في غياب مقاربة أمنية واضحة: القليعة فوضى السير والجولان إلى أجل غير محدد.
شعب بريس- سعيد مكراز يعرف المقطع الطرقي للطريق الإقليمية الرابطة بين بيوكرى وأيت ملول، على مستوى مدينة القليعة، أزمة سير خانقة غير عادية، ويبقى المساء هو أحلك الساعات لمستعملي هذه الطريق، إذ يعتبر الداخل إليها مفقودا والخارج منها مولودا. فعلى امتداد حوالي 4 كلم يضطر مستعملو هذه الطريق خوض كافة أشكال الانتظار، وسبب ذلك الفوضى العارمة لحركة السير والجولان بالمدينة، فعلامات المرور لا وجود لها ومصطلح تنظيم السير، الذي يتكلف به رجال الدرك الملكي بالمدينة في خبر كان. وتبدوا للعيان مظاهر تجعل المدينة تختنق وسط الزحام، فالراجلون لم يعودوا يحترمون الطريق الخاص بالسيارات ويتخذونه ممرا للراجلين، والعربات المجرورة استطاعت تكوين جمعية لها وأصبحت تسير على أرض هذه المدينة بقوة القانون، ومنها ما يستعمل لنقل الركاب إلى أحياء كالخمايس وبن عنفر. وحتى الحملات التي تقوم بها الدوريات الأمنية لا تشمل تنظيم حركة السير اللهم بعض "الباراجات" غير المنظمة والتي تتم بدون لوحات إعلامية، مما يطرح أكثر من علامة استفهام حول مدى قانونيتها ومطابقتها لما حملته المدونة الجديدة. و اتخذت الشاحنات الفضاء المتواجد أمام بناية المقاطعة الحضرية الثانية كموقف لها، وسيطر أصحاب "البيكوبات" على وسط المدينة وجعلوه محطة لهم، رغم وجود علامات منع الوقوف، في تحد سافر للقوانين المصادق عليها. كما أن أرباب حافلات النقل المزدوج يتخذون شوارع المدينة حلبة لاستعراض عضلات سائقيهم في سرعة "خطف البلايص ". ومما يعمق من جراح المشكل بالمدينة الغياب التام لدور لجنة السير والجولان، التي تقوم باجتماعات محتشمة لا تعدو أن تكون قراراتها حبرا على ورقن لانعدام آلية التنفيذ في إشارة واضحة إلى الدرك الملكي والسلطة المحلية. ويرجع المسؤولون بالجماعة سبب تدهور حال هذا المقطع الطرقي، وما يعرفه من إهمال من طرف الجماعة، إلى غياب إرادة حقيقية لدى مصالح وزارة التجهيز التي عليها تسليم هذا الجزء من الطريق للجماعة لتأهيله وتنظيمه حتى يكون واجهة مشرفة لمدينة ألبستها وزارة الداخلية ثوب المجال الحضري بالقوة.