العرائش أنفو سعيد ودغيرى حسنى قل لمن يسأل عنا إننا أبناء الجمال إذا ارتحل وورثة الفن حين يتعب الزمن نحمل معنا الذاكرة ونسير بها دون ضجيج فنصنع الحضور حتى في أكثر الأماكن برودة قل له إن المغرب لا يُقاس بالمسافة بل بالأثر ولا يُختصر في حدود لأن روحه أوسع من الخرائط في سانت بطرسبورغ مدينة الأساطير حيث القصور تقف مثل حراس التاريخ وحيث الأرستقراطية الروسية نسجت مجدها بين الثلج والذهب برز اسم المغرب لا غريبا ولا طارئا بل أصيلا كحجر الأساس وثائقي يعرض بهدوء لكنه يوقظ دهشة عميقة يكشف قاعة من القرن التاسع عشر الأكثر فخامة الأكثر هيبة تحمل اسما لا يشبه الجغرافيا المحيطة قاعة الاستقبال المغربية ليس الاسم زينة لغوية ولا نزوة إعجاب عابر بل شهادة تاريخية على أن الفن المغربي كان مرجعا للذوق الرفيع ومصدرا للإلهام حين كانت الإمبراطوريات تبحث عن معنى الفخامة لا عن تكديسها الأقواس المقوسة النقوش الدقيقة توازن الضوء والظل كلها تتكلم لغة واحدة لغة الجنوب الحكيم الذي يعرف أن الجمال يُبنى بالصبر ويُخلَّد بالبساطة المتقنة هنا لم ينتقل المغرب بالسفن ولا بالقوافل بل عبر الفكرة عبر المهندس الذي انبهر وعبر النبيل الذي اختار وعبر عين عرفت الفرق بين الزخرفة والفن الحقيقي النخبة الروسية حين بحثت عن التفرد لم تجد ضالتها في التكرار الأوروبي بل في روح أخرى قادرة على الجمع بين الفخامة والسكينة بين الغنى والاتزان فوجدت المغرب واليوم حين يشاهد العالم هذه القاعة لا يكتشف خبرا جديدا بل يعيد قراءة التاريخ ويفهم أن ما صُنع بإتقان لا يبهت وأن الفن الذي يحترم نفسه يسافر عبر القرون دون جواز المغرب حين يحضر لا يفرض نفسه بل يُحتفى به لا يشرح جماله لأن الجمال الصادق يُفهم دون شرح قل لمن يسأل عنا إننا مررنا من هنا وتركنا أثرا ليس حجرا فقط بل روحا