بينما تستمر تفاعلات التوتر في العلاقة بين المغرب وإسبانيا، التي أججها استقبال هذه الأخيرة إبراهيم غالي، قام مجموعة من المفكرين والأساتذة الجامعيين والصحافيين والمواطنين بشكل عام من اسبانيا والمغرب، بتوقيع عريضة تهدف إلى تثمين الجهود من أجل استعادة العلاقات المغربية الإسبانية القائمة على الثقة والاحترام . وحسب نص العريضة التي توصل موقع وقناة كاب 24 تيفي، بنسخة منها فإن الأزمة المغربية الإسبانية الحالية، أدت إلى تصعيد كلامي مقلق سمته العتاب والإختلافات، كما انتشرت في الضفتين خطابات واحالات وأفكار مسبقة قديمة ساهم في انتشارها الفضاء الاعلامي وشبكات مواقع التواصل الاجتماعي. وأضاف الموقعون ". إن استحضار فترات الحروب في تاريخنا المشترك وإبراز أوجه العداء فقط طريق خطير يتعارض مع المنطق الإنساني ومع موروث التعايش الديني والتبادل الثقافي التي بنيناها، نحن شعبا الضفتين، طوال الحقب الماضية". وشدد الموقعون على العريضة "اننا اليوم أمام خطاب راديكالي وغير ضروري يرمي إلى القضاء على جهود الحوار والبحث والفهم المتبادل التي يبذلها المجتمع المدني والطبقة المثقفة في إسبانيا والمغرب". واعتبر الموقعون على العريضة أنه لا يمكن للخلافات السياسية أن تتحول إلى عقبة تعرقل استمرار العلاقات والروابط القوية التي تجمع الشعبين المغربي والاسباني، على العكس من ذلك، ينبغي أن تكون أداة من أجل تطويرها أكثر فأكثر. كما وجهوا دعوة الى المجتمع المدني في ضفتي مضيق جبل طارق إلى تسخير قدراته الفكرية وحسه الإبداعي من أجل بناء بدائل تعايش جديدة وتقديم إسهامات بناءة من أجل موروث خصب فيه الخير العميم للمجتمعين معا. وطالبوا من الأشخاص ذوي النوايا الحسنة في الضفتين إلى الانضمام إلى جهود استرجاع علاقات إسبانية-مغربية قائمة على الثقة المتبادلة والاحترام. وختموا العريضة بضرورة رفض الخطابات الخاطئة والمسمومة الذي تستعمله بعض الجماعات الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي، القائم على الأخبار الزائفة والتلاعبات الكيدية، التي لا تسعى سوى إلى إحياء النزعات المعادية للأجانب . وختموا العريضة بالقول" نراهن على التعاون المتين بين منظمات المجتمع المدني في ضفتي مضيق جبل طارق، حتى يكون إسهامنا توافقيا وجماعيا ومفيدا لشريحة واسعة من مواطني الضفتين".