بسبب قرار مفاجئ لجماعة الحوزية يقضي بإلغاء خدمة النقل المدرسي لتلاميذ السلك الابتدائي بدواوير السبيطات، الطاجين، النواصرة 1 و2، وجدت حوالي 120 أسرة نفسها أمام أمر واقع صعب يهدد فلذات أكبادها بمغادرة المدرسة نحو الشارع. مغادرة هؤلاء التلاميذ لمكانهم الطبيعي الذي هو المدرسة العمومية لا يرتبط بعدم إدراج أسمائهم ضمن لوائح التلاميذ المسجلين بالمدرسة التي قضوا بها سنوات من مسيرتهم التعليمية، بل بحرمانهم من خدمة النقل المدرسي الذي يقلهم نحو المدرسة بسبب قرار لجماعة الحوزية وصف ب "الجائر". قرار إلغاء خدمة النقل المدرسي الذي يعد ضمن أوليات مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية التي تعد أمرا ملكيا ساميا لرفع الهشاشة الاقتصادية والاجتماعية عن رعايا جلالة الملك، أدى إلى خروج عائلات هؤلاء التلاميذ للاحتجاج وطرق أبواب جماعة الحوزية وعمالة الإقليم لكن دون جدوى، ما يطرح أكثر من تساؤل حول موقف العامل محمد العطفاوي من هذا القرار الذي قد يزج بأطفال صغار نحو الشارع عوض المدرسة، خاصة وأن مصادر من بين المتضررين أفادت بأن "موقف العامل جاء مساندا لقرار الجماعة الترابية" ولعل ذلك ما يعكسه استمرار توقف خدمة النقل المدرسي رغم اللقاء الذي جمع ممثلي الأسر المتضررة بعامل الأقليم ورئيسة جماعة الحوزية. أمام تشبث الجماعة الترابية بقرار إلغاء خدمة النقل المدرسي لتلاميذ السلك الابتدائي بدواوير النواصرة 1 و2 والطاجين والسبيطات وهي التي كانت متوفرة منذ حوالي 8 سنوات، جعلت الأمهات يعشن أزمات حقيقية، حيث يتكبدن عناء مرافقة أبنائهن إلى مدينة الجديدة منذ الساعة الخامسة صباحا فيقطعون حوالي 3 كيلومترات مشيا على الأقدام من أجل الوصول إلى الطريق العمومية لركوب حافلات النقل الحضري، فيقضين يومهن في إحدى الحدائق المجاورة للمدرسة، إذ يناولوهن وجبة الغذاء فوق عشب الحديقة والذي لا يعدو أن يكون لبعض هؤلاء الصغار مجرد قنينة شاي بارد وكسرة خبز حاف، كما ان بعض هؤلاء النسوة يصطحبن معهن أطفالا صغارا طيلة اليوم إثر حاجتهم للرضاعة على اعتبار أن عمرهم لا يتجاوز بضعة شهور. هؤلاء النسوة أصبحن يعانين رفقة صغارهن في مشاهد مؤثرة داخل حديقة عمومية، كما أن تنقلاتهم اليومية وواجب التغذية رغم بساطة وجباتها زاد من أعبائهن المالية في الوقت الذي كان الواجب الشهري لحافلات النقل المدرسي لا يتجاوز 100 درهم رغم الدعم المالي الذي تقدمه الجماعات الترابية للجمعيات النشيطة في مجال النقل المدرسي. صمود هذه الأسر وهؤلاء الأمهات قد يتلاشى بتوالي الأيام (را الدوام هادا) وقد يجعل هؤلاء التلاميذ عرضة للتشرد.