تعيينات جديدة في صفوف الأمن الوطني بالإدارة المركزية واللاممركزة    المحكمة الدستورية تسقط الفقرة الأولى ومواد أخرى من قانون المسطرة المدنية        استيراد الأبقار بالمغرب يلامس سقف 150 ألف رأس والحكومة تتجه لإصدار قرار جديد    تداولات بورصة البيضاء تنتهي بالأخضر    حقينة سدود المغرب تواصل الانخفاض رغم التحسن النسبي في معدل الملء    طيران مباشر يربط الأردن بالمغرب    فرنسا تعلق إعفاء جزائريين من التأشيرة    تحطم مروحية يقتل وزيرين في غانا    وفيات سوء التغذية تزيد بقطاع غزة    هل يُضفي الذكاء الاصطناعي الشفافية والمصداقية على الانتخابات المغربية؟    قرعة الأبطال و"الكاف" بدار السلام    "إعارة بلا شراء" للضحاك مع الرجاء    تنظيم جديد للسفر من "طنجة المتوسط"    تقلب الجو يوقف الصيد بمياه بوجدور    ضمنهم جزائريون وباكستانيون.. السلطات المغربية توقف "حراگة" بالشمال    دعم السينما يركز على 4 مهرجانات    خبيرة غذائية تبرز فوائد تناول بذور الفلفل الحلو    تكريم كفاءات مغربية في سهرة الجالية يوم 10 غشت بمسرح محمد الخامس    ماكرون يرفع سقف المواجهة مع الجزائر ويدعو حكومته لنهج أكثر صرامة    مصرع شخصين واصابة ثلاثة اخرين بجروح خطيرة في حادثة سير نواحي الناظور    بادس.. ذاكرة شاطئ يهمس بحكايا التاريخ        نشرة إنذارية: موجة حر وزخات رعدية قوية مصحوبة بالبرد وبهبات رياح مرتقبة من الأربعاء إلى الأحد بعدد من مناطق المملكة        رئيس الفيفا جياني إنفانتينو: دعم الملك محمد السادس جعل المغرب نموذجاً كروياً عالمياً    المغرب... تضامن مستمر ومتواصل مع فلسطين بقيادة الملك محمد السادس    دقيقة صمت في هيروشيما إحياء لذكرى مرور 80 سنة على إلقاء القنبلة الذرية عليها    حين ينطق التجريد بلغة الإنسان:رحلة في عالم الفنان التشكيلي أحمد الهواري    النجمة أصالة تغني شارة «القيصر» الدراما الجريئة    توقيف أفارقة متورطين في تزوير جوازات سفر وشهادات مدرسية أجنبية ووثائق تعريفية ورخص للسياقة    نتنياهو يتجه نحو احتلال قطاع غزة بالكامل    نشوب حريق في شقة سكنية بمدينة الفنيدق    حزب الله يرفض قرار الحكومة اللبنانية تجريده من سلاحه    قراءة ‬في ‬برقية ‬الرئيس ‬الأمريكي ‬دونالد ‬ترامب ‬إلى ‬جلالة ‬الملك ‬    أكلو : إلغاء مهرجان "التبوريدة أوكلو" هذا الصيف.. "شوقي"يكشف معطيات حول هذه التظاهرة    عدد ضحايا حوادث السير يرتفع بالمدن فيما يسجل انخفاضا خارجها خلال شهر يوليوز    نقل جندي إسباني من جزيرة النكور بالحسيمة إلى مليلية بمروحية بعد إصابته في ظروف غامضة    أشبال الأطلس يستعدون للمونديال بمواجهتين وديتين ضد منتخب مصر    المديرية العامة للأمن الوطني تطلق حركية الانتقالات السنوية    طفل يرى النور بعد ثلاثين عامًا من التجميد    غزة.. انقلاب شاحنة مساعدات يخلف 20 قتيلا ومستوطنون يهاجمون قافلة معونات قرب مخيم النصيرات    الموثقون بالمغرب يلجأون للقضاء بعد تسريب معطيات رقمية حساسة    "وصل مرحلة التأزم البنيوي".. 