تقرير: الاقتصاد المغربي يدخل مسار تعاف متدرج مع توقع تسارع النمو إلى 5.5% بحلول 2027    يومية "آس" الرياضية الإسبانية: براهيم دياز.. قائد جديد لجيل واعد    المغرب يحافظ على صدارته العربية والإفريقية في تصنيف الفيفا ويحتل المركز ال11 عالميا    انتقادات حقوقية لتراجع تصنيف المغرب في تنظيم الأدوية واللقاحات    حموشي يصرف منحة لموظفي الأمن    نشرة إنذارية من مستوى يقظة "برتقالي"    مقاييس الأمطار بالمغرب في 24 ساعة    تحقيق ل"رويترز": في سوريا الجديدة.. سجون الأسد تفتح من جديد بمعتقلين جدد وتعذيب وابتزاز    أزيلال .. القوات المسلحة الملكية تطلق خدمات المستشفى العسكري الميداني بجماعة آيت محمد    ريدوان يطلق أولى أغاني ألبوم كأس أمم إفريقيا "ACHKID"    أمام صمت الوزارة وعدم تفاعلها مع بيانات التنسيق النقابي.. الشغيلة الصحية تصعد    توقعات أحوال الطقس غدا الثلاثاء    الذهب يسجل مستوى قياسيا جديدا مع توقع استمرار خفض الفائدة الأمريكية    خطر صحي في البيوت.. أجهزة في مطبخك تهاجم رئتيك    كأس إفريقيا للأمم 2025.. الدار البيضاء على إيقاع الاحتفالات    المغرب يضع "الكان" في الصدارة عالميًا    العزيز: مشروع قانون التعليم العالي سيحول الجامعة إلى "بنية إدارية محكومة بمنطق السوق"    رغم انخفاضها عالميا.. المحروقات بالمغرب تواصل الارتفاع والمستهلك يدفع الثمن    الصحافة الدولية تشيد بالتنظيم المغربي وتضع رهان التتويج ب"الكان" في الواجهة            نهائيات كأس إفريقيا للأمم تعيد خلط أوراق العرض السينمائي بالمغرب    بنكيران: "البيجيدي" استعاد عافيته ويتصدر المشهد.. ولم يبق إلا تثبيت النصر    صحيفة إسبانية تشيد باحتضان المملكة ل"كان 2025"    ارتفاع أسعار النفط    بورصة البيضاء تستهل تداولاتها على وقع الأخضر    تيسة تحتضن إقامة فنية في الكتابة الدرامية والأداء لتعزيز الإبداع المسرحي لدى الشباب    أسعار صرف أهم العملات الأجنبية اليوم الاثنين    سعر الذهب يسجّل مستوى قياسيا جديدا    ارتفاع حصيلة ضحايا فيضانات اسفي إلى 40 واطلاق برنامج ملكي لاعادة التاهيل    تفاصيل جديدة بشأن "مجزرة بونداي"    كيوسك الإثنين | مطارات المملكة تحطم كل الأرقام عشية انطلاق كأس إفريقيا    الدار البيضاء.. مرصد يحذر من مخاطر "مغاسل الميكا" على صحة المواطنين    جريمة قتل مروعة تهز منطقة بني يخلف نواحي المحمدية    إعلام إسرائيلي أمريكي: نتنياهو يسعى لتفويض من ترامب لمهاجمة إيران    اغتيال جنرال روسي في انفجار قنبلة        وفاة الممثل الأمريكي جيمس رانسون انتحارا عن 46 عاما    انقلاب حافلة يودي بأرواح 16 شخصا في جزيرة إندونيسية    الركراكي: المباراة عرفت توترا كبيرا خاصة في الشوط الأول بسبب تضييع ضربة الجزاء وخروج سايس مصابا لكننا حققنا المهم    الجديدة تستضيف الدورة الأولى للمؤتمر الدولي حول الفيزياء الكمية والابتكار الطاقي    انتصار البداية يعزز ثقة "أسود الأطلس" في بقية مسار كأس إفريقيا للأمم    الاستيطان يتسارع في الضفة الغربية ويقوّض فرص قيام دولة فلسطينية    تصعيد خطير بعد دعوات لطرد الإماراتيين من الجزائر    أدب ومحاكمة ورحيل    "محمد بن عبد الكريم الخطابي في القاهرة من خلال الصحافة المصرية" موضوع اطروحة دكتوراه بكلية عين الشق    مسلحون مجهولون يفتحون النار على المارة في جنوب إفريقيا    مشروبات الطاقة تحت المجهر الطبي: تحذير من مضاعفات دماغية خطيرة    الفنانة سمية الألفي تغادر دنيا الناس    فتح الله ولعلو يوقّع بطنجة كتابه «زمن مغربي.. مذكرات وقراءات»    العاصمة الألمانية تسجل أول إصابة بجدري القردة    السعودية تمنع التصوير داخل الحرمين خلال الحج    من هم "الحشاشون" وما صحة الروايات التاريخية عنهم؟    