هي سابقة في تاريخ المدينة التي بدأت خيوط الآمال و استرجاع الثقة في المستقبل تتشابك بين دروب و أزقة الحظيرة. صحيح كنا في الماضي القريب نشرنا على صفحات جريدة ورقية مقالا عنوانه " أغبالة اليتيمة تبكي ماضيها و تنادي أين رجالها ". فها نحن في اليوم و الحمد لله هبت الرجال و النساء نداء الأم الحاضنة تحت اشراف الرئيس الجديد بأفكار جديدة نيرة المرتكزة أساسا على صيرورة نهج السلف الصالح البار الذي كان لم يسبق له نقض العهد في الشورى و التشاور. كل من تتبع اللقاء التواصلي الثاني بين فعاليات المجتمع المدني و المجلس الجماعي صبيحة يوم السبت 2016.01.23 بقاعة الندوات بمقر الجماعة يستخلص منه عدة دروس و عبر، أولها: استفاقة المجتمع المدني بكل أطيافه و حضوره المكثف حيث تجاوز تسجيل عدد رؤساء الجمعيات أو نوابهم أكثر من 48 جمعية من أصل 71 جمعية و تعاونية مرخصة من لدن السلطات المحلية. فعلا لم يسبق لي أن حضرت نفس الجمع بنفس الكم الهائل و بنفس احترام مفهوم المقاربة النوعية التي زكاه وجود العنصر النسوي الحاضر بكثافة. و من الدروس المستخلصة أيضا نوعية و مضمون الاقتراحات و التوصيات التي أدلت بها بعض الفعاليات الحاضرة تزكي مدا نضج الفاعل الجمعوي بمدينتنا و مدى تعطشه لمثل هذه اللقاءات و حماسه في الانخراط الفعلي للمساهمة في الاقتراح و التخطيط و البرمجة و التفعيل و التتبع والتقييم لما كل ما من شأنه يرتبط بالتنمية المستدامة للساكنة ككل و للمنطقة. لمسنا في تجاوب رئيس المجلس و نوابه و باقي الأعضاء ملامح البهجة و الاندهاش لما استسقوه من عبر سواء في أدبيات و أخلاق الاجتماعات و سواء في المستوى الأكاديمي للتدخلات و طرح الاقتراحات من طرف أغلب المتدخلين. أكيد أننا اخيرا سنصل الى بر الأمان على مثن سفينة الاقلاع التنموي طالما أن قائد السفينة يعرف أين تجري الرياح التي تشتهي الشراع. و بعد زوال نفس اليوم تم انعقاد اللقاء الثاني لتنسيقية الحكماء و الأخلاق بقاعة المكتبة الوسائطية حيث لب النداء لأول مرة ثلث من الأطر المتواجدة خارج المدينة و باقي الأعيان القاطنة بالبلدة من أمناء مهنيين و رؤساء المجلس السابقين و ائمة بعض المساجد. و تمحور النقاش حول بعض الاقتراحات التي تصب في الصالح العام. لكن ما ميز اللقاء هو تدخل نائب الرئيس الذي شاط غضبا و اشتكى أمره أمام الحضور مؤكدا أن بعض جيوب المقاومة تدفع ببعض المتهورين لإهانة بعض مستشاري الجماعة من الأغلبية أثناء قيامهم بمهامهم خاصة يوم السوق الأسبوعي من أجل التنظيم و محاربة الاكتظاظ في غياب أفراد القوات المساعدة و أعوان السلطة التي يستوجب حضورهم في مثل هذه الحالات تفاديا لبعض الانزلاقات. فما أحوجنا لحضور عناصر الأمن كل من مقامه لاستتباب الأمن و المساهمة في تسيير النظام للسوق الأسبوعي الذي لا زال يعاني من مخلفات الماضي.