3 مؤسسات رسمية تدق ناقوس الخطر بشأن أنظمة التقاعد    الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم تعقد اجتماعاً حاسماً لدراسة تعديلات قانونية وهيكلية    الذهب يتراجع متأثرا بصعود الدولار    بطولة فرنسا: لنس يتوصل لاتفاق لضم الفرنسي توفان من أودينيزي    «أكوا باور» السعودية تفوز بصفقة «مازن» لتطوير محطتي نور ميدلت 2 و3    بين يَدَيْ سيرتي .. علائم ذكريات ونوافذ على الذات نابضة بالحياة    بنما تعلن من جديد: الصحراء مغربية... ومبادرة الحكم الذاتي تحت السيادة المغربية هي الحل النهائي    نحن والحجاج الجزائريون: من الجوار الجغرافي …إلى الجوار الرباني    اتحاديون اشتراكيون على سنة الله ورسوله    بجلد السمك.. طفل يُولد في حالة غريبة من نوعها    من الزاويت إلى الطائف .. مسار علمي فريد للفقيه الراحل لحسن وكاك    الأطعمة الحارة قد تسبب خفقان القلب المفاجئ    دراسة كندية: لا علاقة مباشرة بين الغلوتين وأعراض القولون العصبي    بنكيران يدعو شبيبة حزبه إلى الإكثار من "الذكر والدعاء" خلال عامين استعدادا للاستحقاقات المقبلة    "العدل والإحسان" تناشد "علماء المغرب" لمغادرة مقاعد الصمت وتوضيح موقفهم مما يجري في غزة ومن التطبيع مع الصهاينة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الإصلاح السياسي في المنظور الفقهي المعاصر
نشر في الجديدة 24 يوم 16 - 11 - 2018

span style="font-family: " traditional="" arabic",="" serif;="" font-size:="" 17pt;"="" span style="font-family: " traditional="" arabic",="" serif;="" font-size:="" 17pt;"=""يشير العديد من الباحثين إلى أن كلمة الإصلاح ليست جديدة على الفكر السياسي العربي، فقد ورد ذكرها في القرآن الكريم عدة مرات، وبمعانى مختلفة، منها ما يشير إلى الصلح، ومنها ما يفيد القيام بعمل صالح، وبالتالي فإن مفهوم الإصلاح ليس جديداً في العقل العربي – الإسلامي، بل هو قديم لم يبدأ بظهور الأفكار والتيارات الإصلاحية في القرن الماضي، أو القرن الذي سبقه، أو بالمبادرات الإصلاحية في الوقت الراهن، فالدعوة إلى الإصلاح بدأت قديماً في الدولة الإسلامية. ويمكن اعتبار الأفكار التي نادى بها ابن تيمية بداية الدعوات الإصلاحية في العالم الإسلامي، أو ما يمكن تسميته بالإصلاح الديني، ثم تطور ليصبح مطلباً نهضوياً طرحه المفكرون العرب قبل أكثر من قرن من الزمان "أي فترة ما يمكن أن نسميه بعصر التنوير العربي أو عصر النهضة العربية" في سعيهم نحو تحقيق نهوض أو تقدم عربي في شتى مجالات الحياة.
span lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";="" mso-bidi-language:ar-eg"=""وقد عرّفت "موسوعة السياسة" الإصلاح بأنه "تعديل وتطوير غير جدري في شكل الحكم، أو العلاقات الاجتماعية دون المساس بأساسها، وهو بهذا المعنى السياسي – خلافاً للثورة- ليس سوى تحسين في النظام السياسي والاجتماعي القائم من دون المساس بأسسه. إنه أشبه ما يكون بإقامة دعائم الخشب التي تحاول منع انهيار المباني المتداعية. ويستعمل عادة للحيلولة دون الثورة أو لتأخيرها. ويطلق كذلك تعبير الاصلاح على الحركة الدينية التي نشأت في القرن السادس عشر بأوربا وأدت إلى انتزاع قسم كبير من أوربا من سلطة الباباوات الزمنية والدينية، ومن أهم ممثليها لوثر وكالفن، على حد تعبير الكيالي عبد الوهاب في موسوعته السياسية.
span lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:calibri;mso-fareast-language:en-us;mso-bidi-language:="" ar-eg"=""وعرف قاموس "وبستر" للمصطلحات السياسية (1988) الإصلاح السياسي بأنه "تحسين النظام السياسي من أجل إزالة الفساد والاستبداد". ويعتبر الإصلاح السياسي ركناً أساسيا ًمرسخاً للحكم الصالح، ومن مظاهره سيادة القانون والشفافية والمشاركة الشعبية في اتخاذ القرار والعدل وفعالية الإنجاز وكفاءة الإدارة والمحاسبة والمسائلة والرؤية الاستراتيجية، وهو تجديد للحياة السياسية، وتصحيح لمساراتها، ولصيغها الدستورية، والقانونية، بما يضمن توافقاً عاماً للدستور، وسيادة للقانون، وفصلا ًللسلطات، وتحديداً للعلاقات فيما بينها، وهو التعريف الذي يتبناه برنامج الأمم المتحدة لإدارة الحكم في الدول العربية. وعرفته موسوعة السياسية بأنه "تعديل أو تطوير غير جذري في شكل الحكم أو العلاقات الاجتماعية دون المساس بأسسها، وهو بخلاف الثورة ليس إلا تحسين في النظام السياسي والاجتماعي القائم دون المساس بأسس هذا النظام، أنه أشبه ما يكون بإقامة الدعائم التي تساند المبنى لكي لا ينهار وعادة ما يستعمل الإصلاح لمنع الثورة من القيام أو من أجل تأخيرها".
span lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%; font-family:" traditional="" arabic","serif";mso-fareast-font-family:calibri;="" mso-fareast-language:en-us;mso-bidi-language:ar-eg"="" أما الباحث "عمر علي باشا" فقد اعتبر أن الإصلاح السياسي هو عملية تعديل وتطوير جذرية أو جزئية في شكل الحكم، أو في العلاقات الاجتماعية داخل الدولة في إطار النظام السياسي القائم، وبالوسائل المتاحة واستناداً إلى مفهوم التدرج، وبمعنى آخر فالإصلاح يعني تطوير كفاءة وفاعلية النظام السياسي في بيئته المحيطة داخلياً وخارجياً. والإصلاح السياسي يجب أن يكون ذاتياً من الداخل وليس مفروضاً من الخارج، كمال يجب أن يكون شمولي الطابع، ويجب أن يحمل في طياته صفة الاستمرارية، وواقعياً ينطلق من واقع الدولة وطبيعة الاختلالات القائمة المراد إصلاحها، ويجب أن ينحى منحى التدرج، مرحلة تلو الأخرى، وأن لا يكون سريعاً ومفاجئاً، ويركز فيه على المضمون والجوهر لا الشكل، وباعتقادنا يجب أن يتلازم مع البنى الفكرية القائمة، لأن حالة التعديل حالة ذهنية، أي يجب أن تكون مستوعبة ومدركة عقلياً من الخاصة والعامة على السواء، ناهيك عن أهمية الشفافية والوضوح، وألاّ يكون في طياتها غموض أو قفز نحو المجهول. وبيّن الباحث أعلاه أن مفهوم الإصلاح السياسي يتداخل مع مفاهيم ومصطلحات سبقته ودرج على استخدامها مثل، التنمية السياسية، التحديث السياسي، والتغير السياسي، وجميعها تصب في حالة التحولات التي تحدث في النظام السياسي مع اختلاف في نقاط التركيز والأسلوب في التعامل مع مضامين وآليات هذا التحول ضمن إطار الجوهر أو المظهر، (الشكل أو المضمون)، فالتغير السياسي يشير إلى التحول في الأبنية أو العمليات أو الغايات بما يؤثر على توزيع وممارسة القوة السياسية بمضامينها مثل: السلطة، والإجبار، والنفوذ السياسي داخل الدولة، أو في علاقاتها الخارجية.
span lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:calibri;mso-fareast-language:en-us;mso-bidi-language:="" ar-eg"=""
span lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:calibri;mso-fareast-language:en-us;mso-bidi-language:="" ar-eg"=""من يتوجب عليهم القيام بأمر span lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%; font-family:" traditional="" arabic","serif";mso-bidi-language:ar-eg"=""الإصلاحspan lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";="" mso-bidi-language:ar-eg"="" في المنظور السياسي الإسلامي؟span lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:calibri;mso-fareast-language:en-us;mso-bidi-language:="" ar-eg"=""
span lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";="" mso-bidi-language:ar-eg"="" يعتبر الدكتور صبري خليل في مقالة له بعنوان "span lang="AR-EG" style="font-size: 16.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";mso-fareast-font-family:="" "times="" new="" roman";mso-fareast-language:fr;mso-bidi-language:ar-eg"=""التغيير والإصلاح في الفكر السياسي الإسلاميspan lang="AR-EG" style="font-size: 17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";mso-bidi-language:="" ar-eg"=""" أن خصوصية الإصلاح في الإسلام تبرز أيضاً من خلال قانونية القائمين به، يقول الدكتور في هذا الشأن "هو التغير من خلال قانوني تتوفر فيه إمكانية التغيير، فهو تغيير تدريجي جزئي سلمي يتم من خلال نظام قانوني تتوافر له الشرعية التكليفية (نظام قانوني إسلامي)، والتكوينية (السلطة فيه جاءت من خلال بيعة صحيحة أو انتخابات، باعتبارها عقد اختيار لم يدخله إجبار، وهي نائب ووكيل عن الجماعة لها حق تعيينها ومراقبتها وعزلها)؛ فهو شكل من أشكال مراقبة السلطة" منطلق الدكتور هنا قائم على من له حق تطبيق مبدأ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر المنصوص عليه إسلامياً. من أهم مستلزمات الإصلاح عند الأستاذ محمد بريش:
span style="font-size: 17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";mso-fareast-font-family:="" "traditional="" arabic";mso-bidi-language:ar-eg"=""1.span style="font-variant-numeric: normal; font-variant-east-asian: normal; font-stretch: normal; font-size: 7pt; line-height: normal; font-family: " times="" new="" roman";"="" span lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%; font-family:" traditional="" arabic","serif";mso-bidi-language:ar-eg"=""أمن العقول المصلحة في حرية فكرها وإطلاق ألسنتها في قول كلمة الحق الكفيلة بإصلاح حال المجتمع.span dir="LTR" style="font-size:17.0pt;line-height:115%; font-family:" traditional="" arabic","serif";mso-bidi-language:ar-eg"=""
span style="font-size: 17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";mso-fareast-font-family:="" "traditional="" arabic";mso-bidi-language:ar-eg"=""2.span style="font-variant-numeric: normal; font-variant-east-asian: normal; font-stretch: normal; font-size: 7pt; line-height: normal; font-family: " times="" new="" roman";"="" span lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%; font-family:" traditional="" arabic","serif";mso-bidi-language:ar-eg"=""الاستقلال الفكري للمصلحين، وكذا استقلالهم عن أي تأثير خارجي من أي نوع كان.span dir="LTR" style="font-size:17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";="" mso-bidi-language:ar-eg"=""