منظمة الصحة العالمية تدق ناقوس انتشار سريع لسلالة جديدة من الإنفلونزا    سلالة إنفلونزا جديدة تجتاح نصف الكرة الشمالي... ومنظمة الصحة العالمية تطلق ناقوس الخطر    استمرار إغلاق مسجد الحسن الثاني بالجديدة بقرار من المندوبية الإقليمية للشؤون الإسلامية وسط دعوات الساكنة عامل الإقليم للتدخل    سوريا الكبرى أم إسرائيل الكبرى؟    الرسالة الملكية توحّد العلماء الأفارقة حول احتفاء تاريخي بميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المدرسة المغربية تحت شعار ''حمّل مّو !''
نشر في الجديدة 24 يوم 25 - 05 - 2018

span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"="" يستحضر فيديو تعنيف التلميذة المشاغبة من لدن أستاذها لمادة الرياضيات بمدينة خريبكة ذكريات طفولية نتقاسمها أفرادا وجماعات حول دور الأستاذ في ضرب الناشئة وتأديبها، بل وترويضها على احترام منظومة السلطة الأبوية بجميع أشكالها الرمزية والمعرفية والإدارية. لقد اعتقد جيل الأستاذ "العويني" في استخدام العقاب البدني واللفظي باعتباره وسيلة لتهذيب وتقويم سلوك التلميذ، حيث شهدت المدرسة المغربية منذ عهد الاستقلال تقنين استخدام العصا لفرملة التلميذ الرذيل الجَلف الخشِن، وردع المُشاغب وشكْم المُشوِّش، فانخرطت العوائل في منظومة العصا لمن عصا، وارتكز العمل التربوي بالمدرسة المغربية على عقاب السلوك الفظ غير المستقيم، بل تمت معاقبة التلميذ داخل الفصل، إذا هو أخطأ في الجواب أو لم يحفظ الدروس.span style="font-family: " adobe="" arabic",="" serif;="" font-size:="" 14pt;"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""لنكن صرحاء مع بعضنا البعض، من منا ليست له ذكريات مع عصا الأستاذ والمعلم؟ مَن مِن القضاة يا ترى، أولئك الذين سيُنتدبون للحكم على أستاذ الرياضيات، لم يتعرض خلال حياته الدراسية لضرب المعلم والأستاذ، فليحاكم الأستاذ العويني؟ متى كانت العصا و العقاب البدني جريمة في ثقافتنا الشعبية؟ متى كانت تعتبر قمعا و تعنيفا وجلدا؟ أليست هذه هي العصا التي خرجت من الجنة؟ ألم تعتبر العصا نبراسا في بناء مستقبل الأجيال، فشب عليها الكبير والصغير بالمغرب؟ كيف لا، وجميعنا بما فيهم وكيل الملك الذي أمر باعتقال من درّس المهندس والطبيب والمقاول وغيرهم من كوادر هذا البلد، كلنا نتذكر كيف تفنن المدرسون في اختيار أجود الأغصان "للفلقة"، فشكلوها لتصير عصا جاهزة لأداء وظيفة التأديب، ألم يتذكر قضاة خريبكة كيف كنا نأتي الأساتذة بأدوات ضربنا، بل حرضت أسرنا على عقابنا تحت شعار (أنت ذبح وأنا نسلخ). اسألوا أساتذة الرياضيات من الجيل القديم ليحدثوكم عن كيفية عقاب كل من سولت له نفسه أن يتغاضى عن حفظ جدول الضرب، وما أدراك ما جدول الضرب، ذلك الجدول الذي رُسِم على أغلفة الدفاتر لكي يَسهُل حفظه عن ظهر قلب، وكأنه آيات مصحف كريم!
