رقم معاملات القطاع غير المنظم يصل إلى 527 مليار درهم لكن مساهمته في الإنتاج الوطني تتراجع    مرقد حاخام يهودي يستفيد من الترميم في بغداد    إطلاق قافلة الرياضة في العالم القروي بإقليم ميدلت تحت شعار" العالم القروي في منظومة الرياضة للجميع"    موريتانيا تكشف حقيقة سقوط طائرة الحجاج    امحمد أبا يبرز دينامية الدعم الدولي لمغربية الصحراء ولمخطط الحكم الذاتي    خبراء يحللون أبعاد وأثر البرنامج الحكومي لدعم الكسابة    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الأربعاء    عمر حجيرة يترأس الجمع العام لتجديد مكاتب فروع الحزب بمدينة وجدة    مدير الأونروا: نظام المساعدات الأمريكي في غزة "إلهاء عن الفظائع"    مستحضرات التجميل الصينية.. نموذج للتحول الذكي والتوسع الدولي    تخصيص دعم إضافي استثنائي لفائدة 1,8 ملايين أسرة    زيدان يعلن جاهزيته لتدريب منتخب فرنسا بعد مونديال 2026    استمرار الحرارة في توقعات طقس الأربعاء    الأوقاف: فاتح ذي الحجة غدا الخميس وعيد الأضحى يوم السبت 7 يونيو 2025    وداعاً نعيمة بوحمالة... رحيل قامة من قامات التمثيل والمسرح    نعيمة بوحمالة في ذمة الله    من مارسيليا.. السيناتور الفرنسية فاليري بوير تجدد مساندتها للشعب القبائلي    التلسكوب الفضائي "جيمس ويب" يلتقط صورة جديدة للكون البعيد    البنك الإفريقي للتنمية يتوقع أن يبلغ نمو الاقتصاد المغربي 3.9% سنة 2025    الفنانة نعيمة بوحمالة في ذمة الله    وداعا نعيمة بوحمالة… الساحة الفنية تفقد إحدى قاماتها    الوداد ينهزم وديا أمام إشبيلية… وتحضيرات حثيثة لمونديال الأندية في أمريكا    الدبلوماسية المغربية تحصد ثمار تحركاتها... صفحة جديدة في العلاقات بين الرباط ودمشق    ترامب يجدد الحديث عن "ولاية كندا"    إندونيسيا مستعدة للتطبيع مع إسرائيل    الصين تطلق ثورة حوسبة فضائية: مشروع "كوكبة الحوسبة ثلاثية الأجسام" يضع الذكاء الاصطناعي في مدار الأرض    موريتانيا تتحرك عسكريًا لحماية حدودها وتوجه رسائل حازمة لبوليساريو والجزائر    نفق سبتة يُلهم شركة سينمائية لإنتاج فيلم عالمي    ميناء طنجة المتوسط يُسجل أرقام نمو إيجابية في الربع الأول من 2025    توقيف زوجين بميناء طريفة مطلوبين دوليا كانا في طريقهما إلى طنجة    فويرتيفينتورا تحتفي بالتنوع الثقافي في الدورة الخامسة من مهرجان "ما بين الثقافتين"    الواقع أقوى من الإشاعة    محمد سعد العلمي ضيف برنامج "في حضرة المعتمد" بشفشاون    "فائض مالي" يتيح لجماعة الرباط اقتناء عقارات وإصلاح واجهات بنايات    شركة ايطالية تطلق عملية "مرحبا 2025" وتكشف عن سفينتها الجديدة من طنجة    أين الخلل في تدبير شاطئ رأس الرمل؟    