لم يتأخر الشيخ المغراوي، صاحب دور القرآن وعقد القران على الصبيات في ريعان الخيزران، في رد الجميل إلى حكومة بنكيران. إذ سرعان ما بشر رئيسها بالخلود في الكراسي الحكومية. وقالت الأخبار، والعهدة على الديلمي وخالد الحري، أن المغراوي، وضع لذلك شرطا، يبدو أنه في متناول اليد، وتقول الأخبار إن التبشير جاء كالتالي «نشر الإسلام إذا أراد أن يبقى هو وحزبه في الحكم إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها».
وبما أن البلاد قد دخلها الإسلام منذ 14 قرنا، والمغاربة في أغلبيتهم الساحقة قد أسلموا منذ قرون، وبما أن إمارة المؤمنين قائمة، فلا نعتقد بأن الشيخ المغراوي يريده أن ينشر الإسلام في المغرب.
إذا كان ذلك هو القصد، فتلك كبيرة تفوق الحديث عن تزويج التلميذات في الابتدائي بشيوخ السلفية الوهابية.
على فكرة لست أدري لماذا يريدون دوما من كتاب الله عز وجل وسنة نبيه الكريم أن تبرر البيدوفيليا، أي تزويج الصبيات، ويريدون باسم السنة والكتاب، أن يبرروا النيكروفيليا، أي نكاح الزوجات الميتات، كما لو أن المطلوب أن يكون الإنسان معتوها وخارج البشرية، لكي يكون مسلما في نسخة مزيدة ومنقحة . طبعة الألفية الثالثة.. وبنكيران عليه ربما أن يحمل هذا الإسلام إلى أصقاع أخرى من الدنيا، ومعه المغراوي، ونقترح أن يبدأ من جزيرة الهونولولو، فهي حديثة العهد بمعرفة الإسلام، وفيها من لا بد من إقناعهم بالدخول إلى الإسلام والسباحة بالجلباب والحجاب. وبعدها تتوجه كتائب العدالة والتنمية لنشر الإسلام في جزر الكرايبي، فتلك مناسبة لكي يخطب المقرىء أبو زيد على ضفاف فنزويلا، والله لو أعرف أن بعد هاليم أرضا لقطعتها بفرسي هذا لنشر الإسلام، على غرار عقبة بن نافع الفهري بالقرب من المحيط - وربما كان ذلك بسيدي الشرقي بالمحمدية، والله أعلم.
ولكي يرث بنكيران وحزبه الأرض ومن عليها، بنشر الإسلام، لماذا لا يستعين بالفقيه المغراوي في زيارة قبائل الأمازون في أدغال أمريكا اللاتينية، ويحرم عليهم العري ويزوجهم بالصغيرات من بنات حواء.. والفقيه الذي ذكره الباحث والمثقف أحمد عصيد في إحدى مقالاته عندما قال إنه استمع إلى قرص مدمج لخطيب قال بأن «الأسماء المغربية الأمازيغية غريبة عن الشعب المغربي،،». وليس هناك سوى القعقاع والمهلهل ما يليق بنا كأسماء، هذا الفقيه قد يكون في ركاب الرئيس الحالي.
وتصوروا معي أن يدخل بنكيران على رؤساء الدول في الأممالمتحدة، وهو حامل سيفه: أسلموا تسلموا، وإلا السيف بيننا.
والمغراوي يتابع الفيلم على شاشة القناة الثانية ( بعد أن تكون قد حلت قضية دفتر التحملات، وأصبح الزمزمي مدير البرامج ) وهو يحمدل ويحوقل ويبسمل وما شاء الله فعل. وتصوروا معي بنكيران يحمل القرطاس والقلم ويكتب رسالة إلى الوزير الأول الكندي. ستيفن هاربر «إلى عدو الله ستيفن، المعروف عربيا بالشفيهن، اسلم تسلم وإلا السيف بيننا».
وأن كندا بعد ذلك ستدخل الإسلام عن بكرة أبيها، ويصبح المهاجرون هناك من الأنصار، ويبعث لهم بنكيران، بعد أن يرث الله الأرض ومن عليها بالشيخ المغراوي ليعلمهم الإسلام ،، وسيكون على عبد الإله بنكيران أن يطلب من هذا الشيخ بعض السكوت.
ويقول له بسذاجته المحببة «شد تيقارك اسيدي وانا ما باغي كرسي للي يشدو في الناس على قبلوا». بدون ذلك، سيتصور الناس أن بنكيران هو سليمان النبي، في تجربة الحكم المغربية. والله لا يضيع أجر من أحسن عملا. ينشر عمود "كسر الخاطر" في "كود" باتفاق مع "الكاتب 5/12/2012