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""يا من أمر باعتقال الأستاذ، ألا تتذكر قصة الولد والبطاطس في سلسلة اقرأ، تلك القصة التي حفرت في ذاكرتنا وهي تُقعِّد للعصا باعتبارها وسيلة لتهذيب السلوك، فبعد رفض الولد أكل البطاطس، ورفض العصا ضرب الولد، انقلب نظام الكون عند الطفل، فلولا تدخل القط في آخر لحظة بقبوله أكل الفأر، لما تسلسلت الأحداث لتصل إلى العصا التي قبلت بضرب الولد، فقبل بدوره بأكل البطاطس مُطأطأ الرأس منحنيا خوفا من عقاب العصا، هو جيل بأكمله أكل البطاطس بما فيهم جيل الأستاذ الجليل الذي رُمي ظلما في سجون النسيان وعدم الاعتراف برد الجميل.
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""وإليكم حكايتي مع أكل البطاطس يوم التحقت بالمدرسة الابتدائية، حيث قام معلم الأجيال سي بوشعيب بمدرسة التازي بالجديدة ب"تحميلي"، على إثر شكاية شفوية تقدمت بها أم أحد الزملاء بعد أن قمت بتعنيف ابنها، فاغتنم خصومي الفرصة للانقضاض علي، و قاموا بمساعدة المعلم بتحميلي، فمنهم من شدني من قبّية معطفي، ومنهم من شدني من ذراعي، و آخرون من حزامي، ثم شرع المعلم في ضربي على مستوى أسفل الرجلين بمسطرة حديدية مربّعة، وجدت بعدها صعوبة في المشي لمدة ساعات، و لم يتدخل أحد من أسرتي في قرار المعلم التأديبي، بل على العكس، ثمّن والدي هذا العقاب واعتبره درسا لي حتى لا أعود للشجار مرة ثانية.
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""لا أحد يجادل في حدوث تجاوزات خلال استخدام أسلوب العقاب البدني لتقويم سلوك التلاميذ المشاغبين خلال العقود الماضية، ونقصد بسلوك الشغب هنا عرقلة السير العادي للدروس أو إهانة الفاعل التربوي أو الشجار أو إتلاف المرافق العامة وغيرها من السلوك المنحرفة، لكن ظل المجتمع متمسكا بالعقاب البدني بوصفه وسيلة ناجعة في تنشئة الأطفال، إذ مازالت الأسر تقوم بضرب أبنائها لتقويم الاعوجاج السلوكي، و مازال جيل من المدرسين يستخدم العصا في تلقين الدروس، فحتى نهاية القرن المنصرم، والكتابة العامة للمؤسسات التربوية تواظب على تقويم سلوك التلاميذ عن طريق معاقبتهم بشتى الطرق، بما في ذلك "التحميل" و "الفلقة" و الوقوف لساعات على رجل واحدة، و غيرها من العقوبات البدنية. إذن، ماذا حدث لهذا العقد الديداكتيكي التقليدي الصريح الذي تشبث به أجيال الستينيات والسبعينيات والثمانينيات والتسعينيات من القرن المنصرم؟ لماذا تم التخلي عن بيداغوجية العصا في المدارس بجرة قلم وزارية في إطار الاستجابة لنداء منظمات عالمية واستيراد مقاربات جاهزة من الغرب باسم الحداثة والمعاصرة؟
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""صحيح، أن المدرسة المغربية اليوم تشهد قفزة نوعية نحو أسلوب الحوار وبيداغوجية الكفايات والإدماج، و هي مقاربات جديدة تعيد إبرام عقد ديداكتيكي جديد، يتسم بنقل المعارف المدرسية على شكل مهارات وكفايات معرفية تواصلية ومنهجية ثقافية، يستضمرها المتعلم بغية التكيف والتأقلم مع المحيط، جميل هذا الكلام على الورق، وجميل أن يكون الهدف هو أن يكتسب المتعلم هذه المهارات، و أن يحصِّل هذه المعارف لكي يستعد لمجابهة الواقع الحي الذي ينتظره خارج أسوار المدرسة، لكن كيف ستجدد هذه المؤسسة عقدها الديداكتيكي بهذه الشروط، وهي مازالت ترزح تحت نير منظومة الهيمنة والخضوع؟ أو بعبارة أخرى تحيا باستعارة الشيخ والمريد؟ كيف تستطيع المدرسة اليوم أن تبرم عقدا تفاعليا ينبني على دينامكية الحوار، بينما هذا الأسلوب تفتقده جل الأسر المغربية، ويغيب تقعيده في مؤسسات الدولة؟ ما هذه المدرسة النشاز التي طلع "بدرُها" علينا؟
