وفي الجزائر، تطرقت الصحف إلى انعقاد تجمع الطوارق بتمنراست، معتبرة أن هذا العمل، في حد ذاته، مثقل بالدلالات، على اعتبار أنه يعكس الفشل الذريع لأولئك الذين حاولوا، بمنطقة الهقار أو انطلاقا من الجزائر العاصمة، وأد مبادرة الأمينوكال (زعيم قبائل الطوارق)، بما في ذلك التشكيك في "مشروعيته" كممثل لجماعته. وكتبت صحيفة (ليبيرتي)، في هذا الصدد، أن هذه المحاولة لخنق دعوته إلى تنظيم تظاهرة للطوارق شكلت إشارة واضحة على الرغبة في وضع حد لهذا النوع من التنظيم المتوارث، ليس من أجل استبداله بنمط للتدبير المحلي، ولكن من أجل تمكين "قيادا" جددا من التوفر على سلطات كاملة بمنطقة يمكن الاغتناء فيها بشتى الطرق، بما في ذلك عبر مراقبة بعض أنواع التهريب.
ولاحظت الصحيفة، في افتتاحيتها بعنوان "هذا الإنذار القادم من الهقار"، أنها المرة الأولى، منذ نيل البلاد استقلالها، التي يعبر فيها الطوارق بشكل علني عن وجود نوايا للاستحواذ التام على السلطة المحلية، والذي قد يمر ، بالضرورة، عبر إقصاء أعيان المنطقة.
من جهتها، كتبت صحيفة (الفجر) أنه على بعد سنة من الانتخابات الرئاسية، يمثل رد فعل قبائل الطوارق إنذارا حقيقيا: فإذا كانت الولاية الرابعة قد شجعت على بروز بعض الطموحات التي من شأنها أن تزعزع الاستقرار بهذه المنطقة الحدودية، فإنه يتعين التساؤل حول التأثيرات التي قد تنجم عن ولاية رئاسية خامسة.
وأضافت أن الطوارق نددوا، خلال تجمعهم، بسياسة "الإقصاء والتهميش" التي تتعرض لها هذه المنطقة، التي تشهد، منذ الانتخابات الرئاسية لسنة 2014، شرخا سياسيا واجتماعيا حقيقيا مع سلطات البلاد.
وأضافت أن الأمينوكال يؤكد أنه لا يمارس السياسة، غير أنه لا يقوم بذلك، رغما عنه بدون شك، لأنه كان سيتم جره إلى هذا الميدان من قبل أولئك الذين يحاولون، منذ أربع سنوات، القضاء على تأثيره.
من جانبها، ذكرت صحيفة (الشروق) أن تجمع الطوارق، الذي كان من المنتظر أن ينعقد بقاعة الرياضات بتهقارت، جرى، في نهاية المطاف تحت الأعين اليقظة للمصالح الأمنية، بدار الثقافة بمدينة تمنراست.
وأضافت أن قاعة العروض، التي غصت عن آخرها، تبين أنها ضيقة للغاية من أجل احتواء الحشود التي ضمت أعيانا وزعماء قبائل، قدموا من مختلف أنحاء الهقار للمشاركة في التجمع، مبرزة أن هذا الأخير تميز بحضور الأمينوكال، أحمد إدابر، وأبناء أخ سابقه، وكذا العديد من الشخصيات المحلية، الذين يبدو أنهم سعوا إلى وضع حد للتسلط الإداري متعدد الأشكال الذي تتعرض له ساكنة المنطقة.
بدورها، ذكرت صحيفة (الوطن) أن هذا التجمع سعى إلى أن يشكل أفضل رد على أولئك الذين يستغلون الطوارق للبقاء في القيادة إلى الأبد، مشيرة إلى أن الأمينوكال، وفي رسالته الموجهة إلى أعلى السلطات بالبلاد، لم يطالب فقط باحترام مكانته التقليدية، ولكن أيضا صفته كمستشار بخصوص القضايا المتعلقة بهذه المنطقة الجيوستراتيجية.
وأضافت أن المتدخلين أجمعوا على المطالبة بإعادة تأهيل وضع زعيمهم الروحي، قبل أن يعبروا عن معاناتهم اليومية في غياب الحد الأدنى من ظروف العيش في بلداتهم وقراهم.