نعيش في عالم مضطرب معقد تعقيد أزمة العولمة النيوليبرالية الجشعة التي تضرب المجتمعات الصناعية وتضرب معها بحكم التبعية باقي المجتمعات في العالم ، أزمة تكاد تصيب بالدوار ذوي الفكر والرأي والقرار قبل غيرهم فيجدون صعوبة جمة في فهم هذا العالم ومآلاته فضلا عن اتخاذ الاجراءات السليمة لمعالجة أسقام الحاضر ونتوآته للتخفيف من وطأة هذه الأزمة مما يفتح الباب على مصراعيه للشك في المستقبل وعدم الإطمئنان إلى ما سيحدث في الغد بل الخوف منه ومما سيحمل من مفاجآت . العجز عن الفهم الواقع في تعقيداته والعجز في تفكير سبل العلاج للخروج من أزمات العولمة النيوليبرالية المتوحشة والخوف الممزوج بالشك في غد أفضل وفي مستقبل زاهر يفسر هذه العودة القوية إلى السلفيات بمختلف مرجعياتها بالمفهوم السلبي لكلمة العودة. وللأسف الشديد في هذه العودة إلى السلفيات المتشرنقة حول ذواتها تلتمس أجوبة عن أسئلة خطيرة تتعلق بالذات والهوية والحلول لمشاكل العصر مما يؤدي إلى الانكفاء والانغلاق على الذات والتطرف ورفض الأخر المختلف خصوصا إذا كان متهما بأنه مصدر كل الشرور والآلام