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""كيف نستورد بيداغوجيات ومقاربات وبرامج إستراتيجية كبرى فوق-تحتية (من الأعلى نحو الأسفل) دون توطين أو تكييف أو حوار نقدي مع الفاعلين المنفذين للبرامج التربوية؟ هل هؤلاء مخلوقات آلية مبرمجة على تفعيل الإرشادات والتوجيهات فقط؟ لماذا تستمر عقلية الابتعاد عن عملية اتخاذ القرار؟ إذ لا يعتبر العديد من الفاعلين التربويين بأن المشاركة في إعداد الإصلاحات التعليمية من مسؤولياتهم، بل يعتبرونها من مسؤولية صناع القرار و الحكومات الوطنية، فتنعكس هذه النظرة الأبوية للتغيير سلبا على النظام التعليمي، حيث يمكن أن يتحول الأساتذة إلى منفذين سلبيين لبرامج تربوية جاهزة بدون وعي نقدي، ومن غير اتخاذ مبادرات لاقتراح أفكار جديدة تمكنهم من مساءلة الوضع القائم، وهكذا يظل السياسي يستورد تحت الضغط الاقتصادي، و الفاعل التربوي ينفذ بشكل آلي.
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""وفي السياق نفسه، نتساءل عن الأبحاث الميدانية التي قام بها الفاعلون التربويون لتقييم إيجابيات وسلبيات العقاب البدني "المقنن" سابقا داخل المدارس؟ هل جاء المنع نتيجة أبحاث أكاديمية بينت هشاشة الأسلوب، أم هو قرار فوق- تحتي اتخذ لتحقيق مآرب سياسية؟ كيف تتخلى الدولة المغربية اليوم عن مأسسة العقاب البدني بجميع مناطق المغرب، في إطار الانفتاح على تقاليد الحداثة دون مراعاة الخصوصيات الثقافية، ومنها أن الحداثة ليست فقط حزمة من المنهاج التربوية، ولكن نمط حياة غربية راكم قيما وتصورات لمدة قرون، فكيف نستورد نحن أفكارا جاهزة مبعّضة لسجنها بين أوراق الدفاتر التربوية؟ أليست هذه مفارقة عجيبة أن دولة متخلفة كالمغرب تسوق نفسها بصورة حقوقية متمدنة، اعتقادا منها أن الضرب والتأديب أساليب تربوية رجعية بالية، بينما تتشبث ولايات أمريكية بهذا الأسلوب في المدارس وتقننه؟ تتحدث واشنطن بوست سنة 2014 عن تسعة عشر ولاية وهي : (span dir="LTR" style="font-size:14.0pt;line-height: 150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";="" mso-fareast-language:fr"=""Alabama, Arizona, Arkansas, Coloradospan lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt; line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";mso-fareast-font-family:="" "arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"="", span dir="LTR" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""Florida, Georgia, Idaho, Indiana, Kansas, Kentucky, Louisianaspan lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%; font-family:" adobe="" arabic","serif";mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";="" mso-fareast-language:fr"="", span dir="LTR" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""Mississippi, Missouri, North Carolina, Oklahoma, South Carolinaspan lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%; font-family:" adobe="" arabic","serif";mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";="" mso-fareast-language:fr"="", span dir="LTR" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""Tennessee, Texas and Wyomingspan lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"="".)