أفاد تقرير سنوي لمنظمة «مراسلون بلا حدود» بأن عام 2025 شهد تصاعداً لافتاً في العنف ضد الصحفيين عبر العالم، في سياق يتسم بتنامي الكراهية تجاه المهنة وارتفاع معدلات الإفلات من العقاب عن الجرائم المرتكبة بحق العاملين في الإعلام. ووفق حصيلة المنظمة، قُتل 67 صحفياً خلال العام، تبيّن أن 79 في المئة منهم قضوا في أعمال عسكرية أو على يد جماعات مسلحة أو ضمن جرائم منظمة، ما يشير إلى أنهم استُهدفوا مباشرة بسبب عملهم المهني، وليس كضحايا عرضيين.
وسجّل قطاع غزة أعلى نسبة من القتلى، إذ شكّل الصحفيون الذين لقوا حتفهم هناك نحو 43 في المئة من إجمالي الضحايا، خلال تغطيتهم الحرب المتواصلة، ما يجعل الصحفيين الغزاويين من بين الأكثر عرضة للخطر في العالم، بحسب التقرير. كما أشار إلى استمرار استهداف الصحفيين في أوكرانيا في سياق الحرب مع روسيا، إضافة إلى تسجيل حالات قتل خلال تغطية النزاع في السودان. وفي ما يتعلق بالاعتقالات، أوضحت «مراسلون بلا حدود» أن 503 صحفيين ما زالوا محتجزين في سجون حول العالم بسبب نشاطهم الإعلامي. وتتصدر الصين قائمة الدول الأكثر سجناً للصحفيين، تليها روسيا ثم بورما. كما أفاد التقرير بوجود 135 صحفياً في عداد المفقودين في عدد من الدول، إضافة إلى 20 صحفياً محتجزين كرهائن في ظروف وصفتها المنظمة بغير الواضحة. وخلصت المنظمة إلى أن هذه الأرقام تعكس تدهوراً مقلقاً في بيئة حرية الصحافة على المستوى العالمي، معتبرة أن المخاطر التي تواجه الصحفيين لم تعد تقتصر على النزاعات المسلحة والجريمة المنظمة، بل تشمل أيضاً الإفلات من العقاب وتراجع الالتزام الدولي بحمايتهم، ما يجعلهم أهدافاً متعمدة أكثر من كونهم مجرد شهود على الأحداث.