قال محمد أمكراز وزير الشغل والإدماج المهني ، اليوم الأربعاء بالرباط ، إنه تم وضع « تصور إطار » على المدى المتوسط يعرض مختلف مرتكزات المنظومة المندمجة لرصد سوق الشغل، والشروط الواجب توفيرها لعملها بشكل فعال في المستقبل. وأوضح أمكراز في افتتاح ندوة علمية وتقنية تنظمها وزارة الشغل والإدماج المهني ، على مدى يومين ، حول الأهداف والمقاربات المنهجية والنتائج المتوقعة للمنظومة الجديدة لرصد ديناميات التشغيل داخل المقاولات بالمغرب، أن هذا « التصور- الإطار » يأتي من أجل سد النواقص والاختلالات المسجلة وخلق الانسجام الضروري بين مختلف المتدخلين. وأوضح أن برنامج العمل الذي تمت بلورته لتنفيذ التصور المستقبلي، يضم أربعة مشاريع أولية تتمثل في إنجاز بحث حول زمرة من المقاولات، وذلك بهدف سد الخصاص في مجال المعلومات المرتبطة بالطلب على الشغل، وتطوير آلية لتتبع زمرة من المسجلين بالوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات لتتبع وتقييم مسارات الإدماج المهني للشباب، ووضع منصة معلوماتية لجمع ونشر المعلومة والمعرفة حول سوق الشغل، وإعداد دراسات استشرافية وتنظيم ورشات عمل تشاركية حول المهن والكفاءات المستقبلية. وحسب أمكراز، فإن هذا اللقاء المنظم بشراكة مع وكالة حساب تحدي الألفية-المغرب، يأتي في إطار إنجاز المشروع الأول المتعلق بوضع منظومة بحث حول زمرة من المقاولات، التي من المفترض أن تكون قادرة على سد العجز الحاصل في المعلومات الكمية والنوعية الضرورية لتحليل ديناميات التشغيل وحاجيات المقاولات من المهارات والكفاءات. وأضاف أن هذه المنظومة ستمكن من المساهمة في تزويد الفاعلين المعنيين بالمعلومة الضرورية للتخطيط الاستراتيجي في مجال التربية والتكوين وإعادة التكوين والتكوين المستمر، بما يتناسب مع حاجيات سوق الشغل والتطورات التي يعرفها النسيج الاقتصادي الوطني. واعتبر الوزير اللقاء الذي يعرف مشاركة خبراء دوليين وطنيين وممثلين عن القطاعات العمومية والمؤسسات المهنية، مناسبة لعرض الأفكار والمقاربات المنهجية المستخلصة من الممارسات الجيدة للتجارب الدولية في هذا المجال، وفرصة لبلورة مقترحات وتوصيات عملية بشأن كيفية وضع هذه الآلية الإحصائية بطريقة ممنهجة ومبتكرة مع الأخذ بعين الاعتبار الإكراهات والتحديات الانية والمستقبلية، وكذا الفرص التي يتيحها تطور التكنولوجيا الرقمية في تحصيل ومعالجة المعلومة الإحصائية بأقل تكلفة. وفي تصريح للصحافة، أكد السيد عبد الغني لخضر المدير العام لوكالة حساب تحدي الألفية-المغرب أن هذه الندوة العلمية تعطي انطلاقة بحث حول دينامية الشغل في المقاولة المغربية. وأبرز الأخضر أن الأمر يتعلق بتتبع عينة من المقاولات في الزمن للتوفر على تصور حول حركيتها ودينامية اليد العاملة بها، وكذا حاجتها من الكفاءات، بما يترجم سياسة الملاءمة بين التكوين وسوق الشغل، خاصة لفائدة الشباب. وتأتي الندوة في إطار إطلاق الوزارة ووكالة حساب تحدي الألفية-المغرب منظومة جديدة لرصد ديناميات التشغيل داخل المقاولات بالمغرب، وذلك دعما للجهود التي تبذلها الحكومة قصد إنعاش التشغيل، تطبيقا للتوجيهات الملكية السامية. وسيتم خلال الندوة التي تعرف مشاركة فاعلين مؤسساتيين ومهنيين وخبراء وباحثين وطنيين ودوليين مهتمين بإشكاليات التشغيل، استعراض تجارب دولية ناجحة في هذا المجال من كندا وألمانيا وفرنسا وتونس. وتهدف هذه الندوة إلى بلورة فهم مشترك للرهانات والفرص المتعلقة بإنشاء منظومة لرصد ديناميات التشغيل داخل المقاولات، والإلمام بشكل أحسن بالظروف والشروط القبلية لإنجاح هذا المشروع.