، مازالت تعمل بمبدأ التعنيف الجسدي المقنن، والمؤدي أحيانا إلى الكدمات، كما تستأذن المدارس الأسر التي توافق على هذا الأسلوب التأديبي، ويبلغ عدد التلاميذ المُعَنَّفين داخل المدارس الأمريكية إلى عدد 838 تلميذا يوميا، حقاً هو رقم هزيل مقارنة مع الساكنة في هذه الولايات، لكن له دلالته، وذو معنى يرمز إلى الطريقة التقليدية المحافظة التي يتشبث بها الأمريكيون في تربية الناشئة، خصوصا لما يعنف طفل كل ثلاثين ثانية!
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""يبدو أن الضرب والتعنيف الجسدي يشكل مخيال التربية لدى العوائل المغربية، حيث تتنمذج علاقة الأب بالأبناء حسب خطاطة الشيخ والمريد التي فاضت بها محفوظات الثقافة المارابوتية منذ قرون داخل نظيمة الزوايا. تتجاوز سلطة الشيخ تلقين المعارف الدينية لفائدة مريديه، لتضم خدمة المريد لشيخه خلال حياته اليومية، و طقسنة الخضوع لسلطته، فيتحول المريد إلى خادم لشيخه، إذ من المريدين من يغسل ثياب الشيخ، و منهم من يطهو طعامه، و منهم من يحرث أرضه، و منهم من يسقي بهيمته، ومنهم من يتبضّع في الأسواق لقضاء مآرب الشيخ، وقد تتعدد مهام المريدين بتعدد أوامر الشيخ ومتطلباته ونزواته، و من يعصى أوامر الشيخ، يتعرض لغضبه وعقابه من ضرب وحبس وكي بالنار، هكذا تبلورت علاقة الشيخ بالمريد، تلك هيمنة وخضوع، انتقلت إلى باقي مناحي الحياة، و انبلجت مدارسنا القرآنية و العصرية بحلة التسلط الأبوي الحمائي الشائع في عهد المدارس الصوفية، إذ انتقلت خطاطة الشيخ والمريد لتشكل علاقة الفْقيه بالمْحْضار في رحاب مؤسسة "الجامع/ المسيد"، أو المدرسة القرآنية، التي مازالت تعتبر في بعض القرى المغربية أول مختبر تعليمي تتشكل بين أحضانه علاقة المتعلم بالمعلم.
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""يجلس المعلم القرآني في حلقية مع تلامذته متربعين على الحصير يحفظون القرآن، ويكتبون على الألواح، بينما قد يجلس الفْقيه فوق منبر خشبي يراقب من فوق، و هو يحمل غصن شجر( زلاّط)، يستخدمه لتأديب المحضار وإجباره على الانصياع لأوامر الفْقيه والامتثال إليها، هذا و يقضي المحضار بعض وقته في خدمة الفْقيه عبر السهر على تنظيف المكان، و جلب الطعام، وحش الحشائش لبهيمة الفْقيه، والقيام بالسخرة، إنها علاقة الشيخ بالمريد في أبسط حللها بالمدارس القرآنية. ولما جاءت المدارس العصرية، تحول الفْقيه إلى معلم يقف فوق منصة السلطة بالقسم، يحمل مسطرة حديدية أو عصا، ويباشر التعليم والتهديد بالضرب عند شغب التلاميذ، وعلى الرغم من قلة أعمال السخرة بالمدرسة النظامية، إلا أنها مازالت تجسد علاقة الشيخ بالمريد في مظاهر سيطرة المدرس على تلامذته، تلك ثقافة مارابوتية نشأت بفضلها أجيال تقدس المعلم الشيخ، فتنحني له إجلالا وإكبارا وخوفا من سطوته، بل تخدمه أحيانا، فحتى بعد كبرهم، مازال الكثير يتذكر سلطة المدرس داخل القسم، ومازالت أذناه تسمع طنين وعيده بالعقاب لكل من لا ينضبط للأوامر والتوجيهات.
