افادت جريدة "الفارو دي مليلية" انه تم يوم الثلاثاء 6 غشت 2025 إجلاء جندي إسباني من صخرة الحسيمة إلى مدينة مليلية بواسطة مروحية، إثر تعرضه لإصابة خلال مهمة حراسة اعتُبرت "روتينية"، في الوقت الذي أثارت فيه رواية متداولة على مواقع التواصل الاجتماعي جدلاً واسعاً حول ظروف الحادث، وما إذا كان ناتجًا عن إجراء تأديبي غير مبرر من طرف مسؤول عسكري. الواقعة، التي كشف عنها حساب مجهول الهوية على شبكات التواصل، تحدثت عن إجبار الجندي المصاب وعدد من زملائه، خلال فترة راحتهم، على التوجه بسرعة إلى مهبط المروحيات لإزالة حواجز معدنية قبل لحظات فقط من هبوط طائرة عسكرية، مشيرًا إلى أن الأمر جاء بمثابة "عقوبة" بسبب التأخر في تنفيذ الأوامر، دون مراعاة شروط السلامة. ووفقًا للرواية ذاتها، فقد سقطت إحدى الحواجز على قدم الجندي، مما استدعى إجلاءه لتلقي العلاج. غير أن القيادة العامة لثكنة مليلية نفت الرواية المتداولة، معتبرة إياها "خيالية"، وأكدت أن الإصابة "غير خطيرة" ونتجت عن "حادث عرضي" خلال عملية إزالة الحواجز المعتادة، التي تتم عند وصول المروحيات إلى الجزيرة، مشددة على أن العملية نُفذت في إطار بروتوكول السلامة المعمول به. وفي تصريح لجريدة "الفارو دي مليلية"، أوضح متحدث باسم القيادة أن الإجلاء جاء فقط لأن الإصابة لا تسمح للجندي بالبقاء في ظروف العمل المتوفرة بالصخرة، مضيفًا أن "السلامة بنسبة 100% غير موجودة، والحوادث قد تقع حتى عند رفع صندوق بسيط". رغم نفي القيادة، فقد أكدت أن تحقيقًا داخليًا قد فُتح، كما هو معمول به في جميع الحوادث المهنية، وأنه يتم جمع شهادات الجنود الحاضرين في الموقع لتقييم الحادث بدقة. ويُعتبر صخرة الحسيمة ، الواقعة قبالة السواحل المغربية، موقعًا عسكريًا صغيرًا ومعزولًا تابعًا لإسبانيا، ما يجعل الظروف العملية فيه شديدة الحساسية من حيث اللوجستيك والتفاعل السريع مع أي طارئ. وقد أعادت هذه الواقعة تسليط الضوء على ظروف العمل والسلامة في المواقع العسكرية النائية، وعلى ضرورة ضمان احترام تسلسل الأوامر ومبادئ الصحة المهنية، خاصة في البيئات المحدودة والضاغطة.