من المعلوم أن الناس يختلفون في أمزجتهم و افهامهم و طبائعهم ومستوياتهم المادية والمعرفية تبعا لمحيطهم وللبيئة التي يعيشون فيها. فلا يمكن أن نقيس مدينة جرادة بمدينة وجدة أو فاس أو الرباط أو غيرها من المدن المغربية. فمدينة جرادة صغيرة في نسبة سكانها وصغيرة في كفاءة أهلها المادية والعلمية. فلا يوجد بها علماء ولا مفكرون ولا مثقفون كبار. أئمتها وخطباؤها هم من حفظة القران وحسب لأنهم حرموا التعليم بسبب الحاجة المادية وضغوطها غير أن رئيس المجلس العلمي بجرادة لا يفتر يوما عن إحداث الجلبة والضجيج لإيهام الرأي عبر قنواته وأبواقه والتدليس على الوزارة بان يجعل من الحبة قبة. ينظم أنشطة ولقاءات ذات صبغة وطنية لو أراد وزبر الأوقاف القيام بها لكلفته الكثير ولاستدعت منه ان يحضر لها العلماء الكبار ذوو الاختصاصات المختلفة لمدارستها ولمناقشتها غير أن الرئيس الغر المغرور العديم الفكر يقتحم هذا الميدان ببساطة لأنه الرئيس الذي يريد ان يعلو كعبه. هو دائما يتعاطى مع العناوين العالية الفاقدة للفعالية في هذه المدينة بالخصوص لان المستوى العلمي والثقافي لأهلها ضعيف بل إن الرئيس نفسه لا يملك من الأدوات والوسائل العلمية التي تؤهله لتحرير خطبة أو إعداد موعظة من بنات أفكاره فهو نقال ينقل كل شيء. واذهب أيها القارئ إلى مسجد النور بجرادة لتستمتع إلى الخطيب المحنك الذي تفر الناس من المسجد يفعل هذا وهو يدري أو لا يدري انه أضل من حمار أهله لأنه يتجه بالعمل في مسارات جانبية مسدودة وذاهبة إلى الهدر وقد أحسن الخطيب عبد المولى حين جعل جل مواضيع خطبة عن المسيح الدجال خلال الأشهر السابقة حتى اشتكى منه الناس لأنه يدرك ان تولي عزيز سرغيني الرئاسة من علامات الساعة وكأنه كان يريد ان يقول لهم – اغسلوا أيديكم من هذا المجلس -. إن المسالة هنا ما موقع الرئيس والسادة الخطباء و الوعاظ بمدينة جرادة في علاقتهم بالمعرفة العلمية في هذا المجال.وزير الأوقاف أجاب عن هذا في أكثر من لقاء وقال بأننا بحاجة الى الخطباء و الوعاظ الأكفاء لكن فعل سرغن الذي غلب شخص عزيز جعله يكذب على نفسه وغلى المسلمين. ويقول للخطباء و الوعاظ بأننا بحاجة الى خطبة و موعظة مؤثرة. فمن سيصوغها ومن سيلقيها. فاقد الشيء لا يعطيه والعلم لا ينال باللقاءات الشكلية المرطونية للبقاء على كرسي الرئاسة يا أيها الجاهل . العلم نور يقذفه الله في قلوب المخلصين الأصفياء الذين سخروا حياتهم لطلبه خدمة للإسلام و المسلمين يبتغون وجه الله.