اختتمت إسبانيا والمغرب، الأربعاء الماضي، جولة جديدة من المباحثات الثنائية في الرباط بين وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس ونظيره المغربي ناصر بوريطة، معلنتين بشكل رسمي نهاية ما سمِّي ب"العملية التجريبية" لافتتاح المعابر التجارية في سبتة ومليلية. غير أنّ البيان المشترك، الصادر بتاريخ 5 دجنبر 2025، اكتفى بوصف المرحلة بأنها "ناجحة"، دون تقديم أي تفاصيل عملية حول آليات العمل أو آجاله أو شروطه اللوجستية. ويأتي هذا الإعلان في وقتٍ ما تزال فيه البنية التشغيلية للمعبر التجاري بمليلية خارج الخدمة منذ إغلاقه من طرف المغرب في غشت 2018، تاريخ توقيف نشاطه ورغم الوعود المتكررة خلال السنوات الماضية، لم تُسجّل أي خطوة فعلية لإعادة الحركة التجارية إلى وضعها الطبيعي، سواء في مليلية أو في سبتة. غياب التقدم العملي أثار انتقادات واسعة في الأوساط السياسية والاجتماعية بالمدينتين المحتلتين، حيث اعتبر مراقبون أن البيان الإسباني جاء خالياً من أي التزامات واضحة، بل عكس استمرار مدريد في تجنب الخوض في الملفات الحساسة مثل السيادة على سبتة ومليلية، واستخدام المجال الجوي، وترسيم الحدود البحرية، وهي ملفات ظلت معلّقة منذ "خارطة الطريق" التي اتُّفق عليها بين الملك محمد السادس ورئيس الحكومة الإسبانية بيدرو سانشيث في أبريل 2022.