رفض البنك الأوربي للاستثمار منح المغرب قرضا ب 400 مليون أورو. وقالت يومية "ليزيكو كوتيديان" في عددها الصادر يوم الإثنين، إن هذا القرار يعتبر الأول من نوعه منذ ثلاثين سنة في علاقة البنك بالمغرب. وحسب نفس اليومية فإن القرض كان سيخصصه المكتب الوطني للسكك الحديدية من أجل استكمال ربط خط "طنجة- الرباط" للقطار السريع "تي جي في" الذي يتوقع أن يكون جاهزا في سنة 2016. ونسبة إلى نفس اليومية فقد اعتبر مراقبون قرار البنك برفض منح المغرب قرضا "أمرا غريبا"، خصوصا أنه جاء بعد شهر ونصف زارت خلاله المغرب بعثة من البنك الأوربي للاستثمار، وقامت خلال زيارتها بجولة في كل أوراش العمل التي يمولها البنك الأوربي، وأبدت ملاحظات حول تأخر إنجاز بعض المشاريع، لكن في المقابل نوهت بشكل عام بالأعمال الجارية على مستوى الأوراش التي مولها البنك. يذكر أن البنك الأوربي للاستثمار مؤسسة أوربية لتمويل المشاريع الخاصة بالبنية التحتية في أوربا وفي دول الجوار الأوربي. و من خلال الوضع المتقدم الذي يتمتع به المغرب في علاقته مع الاتحاد الأوربي، يوجد المغرب في وضع يجعله مرشحا للاستفادة من القروض التي تمنحها هذه المؤسسة لدعم السياسات العمومية. لكن في اجتماع مجلسه الإداري الأخير، رفض البنك الأوربي للاستثمار تمويل مشروع الخط السريع طنجة- الرباط ، حيث تم التصويت على قرار الرفض ب 52 في المائة من طرف أعضاء مجلس البنك. فرضيات متعددة وحسب نفس اليومية فلم تتوفر لحد الآن معطيات واضحة حول خلفيات هذا القرار الذي اتخذه المجلس الإداري للبنك الأوربي للاستثمار. وتساءلت اليومية: هل هذا الرفض يخفي صراعات تجارية داخلية في أوربا؟ يذكرأن حرب البينة التحتية وخاصة "تي جي في" هامة، خاصة بعد أن تفوقت اسبانيا على فرنسا وألمانيا في هذه المسألة. كما تساءلت اليومية عما إذا كان مجرد عدم الامتثال لطلب القرض، تلقائيا أدى إلى رفض البنك الأوربي؟ فحسب فليب دي فونتين، نائب رئيس البنك "نعطي الأولوية للقروض التي تذر الدخل أكثر من إمكانية تحصيلها في ما بعد". الفرضية الثانية التي أوردتها اليومية هي فوز شركة "الستوم" الفرنسية بعقد القطار السريع بدون طرح المشروع في إطار طلب عروض دولي، حيث تم تفويته إلى فرنسا بدون منافسة بعد زيارة الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي إلى المغرب في أكتوبر 2007. وقالت اليومية إنه سبق أن عبرت مجموعة من الدول الأوربية الممثلة في البنك الأوربي عن رفضها للطريقة التي فازت بها الشركة الفرنسية بعرض الخط السريع "تي جي في" بالمغرب.