ضمنهم حكيمي وبونو.. المرشحين للكرة الذهبية 2025    قاضي جرائم الأموال يأمر بسجن رئيس المجلس الإقليمي لشفشاون بتهم ثقيلة    باريس تُعلّق الإعفاءات الدبلوماسية.. والجزائر تردّ بالمثل في أزمة جديدة بين البلدين    نتنياهو: إسرائيل تريد السيطرة على غزة "لا حكمها"    حقوقيون: السقوط الدستوري للمسطرة الجنائية ليس معزولا عن منهجية التشريع المتسمة بانعدام الشفافية    المنتخب المغربي المحلي يستعد لمواجهة كينيا    الأرصاد تُحذر: موجة حر وزخات رعدية تضرب مناطق واسعة بالمملكة ابتداءً من اليوم    انتحار طفل في ال12 من عمره شنقًا.. وأصابع الاتهام تشير إلى لعبة "فري فاير"    تدخل أمني بمنطقة الروكسي بطنجة بعد بث فيديو يوثق التوقف العشوائي فوق الأرصفة        تدخل سريع يخمد حريقا اندلع بغابة "ازارن" بإقليم وزان والكنافي يكشف حيثياته    لجنة عربية تطلق حملة ضد ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام    الارتفاع يسم تداولات بورصة البيضاء    فشل الجزائر في قضية الصحراء المغربية يفاقم التوتر الدبلوماسي مع فرنسا    وزارة الخارجية تحتفل باليوم الوطني للمغاربة المقيمين بالخارج    الوداد يعقد الجمع العام في شتنبر    بني بوعياش.. اطلاق الشطر الاول لمشروع التأهيل الحضري        أول نسخة من "الهوبيت" تجني 57 ألف دولار        لسنا في حاجة إلى المزيد من هدر الزمن السياسي    الماء أولا... لا تنمية تحت العطش    الملك كضامن للديمقراطية وتأمين نزاهة الانتخابات وتعزيز الثقة في المؤسسات    وزير الإعلام الفلسطيني : المساعدة الإنسانية والطبية العاجلة سيكون لها أثر إيجابي ملموس على حياة ساكنة غزة    تيمة الموت في قصص « الموتى لا يعودون » للبشير الأزمي    «دخان الملائكة».. تفكيك الهامش عبر سردية الطفولة    السرد و أنساقه السيميائية    المغرب.. من أرض فلاحية إلى قوة صناعية إقليمية خلال عقدين برؤية ملكية استشرافية    فرنسا تلغي إقامة مغربي أشعل سيجارة من "شعلة الجندي المجهول" في باريس (فيديو)    زيلينسكي يدعو بوتين مجددا إلى لقاء لإنهاء الحرب في أوكرانيا والرئيس الروسي يعتبر "الظروف غير متوفرة"    توقعات أحوال الطقس ليوم غد الجمعة    الملك محمد السادس يهنئ رئيس جمهورية كوت ديفوار بمناسبة العيد الوطني لبلاده        ارتفاع أسعار الذهب بفضل تراجع الدولار وسط آمال بخفض الفائدة الأمريكية    "صحة غزة": ارتفاع وفيات التجويع الإسرائيلي إلى 197 بينهم 96 طفلا    سون هيونغ مين ينضم للوس أنجليس الأمريكي    "أيميا باور" الإماراتية تستثمر 2.6 مليار درهم في محطة تحلية المياه بأكادير    يوليوز 2025 ثالث أكثر الشهور حرارة فى تاريخ كوكب الأرض    وكالة: وضعية مخزون الدم بالمغرب "مطمئنة"    صيف شفشاون 2025.. المدينة الزرقاء تحتفي بزوارها ببرنامج ثقافي وفني متنوع    المغرب يواجه ضغوطا لتعقيم الكلاب الضالة بدل قتلها    تسجيل 4 وفيات بداء السعار في المغرب خلال أشهر قليلة    "دراسة": تعرض الأطفال طويلا للشاشات يزيد من خطر الإصابة بأمراض القلب    من هم الأكثر عرضة للنقص في "فيتامين B"؟    