تشهد منطقة وادي الكبير (غوادالكويفير) بإقليم إشبيلية الإسباني تصاعداً خطيراً في نشاط شبكات تهريب المخدرات، حيث أصبحت هذه العصابات تعتمد على أسلحة حربية من نوع "كلاشنيكوف" خلال عملياتها، ما أثار قلقاً واسعاً لدى السلطات الأمنية التي وصفت الوضع ب"المنفلت". وأفادت تقارير أمنية إسبانية، أن هذه العصابات باتت أكثر عنفاً وتنظيماً وتسليحاً، وتستعمل أسلحة متطورة قادمة من مناطق نزاع مثل الساحل الإفريقي، حيث تباع في السوق السوداء بأسعار تتراوح بين 50 و100 دولار. وأوضح خبير الأمن الدولي خوسيه فيليكس راماخو أن سلاح "AK-47" المستخدم من طرف المهربين "قادر على العمل حتى في الماء والطين"، مضيفاً أن رصاصه يمكن أن يخترق سترات الحماية التي يرتديها عناصر الشرطة والحرس المدني. ووفقاً لمصادر من شرطة إشبيلية، فقد أصيب أحد عناصر الأمن بجروح خطيرة بعد تعرضه لإطلاق نار خلال عملية لمكافحة المخدرات على ضفاف وادي الكبير. وتواصل الشرطة تحقيقاتها بعد العثور على ترسانة من الأسلحة بجانب أكثر من 1400 كيلوغرام من الحشيش في أحد المستودعات السرية التي تُعرف باسم "الحضانات"، حيث تُخزَّن الشحنات قبل توزيعها داخل إسبانيا وأوروبا. وتعتبر منطقة وادي الكبير من أكثر المسالك سخونة في أوروبا لتهريب المخدرات، نظراً لطبيعتها النهرية المعقدة والمليئة بالمخابئ الطبيعية التي تسهل عمليات الإخفاء والنقل. ووفقاً لفرناندو ألونسو من "المؤسسة الغاليثية لمكافحة المخدرات"، فإن معظم هذه الشحنات تأتي عبر مضيق جبل طارق، وتشمل مزيجاً من الحشيش القادم من المغرب وكميات من الكوكايين. وفي إطار العمليات الأمنية الأخيرة، أعلنت الشرطة الوطنية الإسبانية عن حجز نحو طنين من الحشيش وبندقية هجومية من نوع "AK-47" وسيارتين رباعيتي الدفع في نهر وادي غواداليتي (قادس)، كانت تُستخدم في نقل المخدرات من القوارب إلى المستودعات. وتندرج هذه العملية ضمن خطة أمنية لتعزيز المراقبة على المسارات النهرية التي تشهد تزايداً في نشاط شبكات التهريب العابرة للحدود.