حذرت منظمة الصحة العالمية الاثنين أن دولا كثيرة لا تتخذ التدابير السليمة لمواجهة وباء كوفيد-19، وذلك غداة تسجيل رقم قياسي بعدد الإصابات الجديدة بفيروس كورونا المستجد بلغ 230 الفا. وصرح المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبرييسوس في مؤتمر صحافي عبر الانترنت « اريد ان اكون صريحا معكم: لن تكون ثمة عودة الى الوضع الطبيعي في المستقبل المنظور ». واضاف أن « الفيروس يبقى العدو العلني الرقم واحد، لكن ما تقوم به غالبية الحكومات والأفراد لا يعكس هذا الأمر »، ملاحظا أن « عددا كبيرا من الدول تسلك الاتجاه الخاطئ ». وتابع أن « الرسائل المتناقضة للمسؤولين تقوض العنصر الاكثر حيوية في أي رد: الثقة » من دون أن يشير الى اسماء محددة. وكرر المدير العام دعوة الحكومات الى التواصل بوضوح مع مواطنيها ووضع استراتيجية شاملة تهدف الى الحد من تفشي العدوى وإنقاذ الارواح، مع مطالبته السكان بالتزام التعليمات على غرار احترام التباعد الجسدي وغسل الايدي ووضع كمامات وعزل أنفسهم إذا كانوا مصابين. وقال « إذا لم يتم التزام المبادئ البديهية، فإن هذا الوباء لن يسلك سوى اتجاه واحد. ستزداد الامور سوءا ». واودى وباء كوفيد-19 باكثر من 569 الف شخص في العالم منذ ظهوره في الصين نهاية كانون الاول/ديسمبر 2019. والولاياتالمتحدة التي سجلت أول وفاة بالفيروس بداية شباط/فبراير هي البلد الاكثر تضررا لجهة عدد الوفيات والإصابات، تليها البرازيل. واكد مدير المنظمة أن « بؤرة الفيروس لا تزال في القارة الاميركية حيث سجل أكثر من خمسين في المئة من الاصابات على مستوى العالم ». واضاف « نأمل باكتشاف لقاح فاعل ولكن علينا أن نركز على استخدام الادوات التي في متناولنا حاليا للحد من التفشي وانقاذ ارواح ». ودعا الى « تسريع وتيرة الجهود العلمية وايجاد حلول مشتركة والتوصل الى رد عالمي متجانس ومتضامن ». وتعرضت منظمة الصحة العالمية لانتقادات شديدة من بعض الدول، وخصوصا من الرئيس الاميركي دونالد ترامب. واطلقت الولاياتالمتحدة في السابع من تموز/يوليو آلية انسحابها من المنظمة متهمة إياها بانها كانت متساهلة جدا مع الصين. رغم ذلك، رحبت واشنطن بارسال بعثة استطلاعية من المنظمة الى الصين نهاية الاسبوع الفائت. وتضم البعثة خبيرين في علم الاوبئة والصحة الحيوانية مهمتهما التمهيد لبعثة أكبر مكلفة تحديد منشأ الفيروس. واوضح مدير برنامج إدارة الحالات الصحية الطارئة في المنظمة مايكل راين ان « الفريق بدأ عمله ولكن من بعد كونه في الحجر » كما تنص آلية العمل الصينية. وفي بكين، قالت المتحدثة باسم الخارجية الصينية شونيينغ هوا للصحافيين انه تم التوصل الى « تفاهم اولي » مع منظمة الصحة العالمية « علما بان البحث عن المصدر هو مسألة عملية ». واوضحت انه بالنسبة الى منظمة الصحة، « فان البحث عن المصدر هو عملية في تطور مستمر قد تشمل دولا ومناطق عدة ».