الفتح الناظوري يضم أحمد جحوح إلى تشكيلته        رخص مزورة وتلاعب بنتائج المباريات.. عقوبات تأديبية تطال أندية ومسؤولين بسبب خروقات جسيمة    الملك محمد السادس... حين تُختَتم الخُطب بآياتٍ تصفع الخونة وتُحيي الضمائر    الداخلة.. ‬‮«‬جريمة ‬صيد‮»‬ ‬تكشف ‬ضغط ‬المراقبة ‬واختلال ‬الوعي ‬المهني ‬    الرسوم الجمركية الأمريكية الجديدة التي فرضها ترامب تدخل حيز التنفيذ    المغرب ‬يرسّخ ‬جاذبيته ‬السياحية ‬ويستقطب ‬‮«‬أونا‮»‬ ‬الإسبانية ‬في ‬توسع ‬يشمل ‬1561 ‬غرفة ‬فندقية ‬    قروض ‬المقاولات ‬غير ‬المالية ‬تسجل ‬ارتفاعا ‬بنسبة ‬3.‬1 ‬في ‬المائة ‬    جو عمار... الفنان اليهودي المغربي الذي سبق صوته الدبلوماسية وبنى جسورًا بين المغرب واليهود المغاربة بإسرائيل    المغاربة والمدينة المنورة في التاريخ وفي الحاضر… ولهم حيهم فيها كما في القدس ..    حين يتحدث الانتماء.. رضا سليم يختار "الزعيم" ويرفض عروضا مغرية    نحن والحجاج الجزائريون: من الجوار الجغرافي …إلى الجوار الرباني    اتحاديون اشتراكيون على سنة الله ورسوله    من الزاويت إلى الطائف .. مسار علمي فريد للفقيه الراحل لحسن وكاك    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



نساء و رجال التعليم بالقصيبة و نواحيها يكرمون المفتش الكبيرمحمد حسينة
نشر في بني ملال أون لاين يوم 02 - 02 - 2017

بمدرسة انس بن مالك بالقصيبة و بمساهمة مؤسسات م/م/مهيواش، مدرسة القصيبة الغربية و مدرسة انس بن مالك و بحضور السيد محمد الصواف بصفته رئيسا للمصلحة التربوية بالمديرية الاقليمية بني ملال و ممثلا عن المدير الاقليمي لبني ملال.
انطلق حفل تكريم الاستاذ المفتش السيد محمد صالح حسينة المحال على التقاعد الرسمي مؤخرا مساء يوم السبت 15/04/1438ه و هو ما يوافق الثاني من السنة الفلاحية (الامازيغية) الجديدة... ابتداء من الساعة 14h30mn و الى غاية 17h30mn من يومه 14/01/2017. حل الاستاذ المحتفى به في الزمان و المكان رفقة السيدين عبد الجليل ابو السهل و حميد زمراني ، و هما استاذان مقربان من المؤطر التربوي المكرم بحكم عملهما تحت اشرافه على التوالي ب م/م ملوية اغبالة و م/م/ فم الزاوية تاكزيرت.
وجد الاستاذ المراقب في استقباله بباب المؤسسة السيد محمد اكزيز مدير مدرسة انس بن مالك و السيد محمد حجاج مدير مدرسة القصيبة الغربية ، ومولاي عبد الله بنخدوج مدير مدرسة امهيواش، اضافة الى رؤساء مؤسسات م/م عين بوغالية الاستاذ البشيرالشافعي م/م تاكزيرت ، الاستاذ حسن ازنزال ، م/م و تبهيت الاستاذ صالح مناش، و مدرسة القصيبة الشرقية الاستاذ محمد فتحي. ثم تقدم للسلام عليه و تهنئته بالتقاعد ، و الترحيب به في هذا الحفل التكريمي البهيج، السادة الاساتذة: ذ.احمد بنهنيني ، الاستاذ الحسين بوربيتان ، و الاستاذ حفيظ الغطيس. وهذا الثلاثي يمثل اللجنة الرسمية الساهرة على تنظيم هذه الالتفاتة الكريمة من الفها الى يائها. و نعتقد انها هي التي دفعت في اتجاه هذه المبادرة التي تعد سنة حميدة. وبعد ذلك تبادل السادة المدعوون من اساتذة و مديرين و رؤساء جمعيات الاباء و ممثلين عن السلطات المحلية...،اطراف الحديث مع السيد المفتش المكرم.
