اعتبرت رئيسة جامعة الحسن الثاني- الدارالبيضاء عواطف حيار أن الخطاب، الذي وجهه صاحب الجلالة الملك محمد السادس للأمة بمناسبة عيد العرش المجيد، يؤسس لمرحلة مغرب الأمل المبني على الانفتاح ومسايرة العصر ومتطلباته، والتي سيكون مدخلها صياغة النموذج التنموي الجديد . وقالت، إن هذه المرحلة، التي حدد الخطاب الملكي ملامحها الكبرى، تؤسس في العمق للارتقاء بالمغرب لمصاف الدول المتقدمة والمنفتحة على محيطها ، والتي تسودها العدالة المجالية والاجتماعية، وتتوفر فيها ظروف العيش الكريم لكل أفراد المجتمع .
وأشارت، في السياق ذاته، إلى أن قرار جلالة الملك المتمثل في إنشاء لجنة مكلفة بالنموذج الاقتصادي نابع من الرغبة في إشراك الكفاءات الوطنية بالقطاعين العام والخاص في بلورة هذا النموذج، انطلاقا من تخصصاتها المعرفية المتنوعة.
ولفتت إلى أن جودة ونجاعة النموذج الاقتصادي الجديد ، كما يريده جلالة الملك، تبقى في حاجة عاجلة لثورة ثلاثية الأبعاد ( التبسيط والنجاعة والتخليق)، معتبرة أن نجاح هذا الخيار- كما جاء في الخطاب السامي- يقتضي بالضرورة انخراط المواطن المغربي كفاعل أساسي ، وكذا جيل جديد من المسؤولين من ذوي الكفاءات العالية المستوى، والتي تتحلى بروح المسؤولية، وعقليات جديدة قادرة على مواكبة التطور المنشود.
وقالت إن المرحلة الجديدة التي تتطلع إليها المملكة هي امتداد لمرحلة سابقة اتسمت على مدى عشرين سنة بسلسلة من الإصلاحات الجوهرية التي عرفها المغرب في عدة مجالات بما فيها البنية التحتية، ومسلسل المصالحات الوطنية، والخيارات الاستراتيجية اقتصاديا واجتماعيا.
ومن بين هذه الإنجازات الكبرى المهيكلة هناك توسيع شبكة الطرق السيارة، وإطلاق القطار فائق السرعة ، وتطوير الموانئ والمطارات، فضلا عن النجاح الذي تحقق على مستوى مسلسل الإنصاف والمصالحة ومأسسة الخيار الديموقراطي والإصلاحات المؤسساتية والديموقراطية، والجهوية المتقدمة ودستور يوليوز 2011 .
أما على صعيد الخيارات الاستراتيجية الكبرى ذات البعد الاجتماعي والاقتصادي، فقد عرف المغرب قفزة نوعية على الخصوص في مجال الطاقات المتجددة والنجاعة الطاقية والتنمية البشرية.