من لا يعرف عبد الله البقالي، لايمكن ان يفهم عداءه لبعض وسائل الاعلام وعقدته النفسه تجاهها، والتي افتضح أمرها هذه الايام بمناسبة انفجار الازمة داخل النقابة الوطنية للصحافة المغربية التي يقودها باستبداد من خلال منطق العشيرة والاستقواء بالمريدين. فالرجل له عداء قديم مع بعض وسائل الاعلام المغربية التي يطلق عليها تهمة "مسخرة"، كلما كشفت أمره وانتقدت سلوكاته الديكتاتورية داخل النقابة، وبالتالي فهو لا يصلح أن يكون ممثلا لها داخل المجلس الوطني للصحافة باعتبار أن هذه المؤسسة مكان للحكماء وليس لمن يريد تصفية الحسابات.. فمن خلال ماسننشر مستقبلا نتساءل ومعنا العديد من الأصوات، هل سيمثل البقالي حزب العدالة والتنمية في المجلس الوطني للصحافة، أم سيمثل حزب الاستقلال أم يمثل نفسه أم يمثل تيار الحاقدين على مؤسسات الدولة وبعض المواقع والصحف التي يسميها مسخرة.
وإليكم بعض مواقف البقالي التي صدرت عنه بداية العام المنصرم، وفيها يظهر مغازلتة فاضحة لحزب العدالة والتنمية وحبا أعمى لبنكيران، الى حد تقبيل الارجل لهذا الشخص، وذلك رغبة في تقليد منصب وزير الثقافة والإتصال عن حزب الاستقلال، كما كان يتوهم آنذاك:
أكد عبد الله البقالي عضو اللجنة التنفيذية لحزب استقلال، أن المستهدف من بلوكاج تشكيل الحكومة هو الشرعية الانتخابية، وليس ابن كيران كشخص، وأن هناك من يريد أن يسترجع بالسياسة ما خسره في الانتخابات، داعيا إلى تكريس وتقديس الشرعية الانتخابية اليوم ومستقبلا.
وقال البقالي، لا أتفق بتاتا مع الأصوات التي تعتبر ابن كيران جزءا من البلوكاج، اللهم إذا أراد البعض أن يقدم اجتهادا غريبا، معتبرا أنه (ابن كيران) يمثل الإرادة الشعبية، نظرا لكون حزبه هو الذي تصدر نتائج الانتخابات التشريعية الأخيرة، مستغربا "لا أفهم كيف يريدون تجاوز الشرعية الانتخابية، فحزب العدالة والتنمية، سواء أحببناه أم كرهناه يجب نحترم حصوله على المرتبة الأولى في الانتخابات".
وأضاف البقالي، يجب أن نتعامل مع هذا الأمر بهذا المنطق، وليس بالمنطق الذي تروجه بعض وسائل الإعلام المسخرة التي تقول إن ابن كيران غير مرغوب فيه، وأن العدالة والتنمية، يشكل خطرا على الدولة وعلينا جميعا، متسائلا: "وإلا لمٓ تصلح الانتخابات ولمٓ خسرنا كل ذلك الجهد في السابع من أكتوبر؟".
وفي السياق ذاته، أوضح القيادي بحزب "الميزان" في حوار له مع يومية "المساء" ضمن عددها لنهاية الأسبوع الحالي، أن هذا النقاش خاطئ وملغوم وسيضر بالمغرب وسيعرقل الانتقال الديمقراطي، معتبرا أن الجهة الوحيدة المخول لها تقييم أداء حزب العدالة والتنمية، هي الإرادة الشعبية، أما غير ذلك فيدخل ضمن باب العبث السياسي.
وعلاقة بحصر رئيس الحكومة المكلف، التحالف الحكومي المقبل، بعد التطورات السياسية الأخيرة في أربعة أحزاب دون الاستقلال، أوضح البقالي أن حزب الاستقلال تفهم الظروف التي مر منها المغرب عندما اتخذ ابن كيران هذا القرار، كما تفهم أيضا معاناة العدالة والتنمية على هذا النحو، مؤكدا أن قيادة "الميزان" لا تنظر بسلبية كبيرة لما قرره رئيس الحكومة المعين.