و قد ابى الاستاذ الجليل محمد صالح حسينة الا ان يصافح بعض المتعلمات و المتعلمين القادمين من امهيواش، او المتمدرسين بمدرسة انس بن مالك.. سائلا عن احوالهم ومذكرا اياهم بواجباتهم التعليمية حيال مؤسساتهم و بادوارهم التربوية اتجاه اساتذتهم، و شكر لهم هذه المساهمة التي لن ينساها خصوصا و انهم يعرفونه عن قرب خلال زياراته السابقة لاقسامهم، و قد ابوا الا ان يحضروا تعبيرا منهم عن وفائهم لمفتشهم الذي كان يتواصل معهم دون عقد او تجاهل، بل انهم لم يحسوا ابدا بان هدا المفتش المتواضع عن اقتناع منه قد مارس السلطوية معهم ، او مع غيرهم... لقد كان ناصحا امينا ، و مصاحبا حكيما في اقواله و تصرفاته في المنشط و المكره، وفي السر و العلن.
وبعد دردشة دامت حوالي 30 دقيقة بين الحاضرين الذين دخلوا في تواصلات ثنائية و جماعية... ازيح الستار معلنا بداية الحفل التكريمي فعليا.
منسق اللجنة الثلاثية السيد الحسين بوربيتان كان جيدا في تنشيطه وهو يوزع الادوار على المتدخلين، حيث اعطى في البداية الفرصة لتلميذ و هو يتلو ايات بينات من الذكر الحكيم بصوت شجي سادته قراءة قرانية احترمت منهجية الترتيل بحذافيرها.
بعد ذلك قدم تلميذ قدم من م/م أمهيواش البعيدة عن مقر الحفل باكثر من 10 كيلومترات نشيدا رائعا (يارسول الله سلام عليك) نال استحسان الحاضرين الذين رددوا هدا النشيد الذي يربط الانسان بهويته الانسانية الحقيقية، و باصله الادمي ، و بانتمائه العربي الاسلامي... ولذلك كان التجاوب معه تلقائيا لان ما ينبع من القلب ينفذ الى القلب دون وسيط.
السيد محمد حجاج، رئيس مؤسسة القصيبة الغربية والذي حل بها قادما من شفشاون قبل سنوات خلت، تدخل باسم الاطر الادارية بالقصيبة ، معترفا و منوها بمجهودات المفتش المكرم، وقد وصفه بالمخلص و المتفاني و المتواصل مع الشغيلة التعليمية و على نفس المسافة من الجميع... ولهذا احتضنته مدينة القصيبة، فباركت جهوده و حفزته على المزيد من العطاء.... فكان قريبا من كل الاطر مؤطرا و مقوما و مصاحبا.... وفي جميع الحالات دافعا بالتي هي احسن.... و اشاد بخصاله الحميدة و اخلاقياته العالية شاكرا له تضحياته و متمنيا له طول العمر.
متعلمو و متعلمات انس بن مالك ساهموا بنشيدين تربويين جميلين حملا الكثير من المغازي، كما قدموا تمثيلية شيقة تحت عنوان "بين العلم و الجهل" مرروا خلالها رسائل تربوية حول ضرورة المحافظة على المدرسة العمومية، و الدفاع عنها.
متمدرسو و متمدرسات م/م امهيواش ابدعوا رقصة فلكلورية امازيغية اصيلة كان الجمهور الحاضر يقاطعها بين الفينة و الاخرى بالتصفيقات الحارة.
اما السيد محمد الصواف الاطار الجمعوي المعروف بقدراته التنشيطية التدبيرية فقد افاض في توصيف مناقب السيد محمد حسينة، و اعترف له بالاخلاص في العمل و بالمردودية التي يعترف له بها ويمتن بها كل من كان له قلب او القى السمع و هو شهيد. و أكد الاستاذ الصواف انه ، و النيابة (قديما) او المديرية الاقليمية (حديثا)، كانت تلتجئ الى المفتش سي محمد حسينة في كل مرة يغيب فيها الغلاف المالي عن التكوين، فلا يتردد في الاستجابة بروح معنوية مرتفعة يؤطر ويكون و يعالج ما استطاع الى ذلك سبيلا، كما وقف عند الايادي البيضاء للمفتش سي محمد حسينة، على منشطات و منشطي التربية غير النظامية تأطيرا واعدادا لامتحانات الدخول الى مراكز مهن التربية و التكوين، و قد تفوق الكثير منهم، ووفقهم الله بحفظه، و بفضل الاستاذ المفتش محمد صالح حسينة الذي ضحى كثيرا من أجل وطنه ووزارته و اكاديميته بني ملال-خنيفرة. واعتذر السيد الصواف للحاضرين عن تخلف السيد المدير الاقليمي عن هذه المناسبة العزيزة المخصصة لانسان نقدره كل التقدير بسبب التزامات مع لجن مقابلات رؤساء المصالح.