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""إن الدرس الذي نستخلصه من تجليات سلطة الشيخ في ثقافتنا المارابوتية هو ارتباطها الوثيق بتمثلات السلطة الأبوية والحماية التي تقدمها للمجتمع، حيث يحتل دور الأب كل فاعل اجتماعي من المعلم إلى الملك، إذا توفرت فيه عناصر الحماية، فالمعلم مثلا، يتميز بهذا الدور نظرا للحماية التي يقدمها للطفل داخل الجماعة، ونظرا لسيطرته المطلقة على نظامها، فهو المعلم و القاضي والحكم والمحامي، إذ يلعب مجموعة من الأدوار الأساسية في حياة المتعلم، فهو القدوة والنموذج إلى درجة أن الأحلام الطفولية تجسد المعلم، وهو يتحكم في تنظيم الجماعة، فيلعب الأطفال لعبة المعلم والتلاميذ، ويقوم من خلالها طفل بدور المعلم الذي يحمل العصا، فيضرب كل تلميذ لا ينتبه إلى الدرس أو يتحدث إلى صديقه، تلك لعبة ترمز إلى الهيمنة الرمزية للأستاذ التي تستدعي الخضوع والانضباط.
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""لقد حافظت الثقافة الشعبية على نمط هذه السلطة الأبوية وهيبتها عبر اللجوء إلى آلية العصا بوصفها أداة تأديب للسلوك الاجتماعي وتهذيبه قصد مقاومة التمرد، فانتشرت حكم وأمثلة شعبية تبريرية ترسخ مخيال الضرب والتأديب باعتبارهما ضرورة ملحة لتقويم سلوك الناشئة، تبث الرعب في قلوب الأطفال، إذ منذ بدايات تَشَكُّلِ شخصية الطفل تبدأ عملية الضرب لنهيه عن السلوك غير المستقيم، و يتم تخويفه بكائنات أسطورية ترمز إلى العقاب، "كرحمة الله" و "الغول"، فضلا عن أقوال مأثورة تبرر استخدام العصا، "فهي التي نزلت من الجنة"، "والعصا لمن عصا"، "واللي دار شي ذنب يستهل العقوبة"، "والعين ما تعلا على الحاجب"، "واللي بغا العسل يصبر لقرص النحل"، "واللي كلاه فمو يأكلها فعضامو"، وما إلى ذلك من الحكم الشعبية التي تُقعِّد لاستخدام العصا في تأديب الناشئة.