حادثة سير خطيرة بطنجة تُرسل شابين في حالة حرجة إلى المستشفى    بلاغ صحافي : خطة "تسديد التبليغ"    عبير عزيم في ضيافة الصالون السيميائي بمدينة مكناس    تتويج عبد الحق صابر تيكروين بجائزة "زرياب المهارات" تقديرا لمنجزه الفني في مجال التأليف الموسيقي    فرع تمارة للحزب الإشتراكي الموحد يقدم رؤية جذرية لمعالجةالمسألة العقارية بالمغرب    مباراة ودية.. فريق الوداد الرياضي ينهزم أمام إشبيلية الإسباني (1-0)    غيابات وازنة في قائمة الركراكي لوديتي تونس والبينين    كيف تحمون أنفسكم من موجات الحر؟    هل تنتظر المغاربة عقوبات بسبب ذبح الأضاحي؟    بعد أيام من دعوة الفريق الاشتراكي لحضور مديره للمساءلة حول السياسة المالية للمؤسسة ..ONEE يقترض 300 مليون أورو في ظل مديونية جد ثقيلة تفوق 100 مليار درهم    "الكاف" يكشف عن الملاعب المستضيفة لمباريات كأس الأمم الأفريقية للسيدات بالمغرب    حاجيات البنوك من السيولة تتراجع إلى 118,7 مليار درهم خلال أبريل 2025 (مديرية)    الركراكي يعلن ثقته في تتويج المغرب بكأس إفريقيا: "حكيمي سيرفع الكأس"    موجة حر مرتقبة.. طبيب ينبه للمضاعافت الصحية ويدعو لاتخاذ الاحتياطات    الركراكي: تلقينا اتصالات من الأندية من أجل ترك لاعبيهم واخترت فاس لأن المنتخب لم يلعب هناك ل16 سنة    تزامناً مع موجة الحر.. الدكتور حمضي يكشف عن إجراءات مهمّة لتجنب المخاطر الصحية    دراسة: الموز يساعد على خفض ضغط الدم بشكل طبيعي    التهراوي: تسجيل تراجع بنسبة 80 في المائة في عدد حالات الحصبة بفضل حملة التلقيح    الخوف كوسيلة للهيمنة: كيف شوّه بعض رجال الدين صورة الله؟ بقلم // محمد بوفتاس    السعودية: 107 آلاف طائف في الساعة يستوعبها صحن المطاف في الحرم المكي    حجاج التنظيم الرسمي مدعوون للإحرام في الطائرات حين بلوغ ميقات "رابغ"    بلاغ جديد من وزارة الأوقاف للحجاج المغاربة    









محاكمة أمنيين بتيزنيت صنعوا جرائم للابتزاز (الحلقة الاخيرة)

أسدل الستار عن أكبر محاكمة عرفها تاريخ تيزنيت، بإدانة "عصابة الأمنيين"، المحترفين في صناعة الجرائم الجنسية من أجل النصب وابتزاز ضحاياها، وتبرئة باقي المتابعين بالتحريض على الفساد، من بينهم مسؤولون حزبيون وتربويون وأعيان وتجار ومهاجرون كشف المتهمون أسماءهم. وقررت هيأة الغرفة الجنحية التلبسية بابتدائية تيزنيت، بعد أربع جلسات إغلاق الملف الذي تابعه آلاف من خارج المحكمة التي كانت تطوق برجال الأمن منذ الساعات الأولى لأيام الجلسات، وقررت بعد 12 ساعة من النقاش، على الساعة الثالثة والنصف من صباح 22 يناير الماضي، إدانة المتابعين بما مجموعه 17 سنة ونصف سجناوغرامات مالية تجاوزت 140.000.00 درهم.
ابتزاز مسؤول حزبي
واعترف منسق حزب الحركة الشعبية بمدينة تيزنيت أثناء الاستماع إليه، أنه كان بمقر الحزب حوالي الساعة السادسة مساءا عندما فوجئ بإحدى الفتيات تلج مقر الحزب الموجود بشارع الحسن الثاني، مطالبة إياه ببعض المال مساعدة منه لها. وما هي إلا دقائق حتى ولج مكتبه أحد عناصر الشرطة الذي يعرفه حق المعرفة باسم"التباع" وأشعره أنه متورط في جريمة الخيانة الزوجية، وأشعره أنه موضوع شكوك بتعاطي الفساد مستغلا مقر الحزب.
