"فبراير" تكشف كيف تطور منحنى الوفيات بكورونا في المغرب منذ يوم العيد

شهدت الحالة الوبائية ببلادنا منذ عيد فترة عيد الأضحى إلى يومنا هذا تصاعدا في حالات الاصابة التي وصلت لأول مرة منذ انتشار الجائحة ببلادنا في شهر مارس من السنة الماضية، إلى ما يفوق 10 ألاف حالة مسجلة في اليوم، كما تم تسجيل أعلى معدل للوفيات في بلادنا في هاته الفترة.
إن منحنى عدد الوفيات بفيروس كورونا شهد تدبدبا واضحا منذ انتشار الفيروس التاجي، وذلك تماشيا مع الوضعية الوبائية في بلادنا، فقد شهد ارتفاعا في الموجة الاولى، حيث وصل أعلى معدل يومي 33 وفاة، وفي الموجة الثانية، تم تسجيل 54 كأعلى معدل يومي للوفيات، فيما بلغ عدد الوفيات لحدود اليوم ونحن نعيش الموجة الثالثة من انتشار الفيروس إلى 92 حالة، وهي التي تم تسجيلها يوم 7 غشت الجاري.
انطلقت الموجة الثالثة لفيروس كورونا المستجد بالمغرب، مباشرة بعد اتخاذ الحكومة لقرار التخفيف من الاجراءات القيود التي كانت مفروضة، من قبيل تنظيم الاعراس والحفلات، والسماح بالتنقل بين المدن، ورفع توقيت الاغلاق الى الساعة الحادية عشر، وازدادت حدة انتشار الفيروس في أيام عيد الأضحى وما بعده، وهي الفترة التي تعرف تنقلا كبيرا بين المدن.
في هذا الصدد، تشكف لكم "فبراير" في هذا التقرير كيف تطور المنحنى الوبائي في بلادنا، وذلك حسب جهات المملكة، مستندين في ذلك إلى الأرقام والمعطيات اليومية الصادرة عن وزارة الصحة.
بداية من جهة الدار البيضاء السطات، وهي الجهة الأكثر تضررا من انتشار الجائحة، والأكثر تسجيلا لحالات الوفيات والاصابة، فبين يوم 20 يوليوز، الذي سجلت فيه حالتي وفاة، ويوم 8 غشت، الذي سجلت فيه 19 حالة وفاة، شهدت الجهة منذ يوم 29 يوليوز، بداية ارتفاع الاصابة، حيث بلغ معدل الوفاة رقما قياسيا يوم 7 غشت، حيث تم تسجيل 30 حالة وفاة.
وقد جاءت خلال ذات الفترة جهة سوس ماسة في المرتبة الثانية من حيث تسجيل أكبر معدل يومي، حيث تم تسجيل يوم 3 غشت 14 حالة وفاة، ومنذ هذا اليوم ، سجلت الجهة أقل معدل يومي تم وهو 9، مع التأكيد على أن معظم الحالات تم تسجيلها بمدينة أكادير.
جهة مراكش اسفي، بدورها سجلت معدلات قياسية في حالات الوفاة، بلغت أعلى معدل يومي لها 13 حالة، وذلك يوم 8 غشت، مع التأكيد على أنه منذ يوم 2 غشت، سجلت 10 حالات وفاة في اليوم كأدنى معدل يومي، مع العلم أن معظم حالات الوفاة سجلت بمدينة مراكش.
جهة الرباط سلا القنيطرة، تعتبر الحالة الفريدة بين كل جهات المملكة، حيث يشهد المنحنى الوبائي تدبدبا واضحا ولم يشهد استقرارا، حيث سجلت الجهة على سبيل المثال يوم 2 غشت 7 حالات وفاة، وفي اليوم الذي تلاه تم تسجيل حالة واحدة، ليعود المنحى للارتفاع في اليوم الموالي أي 4 غشت، حيث تم تسجيل 10 وفيات، بينما تم تسجيل يوم 5 غشت حالتي وفاة، مع التأكيد على أن أعلى معدل يومي سجل بالجهة هو 13 حالة وفاة، وهي التي سجلت يوم 7 غشت الجاري، علما أن هذا التوزيع الجغرافي للحالات يتم تسجيله غالبا بين الرباط والقنيطرة وسلا.
والملاحط أنه بين جهة درعة تافيلالت، وجهة طنجة تطوان الحسيمة، تشابه كبير، حيث يشهد المنحنى الوبائي استقرارا، فمنذ يوم 20 يوليوز إلى 8 غشت، سجلت ما بين صفر حالة و7 حالات في الأقصى في الجهتين معا.
الجهة للشرقية للمملكة، ظلت حالتها مستقرة، بل يمكن القول أنه لحدود اللحظة لم ترتفع حالة الوفيات، التي تم تسجيلها في الموجة الأولى والثانية لانتشار الوباء، فلم يتجاوز المعدل اليومي في الأقصى 5 حالات وفاة، ومنذ 20 يوليوز الى اليوم، خلال 7 أيام لم يتم تسجيل أية حالة.
جهة فاس مكناس لا تختلف بدورها كثييرا عن جهة الشرق، فبدروها سجلت 4 حالات كأعلى معدل يومي للوفيات، وتتركز هاته الحالات في مدينة فاس في الغالب.
جهة بني ملال خنيفرة، يمكن أن تشكل الاستثناء بين كل الجهات، حيث شهد المنحنى الوبائي ارتفاعا كبيرا في وقت قصير، حيث تم تسجيل حالتي وفاة كأعلى معدل يومي منذ 20 يوليوز الى حدود 30 من نفس الشهر، ومن تاريخ 31 غشت، أخذت الحالات في الارتفاع بشكل تدريجي، حيث وصلت يوم 8 غشت إلى 10 حالات يوميا.
أما على مستوى، جهات الصحراء المغربية الثلاثة، أي جهة العيون الساقية الحمراء، وجهة الداخلة واد الذهب، وجهة كلميم واد نون، فقد شهدت استقرارا وبائيا منذ انتشار الجائحة، ولم تتجاوز بالجهات الثلاثة تسجيل 4 حالات في اليوم، كأقصى معدل يومي.