل المنظمات والوكالات الدولية والإقليمية في جهود دعم وتلبية الاحتياجات الإنسانية في سوريا وخارجها. من جانبه، أعرب النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح خالد الحمد الصباح في كلمة له خلال ختام المؤتمر عن شكره وتقديره لوفود الدول على تلبيتها الدعوة وعلى إسهاماتها السخية ومداخلاتها القيمة وأبرز أن مشاركة 78 دولة و 40 منظمة دولية وأزيد من 100 منظمة غير حكومية «وما انبثق عن المؤتمر اليوم أثبت بما لا يدع مجالا للشك بأننا قادرين كمجتمع دولي وللمرة الثالثة على توحيد الجهود ومواصلة العمل من أجل توفير الاحتياجات الإنسانية الأساسية لتخفيف المعاناة عن الشعب السوري المنكوب وقدمت رسالة واضحة بأنه على المجتمع الدولي أن يواصل عمله لإيقاف نزيف الدم السوري بشكل عاجل وبكافة الوسائل لوضع حد لهذه المأساة المتفاقمة». وأعرب الشيخ صباح الخالد عن الأمل في «أن تكلل جهودنا بالنجاح وأن تؤدي نتائج المؤتمر الثالث للمانحين لدعم الوضع الإنساني في سورية إلى المساهمة في رفع المعاناة عن كاهل الشعب السوري». ويهدف هذا المؤتمر، إلى جمع 8.4 مليار دولار (5,5 ملايير للسوريين اللاجئين بدول الجوار و2,9 مليار للنازحين داخل سوريا) لتخفيف معاناة أكثر من 12 مليون سوري هم بأمس الحاجة للمساعدات الانسانية العاجلة نتيجة استمرار الأزمة السورية. ولن تقتصر المساهمات المالية التي سيتم التعهد بتقديمها خلال المؤتمر الدولي الثالث للمانحين على تأمين هذه الاحتياجات الإنسانية، إذ صرح وزير الدولة لشؤون مجلس الوزراء الشيخ محمد عبد الله المبارك أن هذه التبرعات ستخصص لإنجاز مشاريع تنموية من شأنها رفع المعاناة عن الشعب السوري. هذا وتوجت أشغال المؤتمر، باتفاق الدول المانحة والمنظمات الدولية على توحيد الجهود وتنسيق التعاون من أجل الاستمرار في الاستجابة بنجاعة للاحتياجات الإنسانية للسوريين والتخفيف من معاناتهم. وأجمعت الوفود المشاركة في هذا المؤتمر، الذي عقد تحت شعار «لنمسح دموعهم .. ونداوي جراحهم»، على عدم الاكتفاء برصد المساهمات المالية التي تم التعهد بتقديمها خلال المؤتمر، والتي بلغت قيمتها ثلاثة ملايير و800 مليون دولار لتأمين الاحتياجات الإنسانية، بل تخصيص جزء منها لإنجاز مشاريع تنموية من شأنها رفع المعاناة عن الشعب السوري. وإيمانا منها بضرورة إيصال رسالة للشعب السوري بأن المجتمع الدولي يقف إلى جانبه، ساهمت دولة الكويت بمبلغ 500 مليون دولار. وفي هذا السياق، شددت مديرة برنامج الأممالمتحدة الإنمائي، هيلين كلارك، على الحاجة الملحة إلى اعتماد مقاربة تدمج بين العمل الإنساني والتنموي المستدام حتى يتسنى الاستجابة بشكل شمولي لحاجيات اللاجئين، وفي الوقت ذاته تعزيز قدرات البلدان المضيفة للاجئين على صمود أمام تداعيات الاقتصادية والاجتماعية للتدفق الهائل للاجئين السوريين. وأوصت المسؤولة الأممية بإطلاق خطة إقليمية تتضمن جيلا جديدا من التدابير تتمثل، أساسا، في توفير فرص الشغل للسوريين اللاجئين والاستثمار في خلق مقاولات صغرى لفائدتهم، وتعزيز الأمن الغذائي وتطوير آليات التعاون. وينعقد هذا المؤتمر الدولي استجابة لنداء أطلقته منظمة الأممالمتحدة لإغاثة ما يقارب أربعة ملايين سوري في أمس الحاجة، على الخصوص، إلى الملجأ والحماية والرعاية الصحية والمواد الغذائية والماء الصالح للشرب.