أكدت كريمة أن العملية الأولى التي نفذتها كانت رفقة مفتش الشرطة محمد، وذلك سنة 2010. وكان ضحيتها رئيس مصلحة الشؤون التربوية بنيابة التعليم، تعرفت عليه كريمة، حسب ما أقرت به للشرطة عن طريق صديقها المسؤول التربوي، حيث رافقته إلى منزل بحي النخيل من أجل ممارسة الجنس معه.
وتقول كريمة :" وبوجودنا داخل المنزل، طرق الشرطي محمد الباب وفتحته في وجهه لأني كنت متفقة معه من قبل، وتقدم منا بمفرده مرتديا زيه الرسمي وفوقه معطفا، كان يحمل بيده جهاز راديو شبيه بالذي يستعملونه رجال الأمن،
وحسب الخطة، عمل على توجيه صفعتين لي أمام الضحية، حتى لا تنكشف المؤامرة، كما عمد إلى أخذ هاتفي وهاتف الضحية، وبدأ يحاول الاتصال عبر هاتفه المحمول و(جهاز راديو الشرطة) الذي كان يحمله بيده. والتقط صورا لي صحبة الضحية فوق السرير بواسطة هاتفه المحمول، ثم غادر رفقة الضحية إلى المطبخ لمساومته، إذ تبادلا الحديث هناك دون أن أعرف ما راج بينهما، وبعدها خرج من المنزل".
وفي اليوم الموالي، تضيف كريمة، اتصل بها الشرطي المذكور هاتفيا وكان يسألها عن الضحية إن فطن لمخططهما، فطمأنته، غير أنه لم يمكنها من أي مبلغ مالي جراء العملية دون أن تعرف إن كان فعلا قد تسلمه من الضحية أم لا.
وكانت العملية الثانية لكريمة، حسب إفادتها، بعد العملية الأولى بشهرين رفقة الشرطي محمد، وكان ضحيتها مالك محل معد لبيع الأواني الموجود بالقرب من مدرسة لالة مريم وبالخطة نفسها، إذ سبق لها أن تعرفت عليه عندما اشترت منه بعض الأواني وسلمها رقم هاتفه المحمول وظلت على اتصال به إلى حين أن زارته ببيته الموجود ببناية فوق المحل ومارست معه الجنس مقابل 700 درهم. وبعد أن حاولت الخروج من المنزل رفقته، فاجأه الشرطي بمفرده، وتركها تغادر. بقي بمعية مالك المحل دون أن تعرف لحظتها ما آلت إليه الأمور.
وباشرت كريمة عمليتها الثالثة في صناعة جرائم الأخلاق بشراكة مع مفتش الشرطة، رغم عدم توصلها بمستحقاتها عن العمليتين السابقتين، إذ بعد العملية الثانية ب20 يوما، كان ضحيتها أحمد مسؤول سياسي ورئيس سابق للمجلس البلدي لتيزنيت، الذي قالت إنها تعرفه حق المعرفة وكان يسلمها دائما مبالغ مالية لأنه يعلم حالتها المادية، إذ سبق لها، حسب إفادتها، أن مارست معه الجنس مرتين بمقابل مادي بمكتبه الكائن بحي اليوسفية.
وتحكي كريمة :" في أحد الأيام، زرت كالمعتاد أحمد بمكتبه، وبعد جلوسنا بحوالي 15 دقيقة، وكالعادة، فاجأنا مفتش الشرطة".
واعترف منسق حزب الحركة الشعبية بمدينة تيزنيت أثناء الاستماع إليه، أنه كان بمقر الحزب حوالي الساعة السادسة مساءا عندما فوجئ بإحدى الفتيات تلج مقر الحزب الموجود بشارع الحسن الثاني، مطالبة إياه ببعض المال مساعدة منه لها. وقال إنها كانت ترتدي آنذاك لباسا تقليديا، عبارة عن "ملحاف" حيث استفسرها عن الشخص الذي أرسلها، إلا أنها ادعت أنها حضرت من تلقاء نفسها.