السيد أحمد بن هنيني احد الاساتذة الذين تأثروا بفلسفة الأستاذ المفتش، و اعجبوا بادواره التواصلية و الاجتماعية و التربوية و الانسانية. تناول الكلمة في دفعتين: في المرة الاولى باسم اطر المؤسسات الثلاث شاكرا و منوها بالمفتش المحتفى بتقاعده، و اعتبر "الاحالة على المعاش" خسارة كبرى للمدرسة العمومية التي طالما نادى استاذنا سي محمد بالتعبئة من اجل انقاذها من سكتة قلبية اتية لا مفر منها اذا بقيت دار لقمان على حالها تتجاذبها الاطماع الشخصية و التجاذبات السياسية.
و هو نفس الرأي الذي شاطره اياه زميله عضواللجنة الثلاثية السيد الحسين بوربيتان الذي عمل ضد الساعة في صمت و نكران ذات لانجاح هدا العرس الكبير. لقد سجل السيد "بوربيتان" شهادة موضوعية في حق استاذنا الكبير، حينما أشار الى زياراته الميدانية الناجحة و تأطيراته المتسمة بالجودة و الجدة و الجدية... حيث اعتبر ان ازمة المدرسة لا يتحملها طرف واحد فقط كما يحلو لبعض الناس فعله.
لقد علمنا الاستاذ "سي محمد حسينة" ان الظاهرة التربوية مركبة و معقدة تتداخل فيها اطراف و عوامل متعددة و متنافرة، ومن الصعب الالقاء باللائمة على جهة دون اخرى... فالكل يتحمل المسؤولية ولكن بنسب مختلفة.
المداخلة الثانية للسيد احمد بنهنيني الناطق الرسمي باسم اللجنة المشرفة على هذا الحفل الذي كان اسما على مسمى، ولم يكن ابدا لحظة تأبين كما يريد بعض الناس الذين يرتبط التكريم في قاموسهم بالبكاء و الاسف و الندم و الاحباط و التشاؤم، فالاستاذ المكرم محمد حسينة كان مبتسما كعادته، رزينا في كلامه، واثقا من نفسه، مؤمنا بالحديث النبوي :"ما شاء الله كان و ما لم يشأ لم يكن"حاضر البديهة كعادته.
أقول ان المداخلة الثانية لهذا المربي الكبير تميزت بتقديم ورقة تعريفية للاستاذ المفتش المؤطر و هي عبارة عن سيرة ذاتية c.v . كما تطرق الاستاذ بنهنيني الى نيات الاستاذ المستقبلية، و علاقاته ببعض الشخصيات التي تفاعل معها بشكل قوي و خاصة: ذ.محمد الجابري/ ذ.المهدي المنجرة /ذ.محمد جسوس /ذ.التهامي الخياري/ ذ.عزيز بلال/ ذ.بول باسكون/ ذ.محمد بوبكري/ ذ.التهامي الكمرة/ ذ.محمد علوش/ ذ.الامام الفكيكي/ ذ.المعطي الواضحي /ذ.ة.سعيدة ازوار/ ذ.ة.مليكة برادة.
ولن ينسى مفتشنا الكريم بصمات بعض الاساتذة في التعليم الابتدائي في تكوين شخصيته مثل المرحوم عبد الرحمان الحسني ذ.محمد الدكالي ذ.ماني الحاج ، ذ.الناجي بوبكر ذ.عبد الحفيظ كروم و بالاعدادي كان الاستاذ محمد حسينة معجبا ببعض الاساتذة الفرنسيين مثل: Mr.Besson / Mme.anatte / Mme.morin "علوم طبيعية" Mme.Gallion
لكن الاستاذ محمد صالح حسينة المفتش و المؤطر و المكون و المصاحب.... قد فاجأ الجميع بكلمة مرتجلة، و لكنها هادفة الى اقصى الحدود، فقد حملت رسالات لمن يهمهم الامر من الحاضرين و الغائبين عن هذا الاحتفال التاريخي الذي قلما يجود به الزمان بمثله، و كأني به يخاطب الغائب عبر الحاضر ممررا شفرات من الصعب على الضيوف التقاطها ما داموا لم يعاينوا الاستاذ المفتش في لقاءاته الكبرى.
