سجلت المنظومة المينائية لمدينة طنجة، مستويات قياسية في حركة العبورمتجاوزة التوقعات المعتادة لفصل الشتاء، بالتزامن مع استضافة المملكة لنهائيات كأس أمم إفريقيا 2025. وأظهرت بيانات ملاحية رسمية أن ميناء طنجة المتوسط، الذي يعد المنصة الأولى للحاويات والمسافرين في إفريقيا، استقبل يوم الأحد وحده 15 ألفا و274 مسافرا، فضلا عن 4310 عربات. وتعكس هذه الأرقام وتيرة تدفق استثنائية في هذا الوقت من السنة، حيث تحولت نقطة العبور الرئيسية في المضيق إلى خلية نحل لا تهدأ لاستقبال الوفود القادمة من أوروبا. وفي قلب المدينة، شهد ميناء "طنجةالمدينة" بدوره انتعاشة لافتة، مسجلا دخول نحو 4600 مسافر في اليوم ذاته عبر الرحلات البحرية السريعة الرابطة مع طريفة الإسبانية. ومثلت هذه الحركة الدؤوبة قفزة نوعية في مؤشرات الرواج المينائي بنسبة ناهزت 92 بالمئة مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، وفق ما أفادت مصادر متخصصة في اللوجستيات. ويعزى هذا الإقبال الكثيف وغير المسبوق أساسا إلى تداخل عطلات أعياد الميلاد ورأس السنة مع توافد الجماهير الإفريقية لمتابعة العرس الكروي القاري. وتستضيف طنجة مباريات المجموعة الرابعة في ملعبها الكبير، ما جعلها قبلة رئيسية للمشجعين والزوار الراغبين في الجمع بين السياحة وشغف كرة القدم. ودفع هذا الضغط المتزايد السلطات المينائية في الضفة الإسبانية المقابلة، وتحديدا في الجزيرة الخضراء وطريفة، إلى تفعيل إجراءات استثنائية وعملية "مرحبا مصغرة". واستهدفت الخطوة الإسبانية ضمان انسيابية العبور ومواكبة الارتفاع المفاجئ في وتيرة الرحلات البحرية، تجنبا لأي تكدس محتمل في النقاط الحدودية. ويرى مراقبون اقتصاديون أن نجاح موانئ طنجة في استيعاب هذه التدفقات البشرية واللوجستية يشكل "اختبارا ميدانيا" ناجحا لجاهزية البنيات التحتية للمدينة. وتراهن المملكة على هذه المحطة القارية لتأكيد قدرتها على تنظيم التظاهرات العالمية الكبرى، مستندة إلى شبكة نقل ولوجستيك عصرية تعد طنجة إحدى حلقاتها الأقوى.