طلب منها الجلوس، وما هي إلا دقائق حتى ولج مكتبه أحد عناصر الشرطة الذي يعرفه حق المعرفة باسم"التباع" وأشعره أنه متورط في جريمة الخيانة الزوجية، وأشعره أنه موضوع شكوك بتعاطي الفساد مستغلا مقر الحزب.
واضاف المسؤول السياسي:"ومخافة تعرضي للفضيحة، سيما موقعي الاجتماعي والسياسي والحزبي، ، أشعرني المعني بأن أخلي سبيل الفتاة، بالرغم من أنني لا تجمعني بها أي علاقة غير شرعية، ولم يسبق لي أن طالبتها بممارسة الجنس معي، وأنها المرة الأولى التي زارتني بمقر الحزب بغية مساعدتها. لقد تبين لي منذ الوهلة، أن الأمر لا يغدو أن يكون تمثيلية محبكة من قبل المعني والفتاة المذكورة بغية الإيقاع بي وابتزازي، وتفاديت الدخول معه في ملاسنات، أو ما شابه ذلك مخافة على سمعتي داخل المدينة، ما دفعني إلى الموافقة على دفع مبلغ مالي لم أعد أتذكره بالذات بغية غض الطرف عني". وأكد أنه كان ضحية عملية للنصب وابتزاز من قبل المعني والفتاة المرافقة له، ومنحه جراء ذلك مبلغا ماليا مهما لم يعد يتذكر قيمته بالضبط، مخافة تعرضه للفضيحة.
أفادت كريمة خلال سردها لمختلف عمليات صناعة الجرائم الجنسية الوهمية بالنصب والاحتيال لابتزاز الضحايا بأن عمليتها الرابعة كانت بتنسيق مع الشرطي الثاني(ياسين) الذي تعرفه منذ مدة طويلة، حيث طلب منها ملاقاته. التقت به على متن سيارة المدعو جامع الذي تعرفت عليه عن طريق ياسين، ودار بين الثلاثة داخل السيارة حديث حول وضع خطة لتنفيذ مجموعة من العمليات عبر اصطياد ضحايا غالبيتهم من المسنين المتقاعدين الذين يتعاطون الفساد، ودائما بالخطة نفسها التي تنهجها كريمة مع مفتش الشرطة محمد، مقابل نصيب مالي.
وافقتهم الفكرة، وبعد مرور أسبوع كان الضحية شخصا في مقتبل العمر اسمه فيصل بمنزل بتجزئة حما. قالت كريمة إنها حصلت على رقم هاتفه المحمول من المدعو جامع وشخص رابع انضم إلى المجموعة، اسمه صالح، وهو شخص متقدم في السن، وطلبا منها إسقاطه في الفخ، وهو ما حصل فعلا، حيث ربطت كريمة الاتصال به، وضرب لها موعدا ورافقته إلى المنزل.
ولما دخلت بمعيته، تضيف كريمة، حضر المدعو جامع بمفرده إلى المنزل وطرقه وفتحه في وجهه الضحية. كان جامع يحمل جهاز راديو شبيه بجهاز رجال الأمن، فيما الشرطي ياسين ظل خارجا، صعد جامع برفقة الضحية إلى الطابق الثاني وبدأ بمساومته. بعدها غادرا المنزل وتركاني وبعد مرور حوالي نصف ساعة عاد الضحية ورافقها إلى مدارة بئر إنزران دون أن يسلمها أي مبلغ مالي. بعدها اتصل بها المدعو جامع وضرب لها موعدا وسلمها مبلغ 2500 درهم نصيبها من هذه العملية بعدها أكد لي أن الضحية ساومه بمبلغ عشرة آلاف درهم.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.