لقد شكر الاستاذ الجميع، ووضعهم اما اشكالية عدم توديعه لهم في الوقت المناسب ، كما ذكر بأن التكريم لا يتقادم، و أن التقاعد لا يعني نهاية النشاط ، أو مغادرة الدنيا الى الاخرة... و على كل انسان الاستعداد لهذه المرحلة نفسيا بكيفية قبلية حتى لا يصيبه الاكتئاب او تتمزقه الوحدة، او تخترقه الامراض الانتهازية بسبب انصراف الناس عنه. كما اشاد بالمديرين الحاضرين هنا بأنس بن مالك، و ذكر مناقب كل واحد منهم. (وخاصة السيد صالح مناش ، و السيد محمد حجاج) ، و طالبهم بالاقتراب من الاساتذة، و العمل عل حل مشكلاتهم على قاعدة رابح/ رابح. كما نوه بالاساتذة المساهمين و غير المساهمين بهذه المناسبة ، و ناشدهم الابقاء على شعرة معاوية مع الاباء ، مشيرا الى ان الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية، كما وجههم الى اهمية التفاعل مع المتعلمين (و هي كفاية من كفايات استاذ القرن 21) ... فالمتعلم بريء حتى تثبت ادانته و كل متعلم قابل للتعلم ، و مهيأ للنجاح.... اذا اتيحت له شروط التعلم ، و تدرج في مسببات النجاح.
كما نبه السيد محمد صالح حسينة الحاضرين بأنه قدم ضريبة النجاح غالية بكل المقاييس، فقد كاد ان يفقد حياته مرات عديدة في طريقه ، أو اثناء عودته من العمل.. خاصة و انه منذ سنة 1993 و الى سنة 1997 كان يقضي بكل فرعية على حدة، ليلة او ليليتن بكيفية دورية... و بأغبالة انزلقت السيارة او كاد ت مرات عديدة في المنعرجات... و أحيانا تغرق عجلاتها في الاوحال و الثلوج و تارة اخرى قد تهاجمك الفيضانات او الثعابين او الرياح او الكلاب و انت تهم بدخول وحدة من وحدات المدرسية، او حتى داخل سيارة المصلحة.... ولكن الله سلم في كل الاحوال. كما ذكر السيد المفتش بمناقب الاستاذ محمد الصواف رئيس المصلحة التربوية، ووصفه بالشاب القادر على صنع المزيد من التطور الايجابي مستقبلا. هذا و قد توقف الاستاذ محمد حسينة عند فلسفته التربوية، و منهجيته البيداغوجية ، و تصوراته الذاتية للعملية التربوية.... و هي التي افضت الى نجاحه في مهامه بشهادة القاصي و الداني، و لا نقول الصديق و العدو، لانه لم يكن له عدو أبدا.... خاصة و أنه كان معجبا بفلسفة الملك الحسن الثاني رحمه الله في استمالة الخصوم، و اتخاذهم اصدقاء، كما فعل مع المناضل عبد الرحمان اليوسفي.
لقد نبعت قناعة السيد محمد حسينة من المدرسة الانسانية التي خصها بأحاديث شيقة و طويلة طيلة حياته المهنية على مستوى التفتيش. و لن تفوتنا الفرصة لنشيد الاشادة المستحقة بالاستاذ المحتفى به (بطلب ملح من جميع تلامذته كبارا و صغارا.) لانه علمنا المنهجية الوسطية، اي الاعتدال في التعامل و التوازن بين الاقوال و الافعال ، و التكيف مع المستجدات، و التأقلم مع البيئة، و ممارسة النقد البناء، و محاربة التيئيس و العدمية، و التفاؤل في الاوقات الصعبة ، ورفض التهوين او التهويل لانهما وجهان لعملة واحدة اسمها الاستهتار.
كما كان الاستاذ ينوه بالعلماء و العظماء الذين قدموا خدمات للانسانية من امثال : سيجموند فرويد ,/ اريك برن ,/ جان بياجي ,/ غوردن البورت ,/ هوارد غاردنر ,/ ادغار موران ,/ جون ديوي ،/ ابن خلدون ،/ ابن سينا... و غيرهم كثير. و طبعا في مقدمة هؤلاء هناك محمد رسول الله الذي ختمت به الرسالات السماوية و بعث للعوالم كلها بكائناتها المتنوعة ( وما أرسلناك الا رحمة للعالمين) الانبياء .
