أفاد المعهد الوطني للجيوفيزياء، التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني (CNRST)، بتسجيل نشاط زلزالي في إقليممكناس خلال الساعات الماضية، تمَثل في هزتيْن أرضيتين شعر بهما السكان في مناطق مختلفة من الإقليم، وكذا في مناطق مجاورة في جهة فاس- مكناس؛ بلغت إحداهُما 4,1 درجة. وفي تصريح لجريدة "هسبريس" الإلكترونية، أوضح ناصر جبور، مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، أن المنطقة شهدت هزتين متتاليتين؛ إحداهما صباح اليوم الخميس، سبقتها هزة محسوسة أولى قبل حلول منتصف الليل بدقائق معدودة، وتحديدا عند تمام الساعة الحادية عشرة و43 دقيقة و29 ثانية بتوقيت المملكة (GMT+1). وفي التفاصيل، أفاد جبور بأن الهزة الأولى، التي رصدها المعهد مع منتصف ليل "الأربعاء- الخميس"، كانت هي الأقوى ب4,1 درجة على مقياس ريختر، حيث شعر بها المواطنون بوضوح، و"يمكن اعتبارها رئيسية"، حسب توصيفه. في وقت تعد الهزة الثانية التي وقعت صباح اليوم الخميس، عند تمام الساعة الثامنة و5 دقائق و6 ثوان؛ "لكنها كانت بقوة أقل من سابقتها" (2,7 درجات)، وفق إفادته. معطيات رسمية، توفرت ل هسبريس انطلاقا من نشرتي الرصد بالمعهد ذاته، أفادت بأن "الشبكة الوطنية للرصد والإنذار الزلزالي سجلت الهزتين ضمن تصنيف هزة محسوسة" (Ressentie)"، محددة مركز الهزة في جماعة "عين كرمة"- منطقة واد رمان، إقليممكناس، على عمق يصل 11 كيلومترا بالنسبة للأولى و25 كيلومترا للثانية. وأكد المسؤول ذاته أن القراءة التقنية لهذه الهزات تشير إلى أن الهزة الأولى التي حدثت في منتصف الليل تعتبر "هزّة رئيسية"؛ بينما تُصنف الهزة التي تلتها صباح اليوم ك"هزة ارتدادية" ناتجة عن تحرر الضغط في القشرة الأرضية بالمنطقة. تغيّر التركيبات الجيولوجية أفاد ناصر جبور، مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، بأن النشاط الزلزالي الذي شهدته بعض المناطق مؤخرا (مثل مكناس) يعد امتدادا للتغيرات الجيولوجية التي خلّفها زلزال الأطلس الكبير عام 2023. وأوضح جبور أن "المنطقة المعنية أمس وصباح اليوم، رغم ندرة نشاطها الزلزالي تاريخيا، سجلت بعض الهزات المتفرقة في سنوات ماضية". وأشار الخبير في علوم الزلازل إلى أن "عودة النشاط الزلزالي في مناطق متعددة من المغرب يعزى بشكل مباشر إلى تأثيرات زلزال شتنبر 2023، مؤكدا أن "زلزال الأطلس الكبير أثّر بشكل ملموس على كافة التراكيب الجيولوجية داخل المغرب، وامتدت هذه التأثيرات الجيولوجية لتشمل حتى المناطق الواقعة في عرض المحيط الأطلسي". وتفاعلا مع سؤال لهسبريس، علّق مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء بأن "أجهزة المراقبة رصدت هزتين فقط في المنطقة المعنية بمكناس، حتى حدود الساعة". وأضاف المسؤول عينه عينه: "لا توجد مؤشرات حالية على وجود هزات إضافية، وسط آمال بأن يقتصر النشاط على ما تم تسجيله". تحديات التنبؤ في سياق متصل، شدد ناصر جبور على "الاستحالة العلمية للتنبؤ بموعد وقوع الزلازل، سواء على المدى القريب أو المدى المتوسط". وعزا مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء ذلك إلى "طبيعة النشاط الزلزالي الذي قد يظهر فجأة في منطقة ما، ثم يختفي دون مقدمات". ودعا المسؤول عينه "المواطنين إلى ضرورة اتباع الإرشادات التالية لضمان السلامة العامة مع أخذ الحيطة والحذر: الالتزام الدائم بالتدابير الاحترازية اللازمة في التعامل مع الهزات". كما لفت ناصر جبور إلى أهمية "التعامل بحكمة وضرورة التصرف بتفكير وتأنٍ وتجنب السلوكيات العشوائية أثناء وقوع الهزة"، مطمئنا بأن "تفادي الهلع وضبط النفس وتجنب الذعر هي الوصية الأساسية لتفادي الإصابات أو الحوادث الجانبية"، بتعبيره.