span style="font-size: 17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";mso-fareast-font-family:="" "traditional="" arabic";mso-bidi-language:ar-eg"=""3.span style="font-variant-numeric: normal; font-variant-east-asian: normal; font-stretch: normal; font-size: 7pt; line-height: normal; font-family: " times="" new="" roman";"="" span lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%; font-family:" traditional="" arabic","serif";mso-bidi-language:ar-eg"=""حيازة مقدار عال من الحكمة والمعرفة والعلم.span dir="LTR" style="font-size:17.0pt; line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";mso-bidi-language:="" ar-eg"=""
span style="font-size: 17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";mso-fareast-font-family:="" "traditional="" arabic";mso-bidi-language:ar-eg"=""4.span style="font-variant-numeric: normal; font-variant-east-asian: normal; font-stretch: normal; font-size: 7pt; line-height: normal; font-family: " times="" new="" roman";"="" span lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%; font-family:" traditional="" arabic","serif";mso-bidi-language:ar-eg"=""الإصلاح لا يكون كذلك إلا إذا كان جامعاً مانعاً، شاملاً لا يهمل أي مجال من مجالات الحياة. span dir="LTR" style="font-size:17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";="" mso-bidi-language:ar-eg"=""
span lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%; font-family:" traditional="" arabic","serif";mso-fareast-font-family:calibri;="" color:windowtext;mso-bidi-language:ar-eg"=""متى يكون/ ينبغي الإصلاحspan lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";="" mso-fareast-font-family:calibri;color:windowtext;mso-bidi-language:ar-eg"="" في المنظر السياسي الإسلامي؟
span lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";="" mso-bidi-language:ar-eg"="" يختلف آنُ الإصلاح تبعاً اختلاف نوعه، فوعي الحاجة للإصلاح الاجتماعي المجتمعي يختلف عن وعي الحاجة إلى الإصلاح السياسي أو العسكري أو الاقتصادي أو غيره من أنواع الإصلاحات. وعموماً نستطيع أن نقول إن الحاجة إلى الإصلاح تجب "عندما تصل الأوضاع في المجتمع المسلم إلى ما أسماه علي أومليل ب"غربة الإسلام"، مسترشداً بالحديث الشريف الذي يقول فيه الرسول، صلى الله عليه وسلم: "بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ، فطوبى للغرباء، قيل: وما الغرباء يا رسول الله، قال: الذين يصلحون عند فساد الناس" (أومليل علي، ما هو الإصلاح بمفهوم إسلامي، الرباط 1983) والذي يقوم بعملية الإصلاح هنا هو جهاز الحسبة والقائمين عليه، ولكن أغلب الفقهاء لم يجيزوا الخروج على الحاكم مخافة الفتنة. السلطة، عندهم، مهما جارت، خيرٌ من غيابها. ثم إن الحسبة لا تقوم بها إلا هيأة معينة من طرف السلطة، بل إن الشريعة الإسلامية عندهم في المبتدأ والمنتهى لا تقوم إلا بالسلطة السياسية، لذا يصبح الإصلاح رهيناً بوجود السلطة السياسية.
span lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";="" mso-bidi-language:ar-eg"="" لكن الإصلاح أصبح حاجة ملحةً في عالمنا الإسلامي لما ازداد الاحتكاك بالعالم الغربي المتفوق، عندها تنبهت النخبة الحاكمة في الإمبراطورية العثمانية مثلاً إلى حاجتها الملحة للإصلاح، هذا الوعي يمكن التأريخ له بالقرنين الثامن العشر والتاسع عشر. لكن القرن 19 أكثر القرون كشفاً للذات الإسلامية والضعف الذي آلت إليه. فالعالم الإسلامي بدا ضعيفاً مترهلاً، أما أوربا البورجوازية فظهرت مزوهةً، منتشيةً، وقويةً، بما باتت تحققه من فائض في كل شيء، فقد وصل الأوربيون إلى الإمبريالية، باعتبارها أعلى درجات الرأسمالية، فبدؤوا يصدرون فائض قيمهم، كما صدروا فائض منتجاته إلى من يحتاجها، أو إلى من لا حاجته له بها في الأصل. الأمر الذي فرض على العالم الإسلامي تحديات مختلفة، بدأت سلمية أو متمسحة بالقوة الناعمة، وسرعان ما انتهت عسكرية فجة لا غطاء تتدثر بها غير قناع التفوق الحضاري ووهم المركزية الأوربية المستعلية.
span lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";="" mso-bidi-language:ar-eg"="" في المبتدأ وقف القيمون على الشأن العربي الإسلامي، من نخبة حاكمة ومن يحوم في فلكها، على الحاجة الملحة إلى لإصلاح العسكري، لأن الاحتكاك الأول مع الغرب كان عنيفاً كاشفاً للذات المنخدعة بوهم قوتها التاريخي، ثم انتقلت تلك الحاجة إلى الميدان الاقتصادي بعد أن وعى أصحاب الشأن في عالمنا الإسلامي بأن مرد التفوق العسكري الأوربي تفوقٌ لا يقل عنه شأناً عاشه الغرب في الميدان الاقتصادي بمختلف تجلياته، مع توالي الاحتكاك بالغرب، طوعاً أحياناً وقصرا أحيناناً أخرىspan lang="AR-EG" style="font-size:14.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";="" mso-bidi-language:ar-eg"="".span lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt; line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";mso-bidi-language:="" ar-eg"=""
span lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";="" mso-bidi-language:ar-eg"="" أما في المغرب الحديث فقد دخلت فكرة الإصلاح مجال التداول النظري منذ مستهل القرن التاسع عشر، وعرفت نمواً في كثافة الاستعمال بدءاً من العقد الرابع منه غداة هزيمة "إسلي" (1844) حيث لاقت الجيوش المغربية هزيمة نكراء في ظرف زمني وجيز، جعل السلطان وحاشيته يقفون مشدوهين أولاً، ومحاولين، ثانياً، البحث في أسباب الضعف. ثم جاءت هزيمة أخرى أشدُ وقعاً على نفوس المغاربة لما لها من تداعيات نفسية ومالية وغيرها. سميت تلك الهزيمة بحرب تطوان وكانت في 1859/1860 ضد الإسبان.
span lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";="" mso-bidi-language:ar-eg"=""بعد هزيمة "إيسلي" المدوية، وما أعقبها من شروط صلح مجحفة، من خلال اتفاقية "لالة مغنية" في 18 مارس 1845، وهزيمة تطوان المذلة وما أعقبها من شروط صلح أشد إذلالاً، وجدت النخبة المغربية نفسها في حيص بيص، بين من ينادي بالجهاد هروباً إلى الأمام، ومن يبحث في النصوص العتيقة عن تفسيرات لما وقع، هروباً إلى الوراء، وبين هذا وذاك وُجدت عناصر من داخل المخزن المتهالك، بحثت في المسألة بأدوات العصر، فخلصت إلى تبدل الأحوال، وأن الذي كان بالأمس قوياً، ولا يرى في المرآة إلا صورته، بات لزاماً عليه البحث عند الآخر عن سر تفوقه، عله يقف عن أسرار ضعفه، بعد الوهن الذي اعتراه، وكان لما خلفته رحلة المصري "رفاعة رافع الطهطاوي" كبير الأثر في تنوير من يعنيهم الأمر بضرورة الاطلاع على الكيفية التي وصل بها الفرنسيون إلى هزيمة المغاربة بتلك السهولة، وكذا الإسبان.
span lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";="" mso-bidi-language:ar-eg"=""
span lang="AR-EG" style="font-size:17.0pt;line-height:115%;font-family:" traditional="" arabic","serif";="" mso-bidi-language:ar-eg"=""
span lang="AR-EG" style="font-size: 17pt; line-height: 26.0667px; font-family: " traditional="" arabic",="" serif;="" font-weight:="" bold;"=""حنان بنبوعنان، طالبة باحثة في الدراسات الإسلامية، كلية الآداب والعلوم الإنسانية أبي شعيب الدكالي.
span lang="AR-EG" style="font-size: 17pt; line-height: 26.0667px; font-family: " traditional="" arabic",="" serif;"=""


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.