و خلاصة القول: لقد كان لزاما ان نذكر بالاطر المرجعية لهذا الاحتفاء الرائع و النوعي الذي جاء في وقته ليكرس ثقافة الاعتراف و الشكر التي تتراجع في المملكة المغربية من سنة لاخرى بشكل مخيف لتحل محلها ثقافة الانتهازية و الانانية و البراغماتية مع الاسف....
ومع ذلك فلا زال الخير في امة محمد صلى الله عليه و سلم الى يوم الدين :" و لتكن منكم امة يدعون الى الخير." فالله تعالى قال :" وقليل من عبادي الشكور."
و الرسول الكريم يتبنى هذه الاية، و يزكيها بقوله :"من لا يشكر الناس لا يشكر الله." و في باب اخر يروى عن الصادق المصدوق انه قال :" من اسدى اليكم معرووفا فكافئوه، وان لم تجدوا فادعوا له."
لذلك فنحن نعتبر ان هذا التكريم جاء في وقته مثمنا مجهودات 36 سنة من الخدمة في قطاع التربية و التكوين بتفان و اخلاص و مسؤولية و بكفايات كبيرة ، و بقدرات هائلة ، و مؤهلات علمية ابان عنها السيد محمد صالح حسينة مشكورا. فله منا اسمى الاعترافات .
وفي الاخير وجب التذكير بملامح شخصية الاستاذ المربي المكون ، المفتش المؤطر ... التي ساهمت في نجاعة اسلوبه التربوي الحياتي دوما و ابدا :
1. تشبته باية مكارم الاخلاق حتى في احلك الظروف : ( خد العفو و امر بالعرف ، و اعرض عن الجاهلين ) سورة الاعراف.
2. ايمانه بدور القائد القدوة في تطوير الامور نحو الافضل ، و اسلوب القيادة الرشيدة يندرج ضمن قوله تعالى :( ادع الى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي احسن.)
3. تنزيله لاية العدل في أقواله واعماله ، و استحضاره لها في السر و العلن: " وان عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به " (النحل).
4. ترجيحه لكفة الصبر على كفة العدل: " ولئن صبرتم لهو خير للصابرين" (النحل). "ادفع بالتي هي احسن".
5. استحضاره لاية الديمقراطية و الحكامة في منهجيته و اساليبه العملية: "فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره".
6. اقواله لا تناقض افعاله، و لقد افضى ذلك التفاعل بين الاقوال الحكيمة و تطبيقاتها المجالية ، وهذا التلاحم بين الفعل و خلفياته النظرية الى صنع شخصية ذات مواقف ؟، و صاحب قيم ايجابية ... و كل ذلك لا يمكن الا ان يجتمع في استاذنا الذي يطبق في حياته قولة روزفلت :" الشجاعة لا تعرف المستحيل".
7. ايمانه بانه من المحال ارضاء كل الناس في جميع الاحوال... فبعض الناس جبلوا على الشح و الشر ، و كبرت في انفسهم الانانية ، و استبدت بهم الانتهازية ، ولذلك فمن شبه المستحيل طلب الخير من هؤلاء ، الا من تاب او رحمه الله.... و في مثل هؤلاء قال الشاعر:
و طالب الخير من غير اهله كطالب الثلج من ابليس في سقر.
8. و مع ذلك فمفتشنا الكريم المكرم لطالما امن بفكرة فولتير :" افضل طريقة لالزام الناس ان يقولوا فينا خيرا، هي ان نصنع الخير".
9. ولذلك كانت فلسفته في النظام التربوي مستقاة من فكرة نابليون بونابرت:" من قال :لا اقدر، قلت له: حاول. ومن قال: لا اعرف ، قلت له : تعلم. ومن قال: مستحيل ، قلت له : جرب." و هي مبنية على قيم اوردها الشاعر: ازرع جميلا ولو في غير موضعه فلا يضيع جميل اينما زرعا.
10. و فيما يلي مقتطفات من لقاءات و ندوات 2016م للمفتش التربوي السيد محمد حسينة ، و هي لقطات تبعث روح الامل في نفوس اطفالنا و شبابنا و استاذاتنا و اساتذتنا ، و في روح كل من كان له قلب او القى السمع و هو شهيد.
وهي هديتنا الى الثلاثي الرائع: احمد بنهنيني ، الحسين بوربيتان ، حفيظ الغطيس، و الى مديريهم و تلامذتهم و زملائهم ، و كل الحاضرين في هذا الحفل التكريمي الرائع.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.