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""إن العصا طِبقا لمخيالنا الشعبي تُشفي المريض وتعالجه من سقمه، أليست "الكلخة"، أداة علاج؟ ذلك الغصن البري الذي يلتقطه الشرفاء من الخلاء، و يعالجون به المرضى، مُطَقطِقين به على مفاصل المريض؟ نُذكِّر وزارة "الاقتباس" والتربية بالمغرب أن المصاب باضطراب نفسي أو شعور بالضيق والعجز في المجتمعات الأوروبية، يذهب فورا لزيارة أخصائي في الأمراض النفسية، حيث يجلِسُه على أريكة مريحة، و يحاوره ، وينصت إليه، بل يبحث على منافذ لولوج مشاعره العميقة وأفكاره المظلمة، إن علاقة الطبيب بالمريض تتشكل عبر تمثلات ثقافية يطبعها الحوار والسيطرة الناعمة، فماذا يا ترى مصير المصاب بالاكتئاب والضيق في مجتمعنا؟ غالبا، ما تأخذه العائلة لزيارة معالج تقليدي أو ولي صالح، عندها يخضع للرقية الشرعية أو "الصريع" المطقسن، تلك عملية يتخللها العنف والضرب والحبس إذا دعت الضرورة، حيث تستخدم "الخَلوة"داخل المزارات لممارسة الصريع الغيبي، و ترويض الجن المتمرد على الأعراف والقيم الاجتماعية، مما يؤدي في غالب الأحيان إلى تعافي المريض أو على الأقل استقرار حالته النفسية، أين هي علاقة الحوار في عملية "الصريع"؟ إن علاقة المعالج التقليدي بالجني تشبه علاقة الشيخ بالمريد، فهو يبذل قصار جهده لإجبار الجن على الخضوع والانصياع لأوامر "الشريف"، ومن الشرفاء من "يعفس" الجن لصرعه، كما يحصل في طقوس أولاد بن يفو، وهكذا تبرر طقوس "الصريع" اللجوء إلى العقاب البدني قصد التأديب، فتشرعن الضرب عبر الطقوس والتمثلات الثقافية، و تصبح العصا التي "هبطت من الجنة" أداة شافية في ترويض الإنس والجن معا.
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""إذا كانت نظرة المغاربة للوجود (span dir="LTR" style="font-size:14.0pt;line-height: 150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";="" mso-fareast-language:fr"=""cultural worldviewspan lang="AR-SA" style="font-size:14.0pt;line-height:150%; font-family:" adobe="" arabic","serif";mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";="" mso-fareast-language:fr"="")، تعودت على استخدام العقاب البدني، واستأنست به منذ زمن، لماذا يجرمه القانون اليوم؟ ولماذا يظل هذا القانون ورقيا، بمعنى أنه نادرا ما تقوم المحكمة باستدعاء أب قد يعنف ابنه؟ وكيف تمنع وزراة التعليم العقاب البدني، بينما يعمل به أساتذة في السر؟ ما هذه المفارقات؟ لماذا هذا التناقض الصارخ بين الورق والواقع؟ كم تبدو قرارات منع العقاب البدني غريبة عن سياقانا الثقافي؟ هل شارك الأساتذة في اتخاذ هذا القرار الوزاري؟ هل تمت مشاورتهم ومشاورة جمعيات الآباء؟ هل نحن أمام قرارات تفرزها أمزجة سياسية بعيدة عن البحث والنقاش الأكاديمي؟ ما مصير هذا النقل الحرفي من ثقافة تعيش الحوار بوصفه نمط حياة إلى ثقافة تعيش فترة انتقالية نحو قيم "حضارية حداثية مستوردة" مازالت في إطار التوطين؟ أليس من حرية العوائل المشاركة في اختيار القرار التأديبي المناسب عن طريق تفعيل جمعيات الآباء؟ كيف يمكننا أن نحاكم اليوم أستاذا يتبنى قيم مجتمعه، ونشأ بين أحضان العصا؟ أليست محاكمة الأستاذ العويني محاكمة مجتمع بأكمله يختار العقاب البدني بوصفه وسيلة للتأديب؟ أليست هذه الحكومات المستلبة والمنفصلة عن قضايا شعوبها، هي السبب في سن قوانين وبرامج مستوردة جاهزة بدون توطين وتكييف؟
span dir="LTR" style="font-size:14.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";mso-fareast-language:fr"=""
span lang="AR-SA" style="font-size:16.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";color:black;mso-fareast-language:="" fr"=""ذ، محمد معروف ، جامعة شعيب الدكاليspan dir="LTR" style="font-size:16.0pt;line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:"arial="" unicode="" ms";color:black;mso-fareast-language:="" fr"=""
span dir="LTR" style="font-size:14.0pt; line-height:150%;font-family:" adobe="" arabic","serif